لطالما سمعنا وعرفنا عن هوس الكثيرين بالمشاهير، حتى يصل الأمر ببعضهم لتتبع كل خطاهم، وأدق تفاصيل حياتهم، وتصل حالتهم لمرض حقيقي يحتاج علاجاً نفسياً، لكن هل سبق أن سمعت عن عكس هذه الحالة، ذلك أن يعاني أحد الأشخاص اضطراباً ذهنياً يدفعه لتخيل أن أحد المشاهير أو النجوم معجب به وواقع بحبه، فيبدأ تحليل كل حركاته وكلامه خلال ظهوره الإعلامي، بأنه يريد أن يوصل له رسائل معينة، أو أنه يعنيه بكل ما يتحدث به.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فالمصاب بهذه المتلازمة يخيل له أنه يتواصل مع معجبه السري عن طريق التخاطر، وأن النجم دائماً يقصده بكل تفاصيل حياته.

ولم يجد الأطباء تشخيصاً واضحاً لهذه المتلازمة، كونها مرتبطة بأمراض نفسية معقدة وكثيرة، إلا أن أعراضها شديدة الوضوح، ويضع الأطباء برامج علاجية خاصة لكل حالة على حدة، وغالباً ينجح العلاج بعد فترة زمنية من الالتزام.

اكتشاف المرض

استطاع الطبيب النفسي الفرنسي، غايتان دي كليرامبو، اكتشاف هذه المتلازمة، حتى إنها حملت اسمه لاحقاً، وعرفت في ما بعد بـ"الذهان العاطفي"، ولا تعتبر حديثة العهد؛ إذ إنها اكتشفت في عشرينيات القرن الماضي، وتحديداً عام 1921. 

وذكر الطبيب الفرنسي، في أبحاثه التي خصصها لهذا المرض، أن الهوس بالنجوم خلق حالات مرضية معقدة خاصة لدى النساء، وانتشرت بالفعل في تلك الفترة؛ فكانت إحداهن تقف بالساعات أمام قصر باكنغهام، مؤمنة بأن ملك بريطانيا جورج الخامس يتواصل معها، من خلال تحريك ستائر غرفته في القصر.

وأكد الدكتور أن الإصابات بين النساء أعلى بكثير منها لدى الرجال، وغالباً يؤمن الأشخاص المصابون بالمرض بأن من يتواصل معهم من هؤلاء المشاهير هو شخص بعيد جداً عنه، ويصعب الوصول إليه، ولا يمكن أن يكون من محيطه أو معارفه الحقيقيين.

ويعتقد هؤلاء أنهم يتلقون رسائل مشفرة، لا يستطيع أحد غيرهم تحليلها وفهمها، فيبنون حياتهم وتصرفاتهم حسب تفسيرهم لهذه الرسائل التي لم يفهمها سواهم.

ومن أشهر العلامات والإشارات التي يفسرها المصابون بالمرض هي حركات يد معجبهم السري، أو طريقة لبسه، وكذلك كيفية جلوسه وحتى ابتسامته، وليس هذا فحسب فإنهم يفسرون طرق اختياره لأثاث منزله في حال أتيحت لهم الفرصة لمشاهدته، من خلال ما يعرض من صور.

كما يفرط المصاب بهذه المتلازمة بالغيرة على هذه الشخصية التي تتابعه وفق رأيه، وقد أظهرت دراسات حول هذا الشأن بأن من يعانون "هوس العشق" لديهم تشوهات في الدماغ، مقارنة بالأشخاص العاديين.

إقرأ أيضاً:  شاب أردني يتحدى "طيف التوحد" بالموسيقى وصنع الإكسسوارات
 

العلاج

تختلف طرق علاج هذه المتلازمة من شخص إلى آخر، فمنهم من يستجيب من خلال الأدوية، وآخرون يتم تعريضهم للصدمات الكهربائية، فيما يعتبر العلاج العائلي "الأسري" أفضل الطرق للتخلص من هذا الوهم.

وينصح الخبراء والأطباء بعدم مواجهة المريض بما يعانيه إلا بعد بدء تحسنه، أو تخلصه من هذا الوهم بشكل نهائي.