قد تحدث لك، وأنت لاتزال شاباً عدة تغيرات مزاجية ونفسية، مثل: الاكتئاب، أو القلق، مع ضعف بالذاكرة، وعدم تركيز يصاحبه شعور بالتعب والإرهاق مع أقل مجهود، ويزداد الطين بلة، إذا دب المشيب بالشعر مبكراً.. فهل سألت نفسك إن كنت تعاني نقصاً في فيتامين (B6)؟
فيتامين (B6)، المعروف أيضاً بالبيريدوكسين، هو أحد أعضاء عائلة فيتامين (ب)، لذلك يشترك معها في بعض الفوائد والخصائص.
ولمعرفة أسباب ظهور تلك الأعراض المقلقة المذكورة آنفاً، لا بد أولاً أن نتعرف إلى فوائد فيتامين (B6) لأجسامنا،
يقول خبير التغذية، محمد الأشقر، إن فيتامين (B6) يعمل على تحويل الغذاء (الكربوهيدرات) إلى وقود (غلوكوز)، الذي بدوره يستخدم لإنتاج الطاقة، كما أن له دوراً مهماً في الاستفادة من البروتين، وهو ضروري لصحة البشرة والشعر والعينين والكبد، كما يساعد على عمل الجهاز العصبي بشكل صحيح، ويساهم في نقل الإشارات العصبية من خلية إلى أخرى في كامل الجسم، أي أنه مهم للتواصل بين أجزاء الدماغ.
ويحتاج الجسم إلى (B6) من أجل امتصاص فيتامين (B12)، لتكوين خلايا الدم الحمراء، وخلايا الجهاز المناعي.
كما أن نقص هذا الفيتامين يعرض الجسم لأمور واسعة ومختلفة، قد تبدو للوهلة الأولى غير ذات صلة، لكن العلم بالأعراض أولى خطوات الوقاية، ومن هذه الأعراض:
- زيادة الالتهابات العامة بالجسم:
وجد أن الأشخاص الذين يعانون أمراض السيلياك والالتهاب الروماتيزمي، والالتهابات المتعلقة بأمراض القلب، وكذلك مرضى التهاب الأمعاء التقرحي لديهم مستويات منخفضة من (B6).
- بعض أمراض القلب:
يلعب (B6) دوراً في خفض مستويات الهوموسيستين بالدم؛ فيقلل بالتالي خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد أشارت الدراسات السريرية إلى أن ارتفاع (B6) والفولات بالدم، يقلل فرصة الموت من السكتة الدماغية، وأمراض القلب والشرايين التاجية.
- الغثيان والقيء أثناء الحمل:
وجد أن النساء الحوامل اللاتي يعانين القيء والغثيان الشديدين، لديهن مستويات منخفضة من هذا الفيتامين، وفي بعض الأبحاث وجد أن جرعة يومية من 30 ملغ من (B6) قد تساعد على الحد من الغثيان الصباحي.
- تغير لون الشعر المبكر:
يتغير لون الشعر تدريجياً إلى اللون الرمادي، ثم إلى الأبيض مع تقدم العمر، وهو أمر طبيعي لا ينبئ بوجود خلل أو مرض، لكن المشكلة تبرز مع حدوث هذه التغيرات في سن مبكرة، بل قد نراها في بعض المراهقين، وهذا أمر غير طبيعي. ويحتاج الشعر إلى مستويات جيدة من أربعة فيتامينات؛ حتى لا يتأثر لونه، هي: (B6 ،B5 ،B7 ،B12). فإذا كنت لا تأكلين كميات كافية من الأطعمة الغنية بفيتامين (B6)، فقد يفقد شعرك لونه الطبيعي، إذ إن هذا الفيتامين مهم لإنتاج صبغة الميلانين داخل بصيلات الشعر، ما يساعد على بقاء اللون الطبيعي.
- الاكتئاب:
يساعد فيتامين (B6) الجسم على تكوين السيروتونين، الذي يسميه البعض "هرمون السعادة"، لتأثيره في المزاج، ويعتقد بعض الباحثين أن فيتامين (B6) يساعد على تقليل أعراض الاكتئاب لتأثيره الإيجابي على الهرمون؛ فقد وجدوا أن النساء اللاتي يتناولن الأطعمة الغنية بـ(B6)، لديهن فرص أقل للإصابة بالاكتئاب.
- فقدان مرونة الجلد:
فيتامين (B6) أساسي ومحوري لصيانة الجلد ونضارته، وقد تؤدي قلة المحتوى من الغذاء إلى نقص الكولاجين، الذي يحافظ على مرونة الجلد، كما أن التهاب الجلد والقروح على جانبي الفم والتهاب اللسان علامات أخرى لنقص فيتامين (B6).
- الأنيميا:
من التأثيرات المعروفة لنقص فيتامين (B6) فقر الدم من نوع microcytic hypochromic (خلايا الدم الحمراء أصغر مع مستويات منخفضة من الهيموغلوبين)، وهو من أشهر الأنواع في الوطن العربي.
إقرأ أيضاً: أشياء يجب عليكِ فعلها في أيام دراستك الأولى بالخارج
يؤثر فيتامين (B6) في الوزن بعدة طرق:
- تساعد مستويات (B6) الجيدة بالدم على الحفاظ على كتلة العضلات أثناء حميات فقدان الوزن.
- استخدام مكملات (B6)، و(B12)، لفترة طويلة لمن يعانون السمنة المفرطة يجعلهم أقل عرضة لزيادة الوزن.
- يلعب فيتامين (B6) أيضا دوراً مهماً في عمل الغدة الدرقية، فهي تنتج الهرمونات التي تنظم استهلاك الأكسجين والتمثيل الغذائي، فإذا حدث خلل بالغدة أصبح الجسم غير قادر على حرق الغذاء بكفاءة؛ فيخزن الطاقة بدلاً من استهلاكها، ما يجعل إنقاص الوزن أمراً صعباً للغاية.
كما أن لفيتامين (B6) تأثيراً ثلاثياً مقاوماً للإرهاق:
أولاً: هو أحد الفيتامينات التي تقاوم الإرهاق (الزنك والمغنيسيوم وفيتامين B6-B12)، بالإضافة إلى أن (B6) يساعد على امتصاص الزنك والمغنيسيوم، ويحسن استخدامهما من قبل الجسم.
ثانياً: يساعد في وظائف الدماغ والجهاز العصبي؛ إذ إنه يجعل الإنسان يشعر بتحسن في أعراض الإجهاد.
ثالثاً: يقاوم هذا الفيتامين ضعف وتشنجات العضلات، الذي بدوره يسبب التعب والإرهاق.