يعيش بعض الفنانين قصص حب، لا تقل تفاصيلها تشويقاً عن الأفلام التي يقدمونها على الشاشة.

ومن بين هؤلاء الفنانين، كانت الراحلة هند رستم، التي تزوجت الدكتور محمد فياض، طبيب أمراض النساء الشهير، بعد ذهابها إلى عيادته للاطمئنان على صحتها.

البداية

ولدت هند رستم في 12 نوفمبر عام 1931 بالإسكندرية، لعائلة مرموقة، وأحبت التمثيل منذ صغرها؛ لتحصل على أدوار بسيطة في بعض الأفلام.

لفتت هند رستم انتباه المخرج حسن رضا، الذي أعجب بجمالها وتزوجها، لتنجب منه ابنتها الوحيدة "بسنت".

انفصلت هند رستم عن زوجها الأول، وانشغلت بحياتها المهنية، حتى اكتشفت إصابة والدتها بمرض السرطان، الذي سلب حياتها لاحقاً.

اللقاء

شعرت النجمة بالقلق الشديد والخوف من أن يكون المرض وراثياً في نساء عائلتها، فذهبت إلى طبيب النساء الشاب، وقتها، الدكتور محمد فياض، الذي أشاد أصدقاؤها ببراعته.

وأكد الطبيب، لهند رستم، أن كل الفحوص تشير إلى سلامتها، وقضى على مخاوفها المرضية، وأصبح محمد فياض بمثابة الصديق الذي تثق به.

تطورت علاقة هند رستم ومحمد فياض من الصداقة إلى الحب، وتزوجت النجمة المشهورة وقتها من الطبيب، الذي كان يخطو أولى خطواته نحو صناعة اسم لامع في عالم جراحة النساء، عام 1961.

كان خبر زواج هند رستم ومحمد فياض بمثابة مفاجأة للبعض، حيث كانت نجمة السينما الجميلة مطاردة من بعض زملائها، الذين أعجبوا بها، وعرضوا عليها الزواج.

إقرأ أيضاً: رشوان توفيق يكشف أسراراً عن علاقته بزوجته الراحلة
 

الاعتزال

حصلت هند رستم على دعم كبير من زوجها، الذي لم يعترض على نجاحاتها الفنية، فيما كانت تحرص على انتقاء الأدوار التي لا تزعجه، خاصة أنها كانت تكره لقب "ملكة الإغراء"، الذي أطلقته عليها الصحافة في ذلك الوقت.

وكما فاجأت الجمهور بخبر زواجها، كان قرار اعتزال هند رستم عام 1979، مفاجأة أكبر للجميع.

واختارت هند رستم التفرغ لزوجها وتربية ابنتها، وقررت الابتعاد تماماً عن الأضواء، والتخلي عن كل مميزات الشهرة والنجومية، التي حققتها على مدار أكثر من 20 عاماً، من خلال حوالي 75 عملاً فنياً، قدمتها للسينما.

وظلت هند رستم بجوار زوجها الدكتور محمد فياض، الذي أصبح لاحقاً واحداً من أشهر وأبرع علماء طب النساء في مصر والوطن العربي، حتى وفاته عام 2009.

وفضلت الفنانة المعتزلة البقاء في عزلتها الاختيارية، حتى وفاتها في 8 أغسطس 2011، بعد إصابتها بأزمة قلبية، عن عمر ناهز الـ79 عاماً.