ونحن على مرمى حجر من عودة الأبناء إلى مقاعدهم الدراسية، يدور في أذهان الأمهات عدد كبير من الأسئلة حول كيفية التعامل مع الأبناء، خاصة في موضوعات قد تحدث في كل بيت، وتؤثر بشكل سلبي في صحتهم، مثل: انتظام ساعات النوم، وإعداد الطعام المناسب، وكيفية الدراسة، وعمل الواجبات اليومية، والتركيز الذهني، وبالتالي الحفاظ على صحة الطفل الجسدية والنفسية.
الدكتورة رانيا ديب، استشارية طب الأطفال في أبوظبي، توضح بعض الخطوات والنصائح التي تساعد الطلاب على العودة إلى المدارس بأمان.
استعادة نظام النوم المناسب للسنة الدراسية
تلفت استشارية طب الأطفال، الدكتورة رانيا ديب، إلى ضرورة حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم، ليريح دماغه بشكل كافٍ، ما يمكنه من استيعاب المعلومات الجديدة، وتضيف أن الأهل يدركون أن أوقات نوم الأطفال في فترة المدرسة تختلف عن تلك التي اعتادوها في العطلة، وبالتالي يجب البدء بتنظيم نومهم تدريجياً قبل فترة من بدء السنة الدراسية، ليتمكنوا من استعادة ساعات النوم المناسبة لأوقات المدرسة. ويعتبر النوم، أيضاً، عنصراً مهماً لنمو الطفل بشكل صحيح.
النظام الغذائي الصحي للطفل
وعن أهمية تناول الغذاء الصحي، تقول الدكتورة رانيا: "تعتبر المواد الغذائية التي تروجها الإعلانات من أكثر الأطعمة ضرراً على صحة الطفل، نظراً لما تحتويه من مواد مصنعة وسكريات غير صحية، لذلك يجب على طبيب الأطفال تعليم الطفل في كل زيارة البدائل الغذائية الصحية، نظراً لأهمية الغذاء الصحي في نمو الجسم وتعزيز مناعة الطفل، خصوصاً مع بدء السنة الدراسية، وما تحمله معها من مخاطر عالية للتعرض للعدوى في المدرسة. ولذلك يجب تعليم الطفل الممارسات المناسبة لتعزيز صحته، بدءاً من الغذاء إلى النظافة الشخصية، وضمان حصوله على وجبات متكاملة وغنية بكافة العناصر التي يحتاجها جسمه من بروتينات وألياف ودهون وسكريات صحية. والمقصود هنا بالسكريات الصحية (الفواكه)، مع التأكيد على ضرورة الابتعاد عن السكريات المصنعة التي تشكل خطراً على صحة الجميع، صغاراً وكباراً، كتلك الموجودة في المشروبات الغازية".
الرياضة واللقاحات
وتشدد الدكتورة رانيا على أهمية ممارسة الرياضة لدى الأطفال، وأخذ التطعيمات الضرورية، وتحث الاستشارية الأهل على تشجيع أبنائهم على الحركة وممارسة الرياضة بعد العودة من المدرسة، أو على الأقل اللعب في المنزل، نظراً لأهمية الرياضة في تعزيز مناعة الطفل، والحفاظ على قوته البدنية والعقلية. ويجب تذكر أخذ الطفل لجميع التطعيمات المجدولة، مثل: لقاح الأنفلونزا، لتجنب تعرضه للمرض أثناء فترة الدراسة قدر الإمكان.
الصحة النفسية
وأخيراً، تنصح استشارية الأطفال أولياء الأمور باستقبال العام الدراسي بأمان، مشيرة إلى أن بدء العام الدراسي الجديد يمكن أن يتسبب في ضغوط نفسية على الطفل، لذلك تقع على عاتق أسرته مسؤولية ضمان انتقاله من فترة العطلة إلى الدراسة بسلاسة تامة، ويكون ذلك من خلال الحديث معه يومياً في الأسابيع الأولى عن التحديات والصعوبات التي يواجهها، وما يزعجه، ليتمكن من التعامل بكفاءة مع التوتر الذي يمكن أن يصيبه. كما ينبغي الحرص على عدم تعرضه لضغوط إضافية في المنزل، وتوجيه الطلبات إليه بصيغة إيجابية بعيدة تماماً عن أي معنى سلبي، لأن الكلمات السلبية تترك أثراً عميقاً غير مستحب في الصحة النفسية للطفل.