تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثامن والعشرين من أغسطس سنوياً، بالإنجازات العظيمة للمرأة الإماراتية في قطاعات مختلفة، تشمل: التعليم، والرعاية الصحية، والطيران، والتكنولوجيا المتقدمة، والفضاء، وغيرها. وبتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، حفظها الله، سيكون الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية لهذا العام تحت شعار «واقع ملهم.. مستقبل مستدام». وبهذه المناسبة تتحدث نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، لـ«زهرة الخليج» عن دور المرأة الفاعل في دعم نمو الدولة وتطورها، ومساهمتها الكبيرة في مسيرة تقدم البلاد، ووقوفها جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل؛ لتمكين الدولة من تحقيق طموحاتها الكبيرة، والاضطلاع بإنجازات لا مثيل لها، والهدف من إطلاق شعار «واقع ملهم.. مستقبل مستدام»؛ فكان الحوار التالي:
• كيف تقرئين شعار «أم الإمارات» للاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية لعام 2022؟
ـ يأتي احتفالنا بيوم المرأة الإماراتية لهذا العام في أجواء استثنائية، إذ تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بإنجازاتها النوعية في جميع المجالات والقطاعات، خاصة مجال تمكين المرأة، الذي حظي بتطور فريد، ونجاحات مشرفة، بفضل دعم القيادة الرشيدة، التي سارت على رؤية ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي عمل مع إخوانه القادة من المؤسسين على إشراك المرأة في صنع القرار، ومساندتها وتهيئتها لتحمل المسؤولية. وفي هذا السياق لا يسعني إلا أن أثمّن جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، المعطاءة، للارتقاء بمسيرة المرأة الإماراتية، وبناء أجيال قادرة على حمل أمانة الوطن، والمحافظة على مكتسباته، وتأهيلها لصياغة مستقبل ريادي لدولتنا الفتية، لتقابل ابنة الإمارات كل ذلك الدعم بالتفاني والإخلاص؛ فاجتهدت ونهلت من معين العلم والمعرفة، حتى أبدعت وتألقت، وغدت قصة نجاحها تجوب العالم.
• ما الهدف من شعار العام «واقع ملهم.. مستقبل مستدام»؟
ـ يحمل شعار يوم المرأة الإماراتية 2022، بين طياته، قصة نجاح دولة الإمارات في ملف تمكين المرأة، والتي بدأت قبل خمسين عاماً، حينما أشرقت شمس الثاني من ديسمبر عام 1971، وبدأت دولة الاتحاد مسيرتها المظفرة، ويهدف الشعار إلى إبراز الإنجازات التي حققتها الدولة في ملف تمكين المرأة، وتعزيز الصورة المشرفة لنجاحات المرأة الإماراتية، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة الاستمرار والعمل على تنمية مهارات وإمكانات المرأة الإماراتية، إلى جانب استشراف مستقبل المرأة في جميع المجالات والقطاعات، فضلاً عن دعوة جميع الجهات الوطنية للتعاون لإيجاد مستقبل مستدام للمرأة الإماراتية، بما يتوافق مع مبادئ الخمسين.
طموح.. وتمكين
• لعبت المرأة الإماراتية دوراً بارزاً في دعم نمو الدولة وتطورها.. كيف ترين ذلك؟
ـ لطالما كانت المرأة الإماراتية عنصراً مهماً وفعالاً في مسيرة تقدم البلاد، وجزءاً لا يتجزأ من التركيبة السكانية، حيث تعمل جنباً إلى جنب مع الرجل؛ لتمكين الدولة من تحقيق طموحاتها العالية، والاضطلاع بإنجازات لا مثيل لها. كما أثبتت المرأة الإماراتية، مراراً، أنها قادرة على تخطي العوائق، وتحقيق طموحاتها، وتأدية دورها الفاعل في دعم نمو الدولة وتطورها. فمنذ الأيام الأولى لقيام الاتحاد، أدركت القيادة الرشيدة - وعلى رأسها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه - أهمية المرأة، وقدرتها على إنجاز كل ما تطمح إليه. واستفادت البلاد بشكل كبير من هذا النهج، إذ أثبتت المرأة أنها على قدر المسؤولية، وأظهرت قدرتها على الموازنة بين المهام الأسرية والأعباء المهنية اليومية؛ لتكون لها بذلك مساهمة ملموسة في دعم الاقتصاد الوطني.
• حدثينا عن أبرز إنجازات الاتحاد النسائي العام في مجال تمكين المرأة!
ـ عمل الاتحاد النسائي العام - منذ تأسيسه عام 1975 برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - على إحداث نقلة نوعية في منظومة العمل النسائي بدولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل توجيهات ورعاية سمو «أم الإمارات»، مرسخاً نهجاً يقوم على دعم وتطوير وتعزيز أفضل الممارسات العالمية للنهوض بقضايا المرأة الإماراتية وتمكينها، مقدماً جهوداً جليلة في رسم السياسات المتعلقة بالمرأة، ووضع الاستراتيجيات التي ساهمت في توفير بيئة ملائمة وحاضنة لإبداعاتها الوطنية الخلاقة بجميع القطاعات والمجالات بالجهات الحكومية والخاصة بالدولة، حرصاً منه على تشجيع ابنة الإمارات على المشاركة الفاعلة في المسيرة التنموية المستدامة، ضمن مقاربة تقوم على الاستفادة من تنوع المهارات والقدرات والخبرات، وتوجيهها بما يسهم في تحقيق تطور اقتصادي ومجتمعي وثقافي وإنساني شامل ومتكامل، على نحو يضمن رفع تصنيف الإمارات التنافسي في جميع المجالات المعنية بالمرأة؛ لذلك يصعب حصر إنجازات الاتحاد النسائي العام في مجال تمكين المرأة؛ لأنه يشتمل على كل ما من شأنه تنمية وتأهيل وتطوير وريادة ابنة الإمارات في جميع المجالات والقطاعات وعلى المستويات كافة، بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين من الجهات الحكومية والخاصة، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص.
التوازن بين الجنسين
• كيف ترين الإنجازات التي حققتها الدولة لتمكين المرأة الإماراتية؟
ـ أسهمت الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة في تحقيق دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات كبيرة، في سبيل تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة «التوازن بين الجنسين»؛ لتحصل بموجبها على المركز الأول عالمياً في 29 مؤشراً خاصاً بتمكين المرأة، ما يمثل شهادة عالمية بمدى الدعم الكبير الذي توفره القيادة الرشيدة للمرأة، وتمكينها اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، ولعل من ضمن إنجازات الدولة في هذا الشأن خفض الفجوة بين الجنسين في التمثيل الحكومي، إذ ارتفع عدد النساء العضوات في المجلس الوطني الاتحادي من 9 إلى 20 عضوة من أصل 40 عضواً، إلى جانب بلوغ نسبة مشاركة المرأة في المقاعد الوزارية 27.5% من إجمالي أعضاء مجلس الوزراء، حيث تشغل المرأة 9 مقاعد وزارية، ويعد ذلك من أعلى المعدلات العالمية.
• وماذا عن القطاعات الأخرى؟
ـ تماشياً مع استراتيجية الحكومة، الرامية إلى تنويع الاقتصاد، بعيداً عن النفط، وتجديد الالتزام بالصناعة والتكنولوجيا المتقدمة؛ بدأت المرأة الإماراتية التركيز على تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي. وتخبرنا الأرقام - بوضوح - بمدى هذا الاهتمام؛ إذ تشغل النساء الإماراتيات 64% من إجمالي الوظائف في قطاعي التعليم والرعاية الصحية، وتدير 23000 رائدة أعمال إماراتية مشاريع تتجاوز قيمتها الـ50 مليار درهم، كما وصلت نسبة مشاركة المرأة بالفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إلى 34%، وهي الأعلى عالمياً.