الشرود، أو السرحان، حالة يمر بها معظم الناس عند تعرضهم للمشاكل أو الهموم والمسؤوليات.
وكثيراً يتصادف أن زميلك في العمل أو صديقك في المقهى أو أحد أفراد عائلتك، قد شرد قليلاً من الوقت وأنت تجلس معه، وأصبح ذهنياً خارج المساحة التي تجمعكما.
وعادة يبدأ الشخص بالتفكير الزائد عن الحد، عند ازدياد المسؤوليات والمهام الحياتية اليومية، وهذا ما يُعرف بالشرود الذهني أو السرحان.
وللدماغ قدرة محددة على إنجاز المهمات، فعندما يبدأ الدماغ بتلقي مهام أكبر وأكثر، أو حدوث تداخل في المهام اليومية دون القُدرة على إنجازها، يؤدي هذا إلى إصابة الشخص بالسرحان الدائم والمُتعب دون أي رد فعل منه لإنجاز مهامه المُتراكمة.
وتترافق حالة الشرود الذهني مع العصبية، خاصة عندما يساهم الشرود في تأخر إنجاز مهمات العمل المطلوبة يومياً، ما يؤدي إلى رغبة الشخص شارد الذهن في الانتهاء من مهمات العمل بصورة سريعة حتى لا يتسبب بتأخيرها، ما يؤدي تالياً إلى إرباكه، وعدم قدرته على تحمل مهام جديدة، حتى لو كانت بسيطة وسهلة التنفيذ.
ويلجأ بعض الأشخاص، الذين يشعرون بالضغط النفسي جراء إلى العمل، للشرود الذهني والسرحان، بحثاً عن الراحة النفسية أولاً قبل الراحة العملية، وقد تتفاجأ عزيزي القارئ إن عرفت أن أحد أسباب الشرود الذهني والسرحان، هو الاستخدام الكبير والمبالغ فيه لتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يؤثر المحتوى الذي تعرضه "السوشيال ميديا" في سحب الشخص إلى إمضاء الوقت على هذه المنصات، هرباً من مشاكله، وضغط العمل عليه.
كما أن الخوف من المستقبل والتفكير في الماضي، أحد أهم أسباب الشرود الذهني، فالأشخاص المصابون بالتفكير المُفرط دائمًا يكونون مُصابين بالشرود الذهني. ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، فالأزمات المالية التي يتعرض لها الإنسان، تساهم أيضاً في الشرود الذهني، بحيث تؤثر قائمة المتطلبات اليومية والحاجة لها وضرورة تأمينها على مستوى تركيز الإنسان.
ولعلاج هذه المعضلة، يمكن اتباع خطوات محددة ومجربة، تبدأ من الاقتناع أساساً بأن الشخص لديه مشكلة الشرود الذهني ورغبته بالتخلص منها، لأن إنكار الحالة لن يجدي نفعاً لعلاجها. وأيضاً الخلود للراحة الجسدية، ومحاولة القيام برياضة التأمل، وطرد الأفكار السيئة من العقل، والإيمان بأن كل شيء جيد آتٍ لا محالة، واليقين بأن رب العالمين قادر على حل المشكلات والمعضلات الصعبة التي يواجهها الإنسان. وإدارة الوقت بشكل صحيح، عبر ترتيب مواعيد القدوم والانصراف من العمل، والمكوث في البيت والتعامل مع العائلة والانشغال بعادات صحية، تشغل عن التفكير السلبي. فضلاً عن إنجاز مهمات العمل بصورة دقيقة، وفي مواعيدها والتفكير بها، لطرد الوساوس والمخاوف، والتقليل من قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي.
إقرأ أيضاً: الطالب المشاكس.. صفة تزعج زملاءه وتؤذيه