من طبيعة البشر الاختلاف في الأذواق والاهتمامات، والمثل الشعبي القديم الذي يقول: "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، في دلالة على عدم اجتماع كل الناس واتفاقهم على كل شيء.
وفي وجبات الطعام، هناك من يحب الطعام الحار، ويفضله عن غيره، وهناك من يخشى أساساً الاقتراب من الطعام اللاذع، ويفضل الطعام الذي يخلو من الفلفل والشطة بأنواعها.
لكن لا نستغرب إذا علمنا أن ربع سكان الكرة الأرضية يفضلون تناول الفلفل مع طعامهم، والفلفل انتشر في جميع أنحاء العالم من موطنه الأصلي أميركا الجنوبية، بفضل الرحالة كريستوفر كولومبس، الذي اكتشف قارة أميركا، وقيل إنه جلب معه الفلفل إلى أوروبا، فيما تعد حالياً دول المكسيك والصين وإسبانيا وتركيا من أكبر المنتجين التجاريين للفلفل.
ينقسم الفلفل إلى نوعين حلو، ويسمى الفلفل الرومي، وحار ويسمى الفلفل الحريف.
وينتمي الفلفل الحلو إلى نفس عائلة الفلفل الحار، لكن لا يحتوي على مركب كابسيسين (capsaicin)، المسؤول عن الطعم الحار للفلفل، وتوجد منه 3 ألوان: الأخضر والأصفر والأحمر، والفلفل الحلو لا ينضج إلا على الشجرة فقط، وتزداد حلاوته كلما نضج أكثر وتغير لونه، وهذا هو السبب الذي يجعل الفلفل الأحمر أحلى من الأصفر، وهما أحلى من الأخضر.
وعادة يستخدم هذا النوع من الفلفل لإضافة النكهة للأطباق بسبب مذاقه الحلو، ويمكن تناوله طازجاً وإضافته إلى السلطات، أو تحضيره كنوع من المخلّل، كما يمكن طهيه مع الخضروات الأخرى. ويعتبر الفلفل الحلو غنياً بفيتامين (ج)، ومضادات الأكسدة، والألياف الغذائيّة.
ويحتوي الفلفل الحلو على نسبة رطوبة عالية، لذا إنه منخفض السعرات الحرارية، كما يعتبر مصدراً ممتازاً لفيتامين (ج)، والعديد من المواد الكيميائية النباتية، مثل: البوليفينول والكاروتينات، التي هي مضادات أكسدة طبيعية قوية، وأيضاً مصدر جيد للألياف الغذائية.
أما الفلفل الحار، فيستخدم في المقام الأول لأغراض الطهي، وكنوع من التوابل التي تضاف إلى مختلف الأطباق والصلصات. ويحتوي الفلفل الحار على مركب نشط حيوياً يسمى كابسيسين (capsaicin)، وهو المسؤول عن الطعم الحار للفلفل، ويتركز في البذور والغشاء الداخلي الأبيض للفلفل، ويسبب هذا المركب اندفاع الإندورفين، ما يجعله علاجاً فعالاً للألم والحالات الطبية الأخرى، والفلفل الحار يأخذ اللون الأخضر قبل أن ينضج تماماً، ثم يتحول إلى اللون الأصفر، وبعدها إلى اللون الأحمر.
إقرأ أيضاً: هل جربتِ هذه التوابل على فنجان قهوتكِ من قبل؟
وعموماً، يعد الفلفل من أكثر الخضروات التي تحتوي على فيتامين (ج) على الإطلاق، حتى إن كمية هذا الفيتامين في الفلفل أعلى من الكمية الموجودة في البرتقال أو الليمون وتقدر بثلاثة أضعاف، ومع العلم بأن نصف قطعة من الفلفل الأحمر تغطي الاحتياجات اليومية من فيتامين (ج)، وللعلم أيضاً إن كمية الفيتامين لها علاقة بنضج الفلفل، فكلما كان الفلفل ناضجاً أكثر كانت كمية الفيتامين فيه أكثر، فالفلفل الأحمر به أعلى كمية من فيتامين (ج)، مقارنة مع باقي أنواع الفلفل، إذ إن كل 100 غم من الفلفل الأخضر تحتوي تقريباً على 240 ملغم من فيتامين (ج)، بينما تحتوي 100 غم من الفلفل الأحمر على أكثر من 400 ملغم من نفس الفيتامين، كما يحتوي الفلفل أيضاً على مركبات الفلافونويد والكاروتينات، التي لها تأثيرات مضادة للأكسدة.