شهدنا، خلال السنوات القليلة الماضية، قيام العديد من الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، بإطلاق مبادرات رائدة، تهدف إلى تمكين المرأة، وتعزيز دورها الحيوي لتحقيق ذاتها ومتابعة شغفها في مختلف القطاعات دون استثناء، ومن بين هذه القطاعات العمارة والهندسة والتخطيط العمراني، حيث كان من القطاعات التي يهيمن عليها الذكور حتى وقت قريب. التقت "زهرة الخليج" 3 نساء إماراتيات، يعملن في مجال التطوير العقاري، هنَّ: سارة بستكي، وآمنة بن ثنيه، وموزة العلكيم، اللواتي تحدثن عن طموحاتهن وتجربتهن في خوض مجال التطوير العقاري.
سارة بستكي: تمثل المرأة مصدر قوة لأي قطاع تعمل به
بدأت سارة بستكي حياتها المهنية قبل تسع سنوات، في وقت كان فيه مجال التطوير العقاري حكراً على الرجال، فقد كانت لديها خطط طموحة بعد حصولها على درجة الماجستير من جامعة كامبريدج باختصاص التصميم متعدد التخصصات للبيئة المبنية. وعند خوضها مجال التطوير العقاري، الذي لطالما كان يوصف بأنه بيئة غير صديقة للإناث، كانت سارة تدرك جيداً حجم التحدي الذي سوف تواجهه حتماً.
وتذكر سارة أنها لمست خلال تجربتها كيف كان معظم زملائها من الذكور سبّاقين لمساعدة زميلاتهم من الإناث، إذ تقول في هذا السياق: "في بداية مشواري المهني، تلقيت مساعدة قيّمة من الرجال الذين عملت معهم، حيث ساعدوني في اكتساب المعرفة والخبرة التي أتاحت لي الوصول إلى ما أنا عليه اليوم".
وتتابع قائلة: "تقدم الإمارات العربية المتحدة الكثير من الأمثلة المشرقة لتمكين المرأة، وتعد رؤية الإمارات عاملاً رئيسياً يدفعنا للسعي بعزم وتصميم كبيرين لنحقق كل ما نستطيع تحقيقه. كما أن المرأة تمثل مصدر قوة لأي قطاع تعمل به، وهي بذلك تستحق الحصول على فرص متكافئة، كما أن حصول المرأة على وظيفة ما، ينبغي ألا يمنعها من أن تصبح أماً. فهي تستطيع، بل ويجب أن تكون ما تريد".
موزة العلكيم: أنت فقط من يستطيع تقييم قدراتك
أما موزة العلكيم، مديرة التطوير في ماجد الفطيم لمشاريع المدن المتكاملة، فهي أكثر وعياً من أن تدع التصورات المسبقة حول دور المرأة ومحدودية قدرتها تحدد ما يمكنها وما لا يمكنها القيام به. وعلى الرغم من البداية الصعبة، التي استهلت بها حياتها المهنية، فإنها سرعان ما أدركت أهمية أن تترك بصمتها، وتسلط الضوء على دورها من خلال المثابرة والعمل الجاد وتحقيق نتائج مميزة.
وفي تعليقها على هذا الأمر، قالت موزة: "لطالما كان الناس يتسرعون في الحكم بشأن الآخرين، إلا أنك أنت فقط من يستطيع تقييم قدراتك وتحديد توقعاتك. وفي الحقيقة كانت تجربتي في بناء مسيرتي المهنية في مجال التطوير العقاري أمراً مميزاً ورائعاً، لاسيما أنها أتاحت لي أن أكون جزءاً من العمل المهم الذي نقوم بإنجازه. وخلال تلك الفترة أصبح من الواضح جليّاً للجميع أن النساء في هذا القطاع غير ممثَّلات بالشكل الكافي".
وتضيف موزة، قائلةً: "أرى أن بنات جيلي محظوظات جداً بهذا الدعم الكبير والتمكين الممنهج الذي تقدمه الحكومة لنا. إلا أنّ الأمر لا يتعلق بالمرأة وبإنجازاتها الشخصية وحسب، بل بنجاح دولة الإمارات ككل، وتقدم شعبها، اليوم وفي المستقبل".
آمنة بن ثنيه: أنا أول مهندس معماري في عائلتي
بدورها، تقول آمنة بن ثنيه، إنها منذ أن بدأت دراستها في مجال الهندسة المعمارية عام 2009، كانت تنتهج فلسفة خاصة بها، مفادها: "إن الإنسان قد يشعر بالخوف إذا كان وحيداً في المجال الذي يعمل فيه، إلا أن ذلك يفتح الباب أمام عدة احتمالات، فقد لا أكون المرأة الوحيدة التي تحلم بكسر قيود الصورة النمطية ودخول هذه المهنة، بل والارتقاء إلى القمة، لاسيما عندما لا يكون ذلك متوقعاً على الإطلاق. لذا عليَّ أن أثق بحدسي، وأرفع سقف طموحاتي. وأنا اليوم أول مهندس معماري في العائلة، وهذا الأمر يمنحني شعوراً عارماً بالفخر، ويذكّرني في الوقت نفسه بأن أرفع سقف أحلامي وطموحاتي. فهناك دائماً المزيد من الإنجازات التي تنتظر من هم على استعداد لتحقيقها بجدارة".
وتم اختيار آمنة، وهي من الطالبات الإماراتيات العشر اللواتي يعملن في وظائف تتعلق بالفن والتصميم والهندسة المعمارية من عدة جامعات في مختلف أنحاء الإمارات، للمشاركة في برنامج الشيخة منال للتبادل الفني في هونغ كونغ. وبعد انتهاء مشاركتها في البرنامج، قامت آمنة بتصميم عمل فني حصري، تم عرضه في "بوكس بارك".
وتستعد آمنة، اليوم، لخطوتها التالية في مسيرتها التطويرية، مع مبادرة "روّاد المستقبل"، المنصة الوطنية التي تجمع نخبة العقول الإماراتية الشابة الموهوبة في مجالات استراتيجية متنوعة، لتصميم وابتكار الأفكار والحلول الكفيلة بتعزيز جاهزية الدولة للمستقبل، والتي أطلقها مكتب التطوير الحكومي والمستقبل.
إقرأ أيضاً: نثرت الكندي: كنت قدوة لأخواتي في التمريض