في كثير من الأحيان نلقي باللوم على الأطفال، وما يتعلمونه في المدارس، ودائماً نجد أنفسنا عاجزين عن حل مسألة، أو رأب الصدع الذي قد ينتج عن ممارساتهم، لكن لماذا نترك الأمور تصل إلى هذا الحدِّ، وكلنا نعلم أن «الوقاية خير من قنطار علاج»، ولماذا ننسى الدور الذي يلعبه الوالدان في رفع معنويات أبنائهما، وشحذ هممهم؛ لرفعة مستقبلهم المرتقب؟
المدارس على وشك أن تفتح أبوابها؛ لذا، أيها الآباء كونوا اليوم جزءاً فاعلاً وإيجابياً في ما سيقدم عليه أطفالنا، قوموا بخطوات بسيطة تجاه أطفالكم؛ لينشؤوا أصحاء أقوياء، اسألوهم عن مشاعرهم وهم يستقبلون العام الدراسي الجديد، وعن استعدادهم له، وما استفادوه من العام السابق، حفزوهم لوضع جدول زمني لهذا اليوم، وشاركوهم تنفيذه لتنظيم الأنشطة التي سيقومون بها خلال اليوم، ومواعيد النوم والأنشطة التي ستنتهي مع بدء العام الدراسي الجديد، والأنشطة التي سيواظبون عليها خلال الدراسة.
ضعوا معهم قائمة المشتريات المطلوبة للمدرسة، واجعلوهم يختارونها بأنفسهم، مع تنبيههم إلى عدم المغالاة في السعر أو الكمية؛ ما سيشعرهم بالشغف والحماس لاستقبال هذا العام، ويخفف من توترهم تجاهه. واقرؤوا قصصاً تعليميةلهم؛ فهي أفضل وسيلة لتعليمهم سلوكيات صحيحة إيجابية، وتقويم السلوك الخاطئ، ومعالجته بشكل غير مباشر.
واسألوهم عن خططهم وكيف سيقضون أوقات الدراسة، وكيف سيلعبون مع زملائهم، وكيف سيتعاملون مع أية مواقف قد تمر بهم أثناء الدراسة، اسألوهم عن مشاعرهم حيال هذه المواقف، وأصغوا إليهم باهتمام عندما يتحدثون إليكم، وأخبروهم بأنكم تصدقونهم لمنحهم الثقة.
كونوا جزءاً من تجربة أطفالكم، وعلموهم المهارات الحياتية والتعارف والتواصل في ما بينهم. وكونوا قدوة لأبنائكم في التعامل اللبق واحترام الذات والآخرين، فالتعليم يأتي في المرتبة الثانية بعد الأخلاق، وهذا ما جاءت به الرسالة التي نزلت على الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، حينما قال في حديثه الشريف: «إنما بعثتُ؛ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ»، فقد تميز المسلمون بالأخلاق الحميدة، وساروا على هذا النهج الذي نهض بالمجتمع الإسلامي، ورفع راياته في كل بقاع الأرض.