كثيرون حولنا مصابون بالسمنة، وهذا أمر طبيعي بناء على أوزانهم المفرطة، وطرق عيشهم وتناولهم للطعام أو لأسباب وراثية، وقد تتفاجأون إذا علمتم بأن عدد المصابين بأمراض السمنة حول العالم بلغ أكثر من مليار شخص، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها، نشرته في شهر مارس الماضي.
وتقسم منظمة الصحة المصابين بالسمنة إلى 650 مليون شخص بالغ، فيما عدد المراهقين المصابين 340 مليوناً، إضافة إلى 39 مليون طفل، وتشير المنظمة العالمية إلى توقعاتها بتراجع صحة 167 مليون شخص من هؤلاء بعد ثلاث سنوات، أي بحلول عام 2025.
وتعرف منظمة الصحة السمنة، بالمرض الذي يصيب معظم أجهزة الجسم، ويؤثر في القلب والكبد والكلى والمفاصل والجهاز التناسلي، كما يؤدي إلى مجموعة من الأمراض غير السارية، مثل: مرض السكري 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، وأشكال مختلفة من السرطان، فضلاً عن مشاكل الصحة العقلية.
لكن هل تحدث السمنة بسبب الإفراط في تناول الطعام، كما هو شائع بين الناس؟
نهم الطعام عامل أساسي، لكن توجد أسباب أخرى توضحها المنظمة العالمية، منها: الإجهاد اليومي، والنوم غير الكافي والهرمونات والألم المزمن والحالات الصحية وتناول الأدوية، فضلاً عن العديد من العوامل البيئية والاقتصادية الأخرى، التي تفاقم المشكلة، ولهذا السبب يجب تحديد ماهية المشكلة المسببة للسمنة لكل شخص مصاب بها.
ووسط انتشار مرض السمنة عالمياً، هنالك عدة أساطير منتشرة حول المرض ذاته، وتلعب الخيارات الغذائية ونقص الثقافة حول الطعام الصحي دوراً أكبر في الإصابة بالمرض، فالثقافة الغذائية تلعب دوراً مهماً في كيفية اتخاذ الفرد منا خياراته الصحية في تناول الطعام.
فالواجب على مريض السمنة تحسين نظامه الغذائي، عبر اتباع طرق صحية، ونظام غذائي متوازن يعتمد على الفواكه والخضروات، والابتعاد عن الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، و"الفاست فود" والمعتمدة على الزيوت المهدرجة.
وتؤدي السمنة إلى الإصابة بترهل الجلد، وقد يؤثر تقليل الدهون في الحالة العاطفية والعقلية. وهنا، يجب أن نشير إلى أهمية التحدث إلى الطبيب أو اختصاصي التغذية، للتأكد من فقدان الوزن بطريقة سليمة، إذ تؤثر السعرات الحرارية من ناحية الكمية والنوع في كمية الطاقة التي يستخدمها الشخص، والهرمونات التي تنظم وقت وكمية تناول الطعام، حيث تؤدي بعض الأطعمة إلى تغيرات هرمونية تساعد على إنقاص الوزن.
أيضاً للوراثة دور في سمنة الأشخاص، فتتبع التاريخ العائلي صحياً أمر بالغ الأهمية، فالأشخاص الذين لديهم جينات وراثية تسبب مرض السمنة، أكثر عرضةً للإصابة من غيرهم، لكن العوامل الوراثية المسببة للسمنة تمثل جزءاً صغيراً من الخطر.
إقرأ أيضاً: هل ربط الفم والفكين مجدٍ فعلاً في إنقاص الوزن؟