الشحي والمنصوري والحمادي صمود أمام التحديات
علاقة صداقة من أرقى العلاقات الإنسانية، التي تتقارب فيها القلوب والعقول، جمعت بين رواد الأعمال الثلاثة: محمد الشحي، وأحمد المنصوري، وعبدالله الحمادي، مالكي مقهى «بومة كافيه». علاقة أرواح تآلفت، مغلفة بالمحبة والإخلاص والإيثار، نتج عنها تأسيس مشروع صمد أمام التحديات، إذ إن وقت افتتاحه كان مع بداية جائحة «كورونا»، حيث صمد المقهى، وأصبح من أشهر المقاهي في أبوظبي وأرقاها، وفكرته الأولى على مستوى الشرق الأوسط.
التقت «زهرة الخليج» الأصدقاء الثلاثة؛ للإضاءة على تجربتهم الملهمة في عالم ريادة الأعمال، وكيف ساهمت صداقتهم في إنجاح المشروع.
في البداية، يقول أحمد المنصوري، أحد مؤسسي «بومة كافيه»: علاقة الصداقة، التي جمعت بيني وبين محمد الشحي بدأت منذ سنوات؛ حيث كنا زميلين في العمل. ومع الوقت وتقارب الأفكار والرؤى والاهتمامات بيني وبينه؛ توطدت علاقتنا يوماً تلو آخر، وأصبحنا صديقين مقربين حتى خارج أوقات العمل، ولأن صداقتنا دائماً كانت قائمة على الثقة والتفاهم وليست على المصلحة والأنانية؛ أسفر ذلك عن قرار مهم اتخذناه، هو افتتاح مقهى به مجموعة من طيور البوم، أطلقنا عليه «بومة كافيه».
وعن أهم أسباب نجاح المقهى وصموده أمام أكبر تحدٍّ واجهه، هو جائحة «كوفيد - 19»، حيث أغلق الكثير من المشاريع حول العالم، يقول محمد الشحي: قمنا بتقسيم الاختصاصات في ما بيننا من أول يوم قررنا فيه إنشاء «بومة كافيه»، وقررنا معاً أن يكون القسم الخاص بتربية «البوم» ورعايتها، وإطعامها وتدريبها من نصيبي. أما ديكور المقهى فقد قام به أحمد المنصوري؛ كونه يمتلك شركة تصميم داخلي، وله خبرة كبيرة بهذا المجال. وأسندت إلى عبدالله الحمادي مهمة الاهتمام بالمشروبات والمأكولات التي تقدم في المقهى وتطويرها؛ لتناسب جميع الأذواق.
وعن بداية فكرة إنشاء مقهى للبوم، يضيف محمد الشحي: سافرت في رحلة سياحية أنا وصديقي عبدالله الحمادي إلى اليابان، حيث تبلورت الفكرة في ذهننا، عندما شاهدنا طيور «البوم» منتشرة في العديد من المطاعم والمقاهي، فضلاً عن القطط والأرانب، وغيرها من الحيوانات والطيور، ففكرنا فوراً في تطوير الفكرة، وإنشاء مقهى مشابه في الدولة. وقد لاقت الفكرة استحسان شريكنا الثالث أحمد المنصوري؛ لنؤسس مقهى «بومة كافيه»؛ ليصبح أول مقهى من نوعه في الشرق الأوسط. نقدم القهوة، وجميع المشروبات التقليدية لكن بلمسة عصرية، بالإضافة إلى مجموعة من الحلويات والمعجنات. وحالياً، نعمل على تحويل المقهى إلى «مقهى مستدام» صديق للبيئة، وعدم استخدام البلاستيك والمنتجات الضارة بالبيئة.
إقرأ أيضاً: هند العامري: الإماراتية تقدم نموذجاً استثنائياً للنساء جميعاً
وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، التي سببتها جائحة «كورونا»، اضطر الأصدقاء الثلاثة إلى إغلاق المقهى في فترة الحجر المنزلي، بيد أن «البومة» أبت إلا أن تكون فألَ خيرٍ، ويؤكد عبدالله الحمادي أن المقهى، رغم التحديات التي واجهتهم، استطاع أن يصمد بفضل ترابط الشركاء، وعلاقة الصداقة القوية التي ربطت بينهم؛ حتى أصبح الآن وجهة للزوار؛ للاستمتاع وقضاء أوقات ترفيهية مع الطائر، وهم يتناولون الحلوى والمأكولات اللذيذة والمشروبات الصحية المنعشة والقهوة المميزة، ويلتقطون الصور التذكارية مع طيور البوم الجميلة، المختلفة الأشكال والأحجام، التي قام الشحي بشرائها من أنحاء مختلفة من العالم.
وشدد عبدالله الحمادي على أهمية تحديد مسؤوليات واختصاصات كل شريك لإنجاح أي مشروع، وقبل بدء الإجراءات الرسمية، مؤكداً أن علاقة الصداقة عندما تكون قوية تذلل العقبات، ويصبح كل طرف أكبر داعم للطرف الآخر في تخطي الأزمات والعقبات، ولفت إلى أنهم في المستقبل القريب يأملون أن يتسع المشروع؛ لتصبح له فروع في مختلف أنحاء الدولة، مشيراً إلى أن الهدف الأهم الذي جمع بين أفكارهم ورؤاهم، هو تحويل المقهى إلى معلم سياحي، واستقطاب رحلات المدارس، وغيرها؛ لتنشيط السياحة الداخلية في الدولة.