قصة إبداع أخرى نرويها بكل حب وحماس، وسافرنا في سبيلها آلاف الكيلومترات إلى شمال إيطاليا حيث يتم استيراد الصوف من قبل "لورو بيانا"، العلامة الإيطالية المعروفة بستراتها وأوشحة فائقة النعومة، ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بصناعة الصوف الفاخر المستخرج من خيوط الكشمير، والتي لطالما أبهرت متذوقي الجودة والترف منذ قرابة 100 عام، واكتسبت تقدير وإعجاب المتسوقين المتميزين في منطقة الخليج. ومؤخراً دعت الدار "زهرة الخليج" لزيارة مصانعها، حيث تبدأ وتنتهي رحلة مبهرة عنوانها الأكبر "الإبداع".
يبلغ عمر علامة "لورو بيانا" ما يقرب من مئة عام، وجذور عائلة Loro Piana تعود إلى تريفيرو، في منطقة "بيدمونت" في شمال إيطاليا، وارتبطت بالطبقة الأرستقراطية في أوروبا، إلى أن أسس Pietro Antonio Loro Piana شركة المنسوجات التي تحمل الاسم نفسه، والتي أصبحت فيما بعد، عملاق الموضة الإيطالية ومن بين أكبر الشركات في العالم، لإنتاج الملابس من صوف الكشمير.
وفي مصانع الدار الإيطالية، تدور الماكينات، لتعالج وتمشط وتغزل وتحيك أجود المواد الخام من كل أنحاء العالم: خيوط الكشمير و"Baby Cashmere" من الصين ومنغوليا، الفكونيا " Vicuña"من أميركا الجنوبية، صوف "Merino" العالي الجودة من أستراليا ونيوزيلندا، و"Lotus Flower" من ميانمار، وهناك يتم العمل بمعايير صارمة، لضمان جودة ونقاء قياسية، والنتيجة تكون في منتجات وأزياء تجسد الأناقة البسيطة بأسلوب فريد.
غزل الصوف في Roccapietra
نبدأ جولتنا الميدانية من Loro Piana Roccapietra في بيدمونت، وهي أكبر موقع إنتاج في الغرب لمعالجة الكشمير، و"Baby Cashmere"، و"Vicuña"، والصوف. في حين أن "Roccapietra" هي المكان، الذي يتم فيه غزل الصوف، إلا أنها أيضاً موطن لأكبر معمل للتحليل ومراقبة الجودة في العالم للكشمير والفكونيا والصوف، حيث يتم العمل بمعايير صارمة؛ لضمان جودة ونقاء قياسية لدار "لورو بيانا".
في هذا المصنع، تبدأ رحلة الإنتاج من منطقة تخزين المواد الخام، حيث يرسل نظام هوائي الألياف إلى آلات التمشيط، وأثناء عملية تمشيط خصلات الألياف، تظهر لنا أهمية الألوان، والدقة، والمهارة، فيبدو وكأننا نقف أمام فنان تشكيلي يفرز ألوانه ثم يطلقها، ألياف ذهبية، تفصل عن بعضها، ثم توزع بسحرٍ لا مثيل له، لتنسج بطريقة مذهلة. وفي إضافة تكنولوجية، يدخل في صميمها الذكاء الاصطناعي والروبوت، يتم نقل الألياف إلى آلات الغزل التي تقوم بلفها وسحبها بسرعات عالية، لمنحها القوة التي تحولها إلى خيوط. وبعدها، يبدأ اللف، مما يؤدي إلى القضاء على أي مناطق سميكة من الخيوط، يكتشفها جهاز استشعار فيقطعها، ويعيد بناءها، وبمجرد الانتهاء من الخيوط، يتم تفريغها من آلات اللف ووزنها وتصنيفها.
نسج الأقمشة في Quarona
نتابع مسيرة الإبداع إلى Quarona التي تبعد حوالي 10 دقائق بالسيارة من Roccapietra في رحلة ممتعة لما تتضمنه من معلومات، وجمال جبال المنطقة الطبيعي الخلاب؛ في هذا المصنع تغزل الخيوط وتتحول إلى النسيج الذي يشكل أقمشة "Loro Piana" المميزة والفريدة. في "كوارونا" تقوم الآلات بإعداد الهيكل الرأسي للنسيج، الذي يتم استكماله بعد ذلك بخيوط أفقية على الأنوال، لإنشاء أنماط النسيج. وهنا يستخدم مصممو "Loro Piana" خبراتهم ومهاراتهم التي لا تضاهى في الجمع بين الألياف والقوام والألوان؛ لابتكار المنسوجات الاستثنائية للعلامة التجارية.
فحص يدوي للأقمشة
وفي هذا المكان الرحب أيضاً، تتم عملية التشطيب وصباغة الأقمشة وغسلها وصقلها، وفقاً للتنوع والمواصفات ومتطلبات المنتج النهائي، إذ تخضع أقمشة "Loro Piana" لعدد من الاختبارات والتشطيبات، للتأكد مرة أخرى من أنها تتوافق مع المعايير، من حيث المتانة والجمال. أما أكثر مراحل إنتاج القماش إثارة للدهشة، هي عندما يفحص الخبراء يدوياً كل ملليمتر من حوالي 5 ملايين متر من القماش الذي يتم إنتاجه سنوياً.
حماية البيئة
وخلال رحلتنا التاريخية في Quarona، وقع نظرنا على مطحنة تقطع وسط المناظر الجميلة لجبال بيدمونت، وبما أن حماية البيئة تعتبر من أولويات Loro Piana، فنظام معالجة المياه المتطور الذي تملكه الدار، يجعل المياه التي يتم تصريفها من المطحنة، تتجاوز المعايير المطلوبة بموجب القانون. وهذا جزء محوري من سعي العلامة لتحقيق الكمال، الذي نراه في كل منتج وقطعة أزياء تتبكرها، وآخرها مجموعة الشتاء الرائعة للعطلات التي نكتشفها فيما يلي.