قد يكون من المفاجئ أن نسمع أنه، وفقًا لخبراء صحة الدماغ، أن الذاكرة ليست كل شيء.. فما الشيء الأول أو الوحيد الذي نقلق بشأنه؟
وبحسب الخبراء، أيضاً، قد لا يهتم الأشخاص حقًا بأداء أفضل في بعض الاختبارات العقلية، إذ إن كل ما يريدونه هو أن يتذكروا قائمة البقالة الخاصة بهم، أو أن يتذكروا اسم شخص ما يعرفونه، حتى لا يضطروا للقول: "مرحبًا.. كيف حالك؟"، بل ليقولوا: "مرحبًا، ماري، كيف حالك؟".
لكن الذاكرة أكثر تعقيدًا من انتزاع اسم من دماغك، حيث إن استدعاء اسم أحد الأصدقاء، على سبيل المثال، يرتبط أيضًا بسرعة معالجة دماغك، وقدرتك على التركيز، ومجموعة من العوامل الأخرى التي يمكنك تحسينها، لكن سيتعين عليك بذل بعض الجهد.
وبشكل عام، لدى الناس توقعات غير واقعية حول الذاكرة، حيث ينسى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا أنهم كانوا ينسون بعض الأشياء عندما كانوا في العشرينيات من العمر أيضًا، حيث يوجد قدر لا بأس به من المعلومات الخاطئة، التي يمكن أن تجعلكِ تشعرين بالسوء تجاه عقلك.
على سبيل المثال، لا يتوقف دماغك عن النمو بمجرد أن يجف الحبر الموجود على شهادتك، كما قد تكونين قد سمعت، حيث إن عقلك لديه القدرة على تعديل هيكله ووظيفته طوال حياتك، ويمكنه إنتاج خلايا جديدة في أدمغتنا حتى عندما نعتبر في سن الشيخوخة.
ومن المهم أن تعرفي أنه لا يمكننا زيادة معدل الذكاء، لكن مع تدريب الدماغ يمكنكِ تحسين تركيزك، وتوسيع ذاكرتك العاملة. وفي هذا الصدد، هناك العديد من الاستراتيجيات التي تستحق وقتك وطاقتك، وثبت أيضًا أنها تحسن طريقة معالجة الأشخاص للمعلومات والتركيز عليها وتخزينها واستدعائها.
التزمي بممارسة الرياضة
رغم عدم وجود نوع معين من التمارين التي يوصي بها جميع الخبراء، فقد أكد العديد من الخبراء فوائد الرياضة لبناء الدماغ، حيث وجدوا أن ممارسة اليوغا المنتظمة أدت إلى زيادة حجم الحُصين (جزء من الدماغ متورط في الذاكرة)، وقشرة أكبر أمام الجبهية (وهو أمر ضروري للتخطيط).
الخلاصة: اختاري مسارًا للياقة البدنية تستمتعين به، واستمري فيه.
تحدّي نفسك لتعلم أشياء جديدة
ربما سمعتِ هذا، وظننت أنه يعني أنه يجب عليك تعلم العزف على الجيتار، أو تنزيل "Duolingo"، وتعلم لغة الماندرين، بالتأكيد، ستعمل هذه الأشياء على زيادة حدة عقلك (تعلم لغة جديدة يعزز المادة الرمادية، التي ترتبط بالذاكرة والانتباه، على سبيل المثال)، لكن قد تستسلمين بحلول الدرس الثالث إذا كنتِ غارقة في الأمر، لذا فإن الفكرة المهمة هي تدريب عقلك، وليس إجهاد عقلك.
وقد يعني ذلك إدخال الحداثة والتنوع في نشاطك المفضل عن طريق، على سبيل المثال، تبديل الكلمات المتقاطعة اليومية لأحجية "سودوكو" لبضعة أيام في الأسبوع، أو إذا كنتِ تحبين الرسم، فجرّبي فصلًا للرسم اليدوي، حيث يقول الخبراء إن تقديم التحدي يساعد عقلك على إنشاء مسارات جديدة، بدلاً من تنشيط المسارات القديمة بشكل متكرر.
افعلي شيئًا تأمليًا واعيًا
لن تتذكري أبدًا اسم الشخص الذي قابلته للتو أو الأشياء الخمسة التي طلب منك شريكك شراءها من المتجر إذا لم تتمكني من التركيز على هذه الأشياء.
ولحسن الحظ، يمكن أن تساعدك ممارسة عمرها 7000 عام في زيادة انتباهك في وقت أقل مما تقضينه على الأرجح في البحث عن شيء قد وضعته في غير محله، حيث يقول الخبراء إن النوبات القصيرة من التأمل اليقظ يمكن أن تكون لها فوائد فورية.
لذا، إن التأمل هو استراتيجية جيدة لتقوية عقلك، حتى لو كنتِ تركزين فقط على أنفاسك خلال تلك الدقائق، إذ عندما يتأمل الناس، على مدار أسابيع، ينمو الحُصين لديهم، ويزداد حجم قشرة الفص الجبهي.
إقرأ أيضاً: ألعاب الفيديو.. كيف تؤثر في حياة مستخدميها؟
كوني اجتماعية أكثر
العزلة ليست جيدة لصحة الدماغ، حيث إنها لا تؤثر فقط على المدة التي تعيشينها، لكن أيضًا على مدى جودة عيشك، لذا فإنك بحاجة إلى إيجاد طرق للبقاء على اتصال منتظم مع العائلة والأصدقاء.
جربي ممارسة الألعاب
ألعاب تدريب الدماغ هي صناعة بمليارات الدولارات ارتفعت العام الماضي، بفضل الحاجة إلى التعلم الإلكتروني، وإذا كنتِ قد تساءلتِ يومًا ما إذا كانت التطبيقات التي ترينها تستحق العناء، فاعلمي أن الإجابة قوية.
وأول شيء تجب معرفته هو أنه ليست كل ألعاب الدماغ متساوية، حيث إن هناك ألعاباً جيدة وألعاباً سيئة، كما أن للألعاب المختلفة أهدافاً مختلفة، بعضها بطيء واستراتيجي بهدف تعزيز مهارات التفكير لديك، بينما البعض الآخر مليء بالإثارة، بهدف تسريع المعالجة، لذا اقرئي عن تلك اللعبة قبل البدء فيها.