يرغب جميع الأزواج بالحفاظ على علاقة صحية ومستقرة مع شركائهم، والأمر لا يتطلب كثيراً من الوعي والالتزام والرعاية فحسب، وإنما أيضاً مهارات فائقة في الاتصال وتنظيم الوقت والجهد.
وعليك أن تعي جيداً أن علاقتك بزوجك لا بد أن تمر بالعديد من التحديات والتقلبات، وأنه لا توجد علاقة تصل حد الكمال، ولا زواج يمر دون اختلالات في بعض الأوقات، ولا بد لك أن تؤمني بأن هذا هو الوضع الطبيعي، فالبشر ليسوا مثاليين دائماً، ولا يمتلكون أن يكونوا أشخاصاً كاملين بجميع الأوقات، لكن عليك الحرص على ألا تتسبب الأوقات الصعبة التي تمرين بها بعلاقتك خلال زواجك بتحويله إلى علاقة سامة.
ويمكننا وصف العلاقة السامة بأنها تلك التي تستنزف طاقتك وتسيء لك، وتدفعك لفقدان الثقة والتعاطف، وتجعلك عاجزة عن الحفاظ على ارتباط آمن مع شريكك.
ولكن هل يمكنك فعلاً التعافي من علاقة سامة وإعادة الأمور إلى حالها الطبيعي؟ لا شك بذلك، فالقاعدة تقول دائماً: "لكل مشكلة حل"، لكن قبل أن نقدم لك النصائح المهمة لإصلاح هذه العلاقة، لا بد لك من التفكير بعمق إن كانت هذه العلاقة سامة وسيئة من الأصل، ولا يمكن إصلاحها بأي حال، أم أن ظروفاً جعلتها بهذه الحال بعد أن عشت أوقاتاً مستقرة يملؤها الحب والأمل، وبالتالي يمكن إعادتها إلى ما كانت عليه.
وتالياً أهم الطرق التي يمكنك من خلالها علاج تردي علاقتك بزوجك وإصلاحها قبل فوات الأوان:
لا تحاولي التحكم
غالباً تتسبب العلاقات السيئة برفع مستوى الشكوك، وبدء طرح الأسئلة المتتالية: (أين كنت، مع من، لماذا،.. إلخ)، وقد تميلين بسبب سوء هذه العلاقة إلى معارضة قرارات زوجك، وتحاولين تغيير تفكيره ليتلاءم مع ما تريدين، من دون أن تدركي أنك تطلبين أمراً أشبه بالمستحيل. وأفضل ما يمكنك فعله هو مقاومة رغبتك بالسيطرة والتحكم، حاولي أن تتغيري خاصة في هذه الظروف، وأن تعودي إلى طبيعتك السابقة واسألي نفسك: لماذا أخاف؟ وماذا أريد بالتحديد؟
كوني حازمة
لعلك لا تدركين أن الحزم من أفضل مهارات التواصل، ويحفزك دائماً على إدارة علاقتك المتعثرة، كما أنه يساعدك بالتواصل مع نفسك أيضاً.
كما أن الحزم يمنحك القدرة على اتخاذ أنسب القرارات في الأوقات الصعبة، ويبعدك غالباً عن السلوك العدواني السلبي، الذي من شأنه إلحاق الضرر أكثر بعلاقتك، ويحولها إلى ما يسمى علاقة سامة بالفعل.
ابقي على قرب
مهما تدهورت علاقتك بزوجك، عليك التأكد من أنك ستبقين على مسافة قريبة منه، وحافظي على التواصل معه، حتى في أكثر الأوقات إحباطاً، وإياك والانعزال في هذه الظروف، ولا تحاولي الهرب والتجاهل، لأن هذه التصرفات ستزيد الفجوة بينكما، وتصعب بعدها إعادة التقارب والوئام.
مواجهات حاسمة
رغم التوتر والجفاء الذي تعيشينه اليوم، فإنك تدركين أن حبكما مختبئ في جانب آخر، ولا بد من إظهاره بشتى الطرق، لذا عليك البدء ببعض المخاطر العاطفية.
قومي بمواجهة حاسمة، أبرزي من خلالها كل الحقائق التي كنت تخفينها عن شريكك، وابقي الحوار مفتوحاً بينكما حتى لو كنت تعتقدين أنه حوار مخيف، من الأهمية الكبرى بدء هذه المواجهة، وكشف جميع الحقائق والمشاعر.
اطلبي الدعم والمشورة
الكثيرات لا يردن أن يخسرن شريكهن، أو أن تتدهور علاقتهن بشكل أكبر، ويردن كبح جماح الخلاف والجفاء، لكنهن بحق لا يعرفن ماذا يفعلن، لذا إن كنت واحدةً من هؤلاء، فما عليك إلا طلب الدعم والمشورة والنصيحة من أصحاب الاختصاص، وابحثي عن الحيادين والموثوقين منهم، الذين بإمكانهم وضع قواعد صحية لك تمكنك من استعادة حياتك الرائعة.
إقرأ أيضاً: إحداها «تحدي عقلكِ».. 7 نصائح لتقوية ذاكرتكِ بشكل طبيعي
قدمي الامتنان
بعد مرور سنوات من الزواج، ينسى كلا الزوجين تقديم الامتنان والشكر لشريكه، ويشعر بأن كل ما يقدمه هو أمر مسلم به لا قيمة له إطلاقاً.
لا بد من تقديم الامتنان بشكل يومي، على سبيل المثال شاركي ثلاثة أشياء تقدرينها في زوجك قبل النوم، وأشعريه بامتنانك لها، سيعزز هذا التصرف طرد الأجواء السلبية في حياتك وتحويلها لأمر إيجابي، كما أن له أثراً كبيراً في تعافي علاقتك.
أخيرًا، من المهم أن تدركي أن ما لا تحبينه في شريكك هو على الأرجح شيء لا تحبينه في نفسك أيضاً لذلك نحاول دائماً التحكم في الآخرين أو تجنبهم أو تجاهلهم أو إلقاء اللوم عليهم، بدلاً من القيام "بالعمل الداخلي" الضروري على أنفسنا.