تساعد ممارسة التمارين الرياضية البدنية، والألعاب الذهنية، في الحفاظ على مهارات التفكير والذاكرة، وتأخير أو منع مخاطر الإصابة بمرض الخرف مع التقدم في العمر.
وأشارت دراسة نشرتها مجلة Neurology، إلى أن هذه الفوائد قد تختلف بالنسبة للرجال والنساء، فقد تكون بعض هذه الفوائد أكبر بالنسبة للنساء.
ونظرت الدراسة في قدرة الدماغ على تحمل آثار أمراض مثل الزهايمر، من دون إظهار تراجع في مهارات التفكير أو الذاكرة، وآثار الأنشطة البدنية والعقلية، مثل: القراءة، أو الذهاب إلى الفصول الدراسية، أو حتى لعب الورق، أو الألعاب الأخرى، على الاحتياطي المعرفي في مجالات سرعة التفكير والذاكرة. والاحتياطي المعرفي هو العازلة التي تحدث عندما يكون لدى الأشخاص مهارات تفكير قوية، حتى عندما تظهر أدمغتهم علامات على التغيرات الأساسية المرتبطة بالضعف الإدراكي والخرف.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، جودي با، أستاذة طب الجهاز العصبي والشيخوخة في جامعة كاليفورنيا - سان دييغو، إنه على المرء البدء في بناء هذا الاحتياطي المعرفي من الآن، ليكون بمثابة مخزون للمستقبل، وتشبهها بالأموال المودعة في البنك التي نسحبها وقت الحاجة إليها.
وأضافت جودي با: "ليس من المبكر أو المتأخر أبداً الانخراط في أنشطة تحفيز جسدياً وعقلياً، ومن الجيد تجربة أنشطة جديدة لمواصلة تحدي الدماغ والعقل والجسم للتعلم والتكيف".
ويزيد مدرب اللياقة البدنية، الكابتن محمد غازي، أن ممارسة النشاط البدني، بشكل منتظم، والألعاب الذهنية أو القراءة، ترتبط باحتياطي أكبر لسرعة التفكير لدى النساء، ولكن ليس لدى الرجال. وارتبطت المشاركة في المزيد من الأنشطة العقلية بتحسين سرعة التفكير لكل من النساء والرجال. ولم يرتبط النشاط البدني الأكبر باحتياطي الذاكرة لدى الرجال أو النساء.
ويقول غازي: "من خبرتنا في تدريبات اللياقة لكبار السن، يساهم النشاط البدني والعقلي في منع التدهور المعرفي أو الأداء بشكل أفضل مع مرض الزهايمر أقوى لدى النساء من الرجال، لكن هذا لا يعني أن الرجال لا يجب أن يشاركوا في هذه الأنشطة المهمة".
وشملت الدراسة 758 شخصاً (متوسط العمر 76 عاماً). ولم يظهر بعض المشاركين أي دليل على مشكلات في التفكير أو الذاكرة، وكان البعض الآخر يعاني من ضعف خفيف في الإدراك، كما كان بعضهم مصاباً بالخرف الكامل عندما بدأت الدراسة. وخضع المشاركون لمسح للدماغ، وأخذوا اختبارات سرعة التفكير والذاكرة. وقارن الباحثون النتائج في هذه الاختبارات بتغيرات الدماغ المرتبطة بالخرف لحساب درجة الاحتياطي المعرفي.
وأضافت المؤلفة أن النساء اللواتي أبلغن عن المزيد من النشاط البدني، تمتعن باحتياطي أكبر لسرعة التفكير، لكن هذا لم يلاحظ عند الرجال، وأن السبب الدقيق الذي يوضح كيف أن النساء يجنين فوائد من هذه الأنشطة أكثر من الرجال غير مفهوم تماماً حتى الآن. وقالت جودي با: "لايزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به في هذا المجال، بهدف فهم الفروق الملحوظة بين النساء والرجال بشكل أفضل، والتي يمكن أن تكون مرتبطة بأنواع الأنشطة البدنية والعقلية التي تقوم بها كل مجموعة من الجنسين". على سبيل المثال، أبلغت النساء عن وجود فصول جماعية أكثر من الرجال.
ونظر الباحثون، أيضاً، في كيفية تأثير جين (APOE4)، الذي يزيد خطر الإصابة بمرض الزهايمر، على النتائج، ووجدوا أن هذا الجين يثبط الفوائد الإضافية للأنشطة البدنية والعقلية على الاحتياطي المعرفي لدى النساء. وأوضحت با، أيضاً، أنه من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات مؤكدة حول كيفية تأثير الأنشطة العقلية والبدنية على صحة الدماغ لدى الرجال أو النساء.
إقرأ أيضاً: "إنشالله ولد".. فيلم أردني ينافس في جوائز "مهرجان فينيسيا السينمائي"