عندما يصل أول مولود للعائلة الصغيرة، تبدأ نصائح الأمهات بأن تحافظ الأم الجديدة على الرضاعة الطبيعة لمولودها، حتى ينمو بصحة وعافية، ولا يصاب بالأمراض.
هذه هي النصيحة التي يقدمها الجميع للأم، والتي تسمعها مراراً عند كل زيارة مباركة لها بالمولود الجديد، مع التنبيه دائماً بتجنب الحليب الاصطناعي، الذي لن يجلب سوى المرض للطفل الصغير في أيامه الأولى. 
وتعقد المقارنات دائماً.. ما الأفضل حليب الأم أم الحليب الاصطناعي؟ وفي الوقت الذي ينتصر به الجميع للرضاعة الطبيعية من أجل مصلحة الطفل، يتناسى معظم أصحاب النصائح أن الرضاعة الطبيعة مفيدة صحياً أيضاً للأم! فكيف ذلك؟

 

 

يتفق أطباء الولادة على أن الرضاعة الطبيعية تقلل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض، أبرزها: سرطان الثدي، سرطان المبيض، التهاب المفاصل، فضلاً عن تقليل الإصابة بتضخم بطانة الرحم، وتقليل هشاشة العظام مع تقدم العمر، وتقليل الإصابة بمرض السكري، وتخفيض ضغط الدم، وتقليل أمراض القلب والأوعية الدموية.
كل هذه المخاطر تزول بمجرد الالتزام بأوقات الرضاعة الطبيعية للمولود الجديد، لكن أكثر ما يحمس النساء لمواصلة إرضاع أبنائهن، هو مساعدتهن في تسريع فقدان الوزن بعد الولادة، إذ تحرق الأم يومياً ما يعادل 500 سعر حراري لبناء مخزون جديد من الحليب، كما تفرز الرضاعة الطبيعية هرمونات الأوكسيتوسين والبرولاكتين المهدئة بشكل طبيعي، وهما هرمونان يقللان التوتر، ويعززان المشاعر الإيجابية لدى الأم المرضعة.

 

 

ويؤكد خبراء علم النفس أن الرضاعة الطبيعية تزيد ثقة الأم بنفسها، وتجعلها هادئة بشكل أكبر، كما أنها تعمق صلتها بطفلها، ما ينعكس إيجابياً على صحة العقل والجسم، وتزيد الترابط الجسدي العاطفي بين الأم والطفل. 
وبالتأكيد للأطفال النصيب الكبير من فوائد الرضاعة الطبيعية أيضاً، فهي تساهم في تعزيز وتقوية جهاز المناعة، وتقلل فرصة إصابة الأطفال ببعض الأمراض، مثل: الإسهال والإمساك والتهاب المعدة، وألا يكونوا معرضين للإصابة بنزلات البرد، وأمراض الجهاز التنفسي، مقارنة بالأطفال الذين تستخدم لهم أمهاتهم الحليب الاصطناعي.
ويؤمن حليب الأم للطفل مكونات غذائية عديدة، إذ يصنع الجهاز المناعي للأم أجساماً مضادة للجراثيم التي تعرضت لها هي وطفلها. وتدخل هذه الأجسام المضادة إلى حليبها، للمساعدة في حماية طفلها من المرض.

إقرأ أيضاً: طفلكِ يتعرض للتنمر في المدرسة؟.. إليكِ الحلول