قد يتسبب التاج الألماسي اللامع، الذي يبلغ وزنه 105 قراريط، وتقدر قيمته بمليار دولار، في حدوث خلاف دبلوماسي، في حال اختارت الملكة القرينة كاميلا ارتداءه أثناء تتويج زوجها الملك تشارلز الثالث في 6 مايو المقبل، ووفقاً للخبراء إن ارتداءها هذه الجوهرة أمر مستبعد.
والتاج المعني هو النمط الذي صُمم للملكة الأم (جدة تشارلز) لارتدائه في حفل تتويجها، إلى جانب زوجها الملك جورج السادس في عام 1937، والذي يحتوي على جوهرة كوهينور، التي تعد واحدة من أشهر الألماسات وأكثرها إثارة للجدل، واسمها يعني "جبل النور" بالفارسية، وهي ضخمة جداً و"تجلس" حالياً فوق التاج الأرجواني الفاخر للملكة الأم.
ورغم أنه سيكون من المنطقي أن ترتدي كاميلا التاج التاريخي عندما تُتوج إلى جانب تشارلز، وذلك لأسباب عدة، منها: أن الملك تشارلز كان قريباً جداً من جدته، كما أن هذا التاج بالذات كان مخصصاً دائماً لكاميلا لترتديه، نظراً لأن الأحجار الكريمة قابلة للإزالة تماماً، إلا أنه من الممكن ألا ترتديه بسبب وجود خلافٍ عليه.
وكانت الألماسة كوهينور، التي استولت عليها شركة الهند الشرقية، وأعطيت للملكة فيكتوريا في القرن التاسع عشر، مصدر خلافٍ لسنوات بين بريطانيا والهند، حتى إنه بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية في 8 سبتمبر الماضي، دعا الكثيرون مرة أخرى إلى عودة الأحجار الكريمة إلى الهند، وظهرت تساؤلات حول ما إذا كانت كاميلا سترتدي التاج.
وبحسب مطلعين، من المتوقع أن يلقي هذا الخلاف الدبلوماسي حول التاج بظلاله على خطط التتويج، إذ إنه وفي حال استخدمت كاميلا جوهرة التاج كوهينور خلال تتويجها، فإن ذلك سيعيد ذكريات مؤلمة من أيام الاستعمار، وسيذكر بعض الهنود بأيام وجود الإمبراطورية البريطانية في الهند.
وعن ذلك، قال وليام دالريمبل، المؤلف المشارك لكتاب "Koh-i-Noor"، إن قضية الألماس "أصبحت تحمل كل ثقل الاستعمار على كتفها، كأنها "قنبلة دبلوماسية ضخمة". كما أشار ماكسويل ستون، من شركة المجوهرات البريطانية "ستيفن ستون": "مع ازدياد الجدل الدائر حول الألماس، سيكون من المدهش أن نراه مستخدماً في حفل التتويج".
ويُقال إن ماسة كوهينور تبلغ قيمتها 591 مليون دولار فقط، بينما يضم التاج أيضاً 2203 ألماسة بقطع بريانت، و662 ألماسة مقطوعة بالوردي، لذا من الصعب للغاية تحديد سعر لقطعة تاريخية مثل هذه، وتقدر القيمة الإجمالية بمليار دولار، وقد شوهدت هذه القطعة لآخر مرة فوق تابوت الملكة إليزابيث الشهر الماضي.
وفي ما يتعلق بخيارات كاميلا لارتداء تاجٍ للتتويج، فإنه لايزال بإمكانها أن ترتدي هذا التاج في حفل العام المقبل، لكن بشرط إزالة الجوهرة المثيرة للجدل تماماً وموضوع الخلاف، واستبدالها بجوهرة مختلفة.
كما تشمل الخيارات الأخرى إكليل التتويج لجورج الرابع، الذي ارتدته الملكة إليزابيث الثانية بمناسبة الافتتاح السنوي للبرلمان، أو تاج الملكة أديلايد، الذي لم يعد معروضاً في برج لندن، بعد إزالته هذا العام لأسباب غير معروفة.
إقرأ أيضاً: كيف أنقذ الأمير هاري ميغان ماركل من اضطراباتها النفسية؟