من الآخر، وبلا لفٍّ أو دوران، كلما كبر موقع الإنسان، وزادت ثروته، واشتدّ ضوء الشهرة عليه؛ كلما وجد صعوبة في الاعتراف بخطأه. لكن، هناك دائماً استثناءات ونبلاء وأشخاص، من المشاهير، يملكون أخلاقيات عالية.
الضرورات تُحتم، أحياناً، على مشاهير الفن الاعتذار. شيرين عبدالوهاب، على سبيل المثال، اضطرت إلى الاعتذار إلى مصر وجمهور مصر؛ بعدما قالت على هامش غنائها «ما شربتش من نيلها»: «هيجيلك بلهارسيا!»، كلمتان كانتا كفيلتين بهجوم مصري كبير عليها، ومنعها من الغناء في مصر، ولم تجد سبيلاً إلا الاعتذار.
غادة عبدالرازق اضطرت، هي أيضاً، لأن تعتذر إلى جمهورها بسبب نشر فيديو مسيء، وقالت: «آسفة يا جمهوري.. آسفة يا بلدي.. سامحوني لست ملاكاً»، فقد استخدمت كلمة «آسفة» مراراً، وهذا في علم الاعتذار خطأ.
ويبقى الخلاف والاعتذار بين أصالة وأنغام مثالاً حياً واضحاً؛ فقد كتبت أصالة نصري: «من دون مقدمات بدي قدم اعتذار للغالية الصديقة أنغام وأنا أخطأت التقدير.. وشو ما كان رد نغومة أنا بقبل وبقدّر». والجملة الثانية التي أردفتها أصالة توحي بحجم خوفها من ردة فعل أنغام. وطبعاً لم يتوقف الخلاف هنا، فبعد الاعتذار والمسامحة بين الاثنتين عادتا واختلفتا واعتذرتا وسامحتا... واختلفتا.
لن نغوص في حالة الفنانتين، لكن الثابت أن عالم الشهرة مليء بالمواقف الخلافية والاعتذارات غير الحقيقية.
إقرأ أيضاً: تعرفي إلى أفضل طريقة لتعلم لغة جديدة..
هناك، في المقابل، من اعتذروا على ذنوب لم يقترفوها. شيماء سيف، الفنانة الكوميدية، اضطرت إلى الاعتذار إلى الشعب السوداني؛ بعد تجسيدها دور فتاة سودانية سمراء تسرق هواتف الناس. وقد اعتذرت رغم تأكيدها أنها لم تتقصد إهانة السودان وأهله؛ إذ كان برنامجاً مليئاً بالمقالب، ونقطة على السطر.
واضطر العندليب الراحل عبدالحليم حافظ لأن يعتذر إلى الجمهور بسبب انفعاله في حفلة، أدى فيها آخر أغنية له «قارئة الفنجان». وكان يومها يعاني اشتداد المرض عليه، وخانته أعصابه؛ فوقع في فخّ الخطأ وصححه بالاعتذار.
وهناك مسائل قد تدفع الإنسان، أيَّ إنسان، إلى ارتكاب أمور مسيئة.. المهم أن يعرف كل واحد قيمة الاعتذار.