الخجل حالة انكماش اجتماعي تؤثر في سلوك الطفل، وتظهر أعراضه لدى الاختلاط بالغرباء، والطفل الخجول يتحاشى الآخرين، ويتحدث معهم بصوت خافت، ولا يشارك في الأنشطة اللامنهجية بالمدرسة.
يقول أخصائي التربية الخاصة، الدكتور وليد بني هاني، إن أعراض الخجل تظهر بوضوح على الأطفال الذين يعانون الخجل، وهي: الطفل الخجول تنقصه المهارات الاجتماعية، يفتقر إلى الثقة بالنفس والاعتماد على الذات، متردد، منطوٍ على ذاته، واحمرار الوجه والإحساس بالضيق والتوتر والقلق واضطراب الأعضاء.
ويضيف بني هاني: "غالباً يتعرض الطفل الخجول لمتاعب كثيرة عند دخوله المدرسة، تبدأ بالتهتهة والتردد في طرح الأسئلة داخل الفصل، وإقامة حوار مع زملائه الطلاب من جهة، والمدرسين من جهة أخرى، ويتجنب الألفة والمبادرة والدخول في المغامرات الاجتماعية والاتصال مع الآخرين، فلا يبدي اهتماماً بهم أو التحدث إليهم، كما يشعر بالاختلاف والنقص وعدم الارتياح الداخلي، ويحاول دائمًا الابتعاد عن الاندماج أو الاشتراك مع أقرانه في نشاطاتهم ومشروعاتهم بالمدرسة لخوفه من تقييمهم السلبي له، ويتصف بالارتباك وقلة الكلام، ما يؤدي إلى عدم استمتاعه بالخبرات الجديدة، أو الحصول على الثناء والمدح الاجتماعي من قبل معلميه وأصدقائه، الذين بدورهم يتجنبونه على الأغلب".
ويحدد بني هاني عدة أسباب لحدوث الخجل لدى الأشخاص، هي:
- العوامل الوراثية التي تلعب دوراً كبيراً في شدة الخجل عند الأطفال، فالجينات الوراثية لها تأثير على خجل الطفل من عدمه، والطفل الخجول غالبًا ما يكون والده خجولاً، أو أحد أقاربه كالعم أو الجد.
- مشاعر النقص والدونية التي يتميز بها الطفل، نتيجة نواقص جسمية أو عاهات بارزة، وهذه النواقص والعاهات تساعد على أن ينشأ هؤلاء الأطفال خجولين وميالين للعزلة.
- مشاعر النقص التي تعانيها الأسرة بسبب تدني الدخل، ما يؤدي لعدم مقدرة الطفل على مجاراة أصدقائه، فيشعر بالنقص وبالتالي الخجل.
- الطفل المدلل يؤدي الإفراط بالتدليل من جانب الوالدين لطفلهما إلى حدوث الخجل الشديد لديه. ومن مظاهر التدليل المفرط عدم إعطاء الفرصة للطفل ليقوم بالأعمال التي أصبح قادراً عليها.
- التأخر الدراسي وضعف التحصيل، كون انخفاض مستوى الطفل الدراسي مقارنة بمن هم في مثل سنه يؤدي لخجله بالتعامل معهم.
- النقد والسخرية المتكررة لسلوك الطفل. والبحث عن أخطائه، والسخرية من عيوبه، والإكثار من توبيخه وتأنيبه لأبسط الأسباب، وتصحيح أخطائه بأسلوب قاسٍ وعلى نحو متكرر، خصوصاً أمام الآخرين.
- تسمية ذات الطفل كطفل خجول.
ويشير بني هاني إلى عوامل كثيرة تساعد في علاج الخجل أو التخفيف منه، وهي:
- تحديد وحصر مواقف الخجل التي يعانيها الطفل بوضوح.
- عدم مقارنته بالأطفال الآخرين ممن هم أفضل منه.
- توفير الجو الهادئ للأطفال، وعدم تعريضهم للمواقف التي تؤثر في نفوسهم وتشعرهم بالقلق والخوف. ويتأتى ذلك من خلال تجنب استعمال القسوة في معاملتهم.
- تشجيع الطفل على التعبير عن نفسه وإبداء الرأي بشجاعة، من خلال الاتزان في المعاملة وعدم التحيز وعدم إفساح المجال لأحد أفراد الأسرة ليهيمن على محادثات الأسرة وأنشطتها.
إقرأ أيضاً: صديق طفلك لا تعجبك تصرفاته.. فما التصرف السليم؟
- تدريب الطفل على ممارسة السلوك الاجتماعي المقبول، وإتاحة الفرصة للاعتماد على النفس ومواجهة بعض المواقف التي قد تؤذيه بهدوء وثقة.
- تعليم الطفل أسلوب التحدث مع الذات بأن يتحدث مع ذاته، لمحاولة القضاء على الأفكار السلبية، مثل (أنا خجول)، وإبدالها بأفكار أكثر إيجابية مثل (سأنجح، سأكون أكثر جرأة).
- تشجيع الطفل على ممارسة الهوايات المختلفة والاختلاط بالآخرين. من خلال تعويد الأطفال الصغار على الاجتماع بالناس، سواء بجلب الأصدقاء إلى المنزل، أو مصاحبتهم لآبائهم وأمهاتهم في زيارة الأصدقاء والأقارب، والمشاركة بالمناسبات الاجتماعية المتنوعة.
- تدعيم ثقة الطفل بنفسه، وتحاشي توجيه النقد للطفل، خاصة أمام الآخرين.
- عدم إجبار الطفل على القيام بأعمال تفوق قدراته وإمكانياته.