تسعى المصممة والرسامة السعودية، إيثار بالخير، من خلال أعمالها الجريئة، إلى استكشاف مفهوم أصيل للجمال، وتحتفي فرشاتها بالمشاعر؛ فتوثق وجدانياً للوجوه، وللذاكرة، وللمكان، من خلال لغة بصرية مترفة بالمفردات، والمعاني، وروائع نابضة بالحياة، تجمع بين عدد من الموضوعات والألوان والأنماط المثيرة للدهشة والإعجاب والتأمل. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تشاركنا إيثار بالخير ملامح من تجربتها الإبداعية، وتحكي عن شغفها وإلهامها:
• ما الأساليب الفنية، التي تجذبك بشكل خاص؟
- لطالما أحببت الفن، باختلاف مجالاته، فأنا أهتم بمختلف أنواع الفنون وبمواضيعها المتعددة، التي تتمحور حول الموضة والثقافة والهندسة المعمارية. كما أنني شغوفة بالتراث السعودي، وأعمل على صنع أنماط مستوحاة منه بمختلف المناطق، وتقديمها بطريقة عصرية. ومعظم أعمالي تدور حول تصميم العلامات التجارية، والرسومات الديجيتال، وتصميم الأنماط، وتطوير المفاهيم.
• متى، وكيف، أمسكت الفرشاة والألوان، وأدركت أنك شغوفة بالرسم؟
- نشأت في عائلة تقدر الفن، وكانت الأدوات الفنية متاحة، دائماً، وقد كنت في وقت الفراغ أرسم مع إخوتي، ووالدتي كانت ترسم لنا شخصيات، وتسميها، وتحكي لنا قصصاً عن هذه الشخصيات. ومنذ الصغر كان الرسم والألوان طريقتي للتعبير عن مشاعري. لكن ممارستي للرسم بدأت من عمر 10 سنوات. ودائماً كنت أحب تجريد الشخصيات والنباتات، ورسمها بشكل رائع. ومن هنا، أدركت شغفي بالرسم، وصرت أمارسه بشكل أكبر. وحينما صار عمري 15 سنة، بدأ رسم الديجيتال يستهويني.. الرسم هو أفضل طريقة للتعبير عن نفسي، والتعامل مع مشاعري.
قوة وحرية
•هل استطعت امتلاك لغة بصرية خاصة بك؟ وما أهم مفرداتها؟
- أعتقد أنني - بعد فترة من الممارسة والعمل في هذا المجال - بدأت أستوعب نمطي، والأشياء التي أحبها، وأحاول، دائماً، أن أقوم بتجسيدها في جزء كبير من العمل، بحيث تكون كل لوحة قادرة على توصيل رسالة، والاتصال بأي شخص يراها، أو تعبر عنه بطريقة ما، ولغتي البصرية أصفها بالقوة، والجرأة، والجمال، والحرية.
• من أين تستوحين أفكار لوحاتك؟
- الإلهام في كل مكان.. فأي شيء يمكن أن يكون مصدر إلهام لي، مثل: الأشخاص والأماكن التي زرتها، والقصص التي عشتها أو استمعت إليها. لكن، غالباً، أستوحي أفكار رسوماتي من قصص المرأة، وجمالها، وقوتها الداخلية. ويلهمني، أيضاً، التراث والسفر، والطبيعة، والتصميم الداخلي، والمعماري. كما أنني أحب االبوستراتب القديمة، خاصة التي تتصل بفترة العشرينات، وأهتم أيضاً بالأزياء؛ لأنها تعبر عن الذات والتفرد.
• الغموض الذي يكتنف فرشاتك.. أيَّ رسالة يحمل؟
- غالباً أحب تجريد مشاعري في رسوماتي، وأحب أن أرسم لوحات تعكس مزاجي وطاقتي، والغرض من هذه الأعمال هو سرد قصص ملهمة، وتوصيل مشاعر عميقة. أيضاً تشجيع نفسي، والمُشاهد، على الشعور بالتفاؤل والحرية، كما أحب أن أعبر عن نساء هذه المنطقة باختلافاتهن شتى، وأستخدم ألواناً قوية مشرقة؛ لأعكس القوة والمشاعر العميقة اللاتي يمتلكنها.
إلهام وإحساس
• بمن تأثرتِ من الفنانين، وفي أي جانب تحديداً؟
- تلهمني أعمال كثير من الفنانين، مثل: ماتيس، وبيكاسو. كذلك، تلهمني القصص المصورة كثيراً، وأغلفة الروايات، ومنها رسومات الفنان التشكيلي حلمي التوني. كما أنني أهتم بمتابعة الفنانين المعاصرين في مجالات الموضة، والتصاميم الداخلية، والهندسة المعمارية، منهم المصمم جوناثان أدلر، الذي أحب طريقة استخدامه للألوان، إذ له بصمة جميلة في قطع أثاث المنازل، وفي التصوير أحب أعمال الفنان موس المرابط.
• كيف تصفين علاقتك بالألوان؟
- كل لون يعطي إحساساً يؤثر في الحالة المزاجية، ويمكن أن تجعلني الألوان أشعر بالسعادة أو الحزن، ويمكن أن تجعلني أشعر بالهدوء والاسترخاء، وقد تكون الألوان هي أهم أداة أستخدمها للتعبير في أعمالي.
• أين ترين موقع الفنون السعودية عالمياً؟
- تشجع السعودية المواهب المستقلة، بعمل معارض ومسابقات تدعم الفن والثقافة، وتعززهما بشكل فاعل، ولدينا فنانون مبدعون، ومواهب، في مجالات متعددة، ومنهم من وصل إلى العالمية بتقديم فن أصيل، يعكس جمال وغنى تراثنا، وهذا الفن أكثر ما تميز عالمياً.