لا تعرف التكنولوجيا حداً للتوقف، ويسعى صناعها لإذهال العالم بكل ما هو جديد، لكن قد لا يتخيل البعض أن تكون صورة حقيقية دون التقاطها بأي من أنواع الكاميرات، ولا حتى رسمها، وإنما من خلال كتابتها فقط.
تشير صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الذكاء الاصطناعي بات قادراً فعلاً على تحويل النص إلى صورة خلال ثوانٍ معدودة.
ولإثبات هذه التكنولوجيا، قامت الصحيفة بعرض بعض الصور، منها: لتصميم منزل، وأخرى لامرأة ترتدي معطفاً، وأخرى لوجه طفل، مؤكدةً أن هذه ليست صوراً التقطت بكاميرا، وإنما أنشئت بنظام جديد أعلن عنه مختبر "اوبن إيه آي" يحول النص إلى صور.
وجذب هذا النظام عدداً كبيراً من الفنانين، خاصة من يعلنون أنهم فنانون رقميون، ينشئون رسوماتهم من خلال كل التقنيات المتوفرة.
وكان مختبر "أوبن إيه آي" قد اعلن أن هذه التنقية متاحة للجميع، وهو الأمر الذي جعل العديد من الشركات الكبرى، التي تعمل على تطوير تكنولوجيا المستقبل للإعلان، أنها بصدد إنشاء تقنيات مشابهة، فقد أعلن كل من: "غوغل"، و"ميتا"، أنهما يطوران أنظمة مشابهة.
لكن هذه التكنولوجيا تثير الرعب والذعر لدى العديدين، خاصة العاملين بمجال تحري الأخبار واكتشاف الزائف منها، إذ إنهم يرون أن صناعة الصور بهذه الطريقة ستجعل العالم مكاناً خصباً للشائعات والأخبار الزائفة، وقد تربك النظام العالمي بأكمله.
إقرأ أيضاً: كل ما تحتاج إلى معرفته عن "آيفون 14".. قبل إطلاقه
وقد نقلت "واشنطن بوست" عن وائل عبدالمجيد، أستاذ الهندسة في جامعة ساوث كاليفورنيا، قوله: "الناس تاريخياً يثقون بما يرونه.. فبمجرد تآكل الخط الفاصل بين الحقيقة والتزييف، سيصبح كل شيء مزيفاً، ولن نكون قادرين على تصديق أي شيء".
كما بينت الصحيفة رأي المختص بأنظمة الذكاء الاصطناعي، مارتن ساب، الذي يشير إلى وجود نقص كبير في التشريعات، التي قد تحدُّ من الاستخدام السلبي لهذه الصور.