على بعد حوالي 20 ميلاً من وسط روما، تطل بلدة تيفولي الصغيرة الساحرة على قمة الجبل على الحوض الروماني بأكمله، حيث يمكنكِ الاستمتاع بإطلالة على روما بأكملها، مع إمكانية رؤية كاتدرائية القديس بطرس الشهيرة، التي تبرز من الأفق مثل كعكة صغيرة شهية.
وإذا كنتِ في روما، وترغبين بزيارتها، فلن يكلفكِ الأمر سوى 40 دقيقة بالقطار من محطة تيرميني، وبضع دقائق فقط بالحافلة، لتجدي تيفولي تلك المدينة التي يقطنها 55 ألف مقيم على مدار العام، والتي تجتذب الزوار من مختلف دول العالم الآتين لرؤية حدائقها المشذبة في فيلا ديستي، وبقايا فيلا جريجوريانا، وقلعة روكا بيا، وفيلا هادريان القديمة، حيث تعد المدينة الصغيرة مكانًا مليئاً بهذه الفيلات.
ولا شيء يضاهي الهروب إليها في الصيف، حيث قدمت تيفولي، لعدة قرون، فترة راحة من حرارة الصيف الخافتة في روما، إذ إن النخبة الرومانية لطالما بحثت في جبالها عن مناخات أكثر برودة، وهو بالطبع ما حصلت عليه، لكن ليس دائماً، إذ لايزال من الممكن أن ترتفع درجة حرارة تيفولي بشكل شديد في أيام منتصف الصيف.
وفي تلك الأيام، تحديداً، ستلاحظين أن الشوارع خالية، والمتاجر مغلقة غالباً، وأن سكان المدينة يستمتعون بالنوم لبضع ساعات.
لكن لا تقلقي، إذ تظل بعض المتاجر والمقاهي مفتوحة لتلبية احتياجات السياح من روما، ما يسمح لكِ بالاستمتاع بقضاء فترة ما بعد الظهيرة في "Aperol spritz"، وشرب أحد أكثر الكوكتيلات المنعشة في الصيف الإيطالي، والذي يحتوي على مزيد من المشروبات الغازية، وشريحة من البرتقال.
ويمكن القول بأنه إلى جانب مناطق الجذب المعروفة، فإن تيفولي هي مدينة رومانسية مليئة بالسكان المحليين الودودين (المعروفين باسم تيبورتيني، بسبب طريق تيبورتينا، الطريق الشرياني الذي يربط تيفولي بروما لعدة قرون)، ومليئة أيضاً بالمطاعم اللذيذة التي ستذوبين غَرَاماً بها بعد تناول كل لقمةٍ من قائمة أطعمتها.
وتوفر هذه المدينة البسيطة للزائرين فرصة لتجربة الحياة في إيطاليا بوتيرة أكثر استرخاءً، بعيدًا عن صخب وضجيج الوجهات السياحية في وسط مدينة روما، سواء كان ذلك في سوق المزارعين اليومي في "Piazza Plebiscito"، حيث يقدم مزارعو المنطقة حصصهم من المنتجات الطازجة، أو في الملعب المحلي.
أما الليل فيها، فحاله كحال العديد من البلدات والمدن الإيطالية، إذ تنبض تيفولي بالحياة بمجرد غروب الشمس، وبعد حلول الظلام، تنبض شوارع المدينة القديمة بالحياة، مع عدد لا يحصى من المطاعم والمقاهي المليئة بالسكان المحليين، وساحاتها تعج بالطاقة المسائية التي لا يأسرها النهار، لذا فإنها أجواء تتضخم في الصيف بعد فترة طويلة من غروب الشمس الحارقة تحت الأفق لتبدد الحرارة، وتجعلها أكثر فرحاً وإيجابية.
وحتى لا ننسى عليكِ أن تجربي وجبة المأكولات البحرية في "La Fornarina"، وستعرفين وأنتِ تأكلينها أنها أحد الأسرار الشهية المخفية عن بقية العالم.
إقرأ أيضاً: "بيت الحكمة" يطلق مخيماً صيفياً للشباب