تشهد العلاقات الاقتصادية الاستثمارية، بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، تطورات كبيرة في جميع المجالات الحيوية، لتعزيز خمسين عاماً من التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
ويقود التعاون الاقتصادي، الذي يستوعب العديد من القطاعات والمجالات الحيوية بين البلدين قاطرة العلاقات المتميزة والراسخة بينهما، وهو تعاون يصل إلى مستوى الشراكة الاقتصادية، التي تنعكس بدورها على العديد من المجالات الأخرى، وتعزز بشكل جوهري مختلف مسارات التنمية الشاملة في البلدين، وأصبحت تشهد تطوراً كبيراً ونوعياً في الشأن الاقتصادي، وكذلك نمواً ملحوظاً في التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات المتبادلة.
وتمثل دولة الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لمصر على المستوى العربي، فيما تعد مصر خامس أكبر شريك تجاري عربي لدولة الإمارات في التجارة غير النفطية، وتستحوذ على 7% من إجمالي تجارتها غير النفطية مع الدول العربية. وعلى الصعيد الاستثماري، تعد الإمارات أكبر مستثمر في مصر على الصعيد العالمي، برصيد استثمارات تراكمي يزيد على 55 مليار درهم (15 مليار دولار).
وتعمل أكثر من 1250 شركة إماراتية بمصر في مشاريع واستثمارات تشمل مختلف قطاعات الجملة والتجزئة، والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية، والقطاع المالي وأنشطة التأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعقارات والبناء، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائي.
في المقابل، تستثمر الشركات المصرية بأكثر من 4 مليارات درهم (1.1 مليار دولار) في الأسواق الإماراتية، وتشمل مشاريعها، كذلك، القطاع العقاري والمالي والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة.
وبلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، خلال الفترة من يناير حتى مايو 2022، أكثر من (11.8) مليار درهم، (3.2) مليارات دولار، بنمو وصلت نسبته إلى 11%، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وبلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال الأشهر الـ5 الأولى من عام 2021، ما قيمته 10.6 مليارات درهم، أي ما يوازي 2.9 مليار دولار.
فيما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين، خلال النصف الأول من عام 2021 نحو 13.3 مليار درهم، مقارنة بنحو 12.5 مليار درهم، خلال الفترة ذاتها من عام 2020، بنمو وصل إلى 7%. فيما بلغ حجم ذلك التبادل خلال عام 2020 نحو 26 مليار درهم، مقابل 22.1 مليار درهم خلال عام 2019، وبنمو أكثر من 17%، على الرغم من تداعيات الجائحة على أنشطة التجارة إقليمياً وعالمياً.
وتقام خلال الفترة ما بين 26 و28 أكتوبر الحالي، في العاصمة المصرية القاهرة، احتفالية كبرى تحت شعار "مصر والإمارات قلب واحد"، تتضمن أجندة متنوعة من الفعاليات بحضور وزراء من حكومتي البلدين، وأكثر من 1800 شخصية من كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين. وتتضمن الاحتفالية أجندة متنوعة من الفعاليات، منها منتدى اقتصادي مشترك خلال اليوم الأول بحضور عدد من الوزراء في حكومة دولة الإمارات ونظرائهم بالحكومة المصرية، إلى جانب كبار المسؤولين في المجال الاقتصادي ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الاقتصادي في البلدين، وسيتم تنظيم حفل مميز "أم كلثوم في أبوظبي"، الذي أحيته الفنانة في عام 1971، وإعادة إحيائه بطابع جديد واستثنائي ضمن أجندة الفعاليات.
وتشهد أجندة الفعاليات في يومها الثاني إقامة المنتدى الثقافي، الذي يُعقد بمشاركة نخبة من المثقفين والإعلاميين والشخصيات البارزة في الدولتين، ويستعرض المنتدى أهم المحطات الرئيسة في العلاقة الإماراتية المصرية في مجال الإعلام والثقافة والفنون والتاريخ المشترك بين البلدين، ويتخلل المنتدى سلسلة من الجلسات التي تتناول موضوعات مشتركة في التعاون الرياضي والإعلامي والثقافي، ويضم المنتدى كذلك سلسلة من الجلسات الحوارية، والنقاشات مع عدد من الدبلوماسيين الإماراتيين والمصريين، ونخبة من الإعلاميين من القطاع الحكومي والخاص في الدولتين.
إقرأ أيضاً: الإمارات تؤكد التزامها بمكافحة الاتجار غير المشروع في الأسلحة الصغيرة والخفيفة