يبرز المصور الفوتوغرافي السعودي، محمد الشيباني، عبر عدسته، قصص ثراء الطبيعة الخلابة في المملكة العربية السعودية ببعد بصري مدهش، بعد أن لمس - في وطنه ومسقط رأسه - مكاناً خصباً للإلهام؛ فالتقط صوراً مميزة للطبيعة، ووثق أيضاً مناطق تراثية في المملكة؛ لتصبح إبداعاته مصدراً لإلهام الأجيال القادمة، مؤمناً بأن الإنسان المرهف الحس لا يستطيع أن ينفصل عن بيئته المحيطة؛ فحمل على عاتقه رسالة أراد إيصالها إلى متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، هي إرشادهم إلى مكامن الطبيعة الساحرة بالمملكة.. «زهرة الخليج» التقت المصور الفوتوغرافي السعودي؛ ليضيء على رحلته نحو عالم التصوير، وما يرنو إليه مستقبلاً؛ فكان الحوار التالي:
• كيف بدأت رحلتك في مجال التصوير الفوتوغرافي؟
- قد يكون للفن ارتباط وثيق بالإنسان، سواء أدركنا ذلك أم لم نُدركه، وقد اكتشفت ذلك الارتباط اكتشافاً مُتراكماً منذ طفولتي، بدايةً بشغفي بالرسم في المرحلة الابتدائية، وصولاً إلى اقتنائي الكاميرات البدائية، واستخدامها، مثل «كاميرا الجوال»، ثم وضحت علاقتي بالصورة؛ فتوجهت توجهاً كاملاً إلى احتراف التصوير، منذ أن امتلكت أول كاميرا عام 2010.
• لماذا اخترت تصوير الأماكن التراثية والسياحية بالمملكة؟
- ليست للإنسان قُدرة على الانفصال عن البيئة المُحيطة به، حيث تمتلك المملكة تراثاً مادياً كبيراً، وأماكن عدة لها بُعد بصري أقل ما يُقال عنه إنه «مدهش»، وعندما اخترت هذا المجال تحديداً، كانت لديَّ الرغبة في نقل هذا البعد البصري من السعودية إلى الجميع، لاسيما أننا بتنا نشاهد الكثير من العناصر التراثية التي عادت حديثاً إلى تألقها، من خلال إعادة استخدامها في المجتمع المعاصر.
إقرأ أيضاً: رسامة سعودية تستوحي أفكارها من المرأة.. إيثار بالخير: ألواني تعكس قوة المشاعر
بيئة خصبة
• ما الذي يجعل المملكة مكاناً خصباً للإلهام في لقطاتك؟
- في السؤال جُزء من الجواب، لكن جملة «مكان خصب للإلهام» تحتاج إلى شيء من التفصيل. تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول كبيرة المساحة، وقد تختلف عادات وتقاليد وتراث وسلوك المجتمعات فيها، وأيضاً تختلف طبيعتها وطقوسها من مكان إلى آخر. أحياناً، نرى أن لكل منطقة ألواناً عدة من الفنون والثقافات، التي تتميّز بها روح أهل المكان، ونرى كذلك تأثير البيئة فيها، وعدم فُقدانها جوهرها، رغم تحولاتها وتطوراتها التي مرت بها.
• مناطق صورتها وتركت في نفسك أثراً لم يُمْحَ من الذاكرة، ولماذا؟
- قصر طريف، والدرعية - تحديداً - يعنيان لنا كسعوديين، ولي أنا شخصياً انتماء وأصالة، ورغم كثرة الأماكن التي وثقتها، فإن الدرعية وقصر طريف من المناطق التي لا تُمحى من الذاكرة.. لقربها، ولأهميتها الثقافية.
• من أين تستلهم المكان التالي، الذي ستقوم بتصويره؟
- الحالة الإبداعية والإلهام والفكرة، لا تتقيَّد بشكل مُحدد وثابت يُمكنني تشكيله متى وكيفما شئت؛ فاختيار المكان أو فكرة الصورة يأتي بشكل مفاجئ، يُشبه ما يحدُث في مُخيلة الشاعر عند حدوث موقف ما أمامه؛ فيجسده على هيئة قصيدة.
• ما الصورة المحببة إلى قلبك، ولماذا؟
- قصر طريف بالدرعية، والسبب قد يكون مُشابهاً لنفس السبب الذي يجعل الشاعر قريباً من قصيدةٍ ما، ليس بسبب اختلافها، لكن بسبب قربها من ذاته.
• ما بصماتك الخاصة، التي تميزك عن أي مصور محترف؟
- أعتقد أن السبب في الفكرة لا في المصور؛ لأن الفكرة تُحدد كُل الملامح، أيضاً فهم المصور لمخرجه البصري، كذلك، يعتبر من الأمور التي تميِّزه عن غيره.
تجربة ناضجة
• هل فكرت في عرض صورك بمعارض فنية، ومن ثم المشاركة في مسابقات عربية ودولية؟
- نحن ندرك جيداً أهمية عرض الصور في معارض فنية، ورغم ذلك فإن عرض الصور في معرض ليس أمراً صعباً، لكن الصعوبة تكمُن في نُضج التجربة، والبصمة التي سيتركها المصور عن نفسه لدى الفنانين والمتذوقين الحقيقيين للفنون، وهذا ما يشغل بالي.
• من وجهة نظرك.. ما صفات المصور الناجح؟
- القُدرة على الاستمرار، والاهتمام بالتفاصيل، وعدم الالتزام بمدرسة واحدة في التصوير، كذلك لا نغفل القدرة على إتقان المهارات اللازمة للتعديل على الصورة، ومعرفة طبيعتها.
• ما النصيحة التي توجهها إلى المصور المبتدئ؛ ليكون متميزاً؟
- لا أعتقد أن هناك أبلغ من مقولة: «التجربة خير برهان»، كقاعدة أساسية في النجاح بكل مجال ينوي الإنسان اقتحامه، بما في ذلك التصوير.
• هل تفكر في تصوير أماكن جديدة خارج المملكة؟
- لم أصل إلى مرحلة التشبُّع من الأماكن في المملكة، فلايزال لدينا الكثير، ولا أرفض أي تجربة تطورني كمصور محترف.
• ماذا عن أحلامك، التي لم تتحقق بَعْدُ؟
- المُساهمة في صناعة أرشيف صور ضخم ومميز للمملكة.