عادةً يكره البشر التغيير، ويفضلون ما يعرفونه - حتى لو جعلهم غير سعداء - على المستقبل المجهول. وهذا صحيح بشكل خاص إذا كان الأمر يتعلق ليس فقط بحياة متشابكة، لكن بأطفال وأصدقاء وأموال وممتلكات، كونهم لا يعرفون ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
فإذا كنت في هذا الوضع.. فهل يجب عليك الابتعاد عن العلاقة التي استثمرت فيها سنوات من عمرك؟ أنت تسألين لأنك قلقة بشأن تصوراتك الخاصة، وترغبين بشدة في الحصول على طريقة تساعدك على الاختيار لنفسك، بطريقة تضمن عدم ارتكابك خطأ في حياتك، خصوصاً وأنت ترين من حولك من عاد زواجهم من حافة الهاوية.. فجارك عاد لزوجته بعد أن ارتبط بامرأة أخرى، وهما الآن في الستينيات من العمر، مزدهران معاً.
موقع psychologytoday الصحي يضع أمامك بعض العلامات التي يمكن أن تعرفي منها إن كان زواجك في خطر، وأنه قد يكون عليك وضع نهاية لالتزامك بتلك العلاقة؟ وبالطبع، لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع. ومع ذلك، هناك الكثير من الأبحاث التي قد تساعد، لكن يجب عليك التفكير في ما إذا كانت هذه التفاصيل تنطبق على حالتك أم لا.
علامات التحطم واحتراق سفينة الزواج
يبدو، أحياناً، أن اللجوء إلى خدمة إرشاد الزوجين قد تحول إلى حقيبة مكياج اجتماعي، حيث لا يلجأ معظم الناس إلى العلاج الزواجي إلا عندما تزداد الأمور سوءاً، وهو أمر لا يختلف عن البحث عن مساعدة الطبيب بعد فقدان القدرة على المشي، وذلك بعد تجاهل تلك المشكلة لفترات طويلة، وهذا النوع من مشورة اللحظات الأخيرة قد لا يكون محاولة حقيقية لإصلاح العلاقة، لكنه نوع من طمأنة النفس لدى كل طرف بأنه قد حاول فعل "كل شيء"، حيث ستسأل الطرفين المعنيين: إذا كنتما تفكران في الطلاق، فهل ذهبتما إلى المشورة الزواجية؟ لذلك سوف يكون الذهاب بعد فوات الأوان مفيداً في الإجابة على هذا السؤال.
لكن هنالك علامات تدل على أن العلاقة بين الطرفين قد تجاوزت نقطة اللاعودة؟ وهذه العلامات مستمدة من التجارب الشخصية والمقابلات والبحوث:
1. حينما تصبح المناقشة مستحيلة:
حينما يكون هناك انهيار كلي في التواصل بينك وبين شريكك، ففي اللحظة التي تفتحين فيها فمك، يأخذ هو موقفاً دفاعياً، ما يجعلك تنصرفين عن التواصل. وكل نقاش يصبح إما مباراة صراخ، أو تلاوة لكل عيب وخطأ (لها أو له). وبدلاً من ذلك، يصبح الإعراض هو القاعدة، ومن ثم فإن واحداً منكما يولي ظهره للأمر ببساطة، وتشير الدراسات إلى أن الرجال هم الأكثر قياماً بالإعراض، لكن هذا لا يعني أن النساء لا يفعلن ذلك.
2. حينما يقف كل منكما للآخر بالمرصاد:
يصف الخبير بالشؤون الزواجية، جون جوتمان John Gottman، هذا العامل بأنه "الغرق في المطبخ"، وفي هذا الصدد فإنه يميز مشكوراً بين الشكوى والنقد، لنفترض أنك قلق بشأن مقدار المال الذي تنفقه زوجتك، أو أنك قلقة من كيفية تعامله مع أزمة درجات طفلك الأوسط الفاشلة.
تركز الشكوى على المشكلة المطروحة وهي محددة للغاية. أما الانتقاد فهو انتهاز للفرصة وجعل الأمور تبدو شخصية.. لذلك إذا قلت: "أشعر بالقلق بشأن المال، وأعتقد أننا يجب أن نخفض إنفاقنا قليلاً"، فأنت تسجلين شكوى. من ناحية أخرى، إذا قلت: "أنت تنفقين أكثر من اللازم على الأشياء كالمعتاد، أنت غير مسؤولة وأنانية، فأنت في هذه الحالة تنتقد".
إذا كان زواجك قد انتقل إلى نقطة أن كل خطأ يتم استدعاؤه كمثال على العيوب الأكبر، فهذا هو "الغرق في المطبخ". وحينئذ تكونين في عمق المنطقة السلبية، خاصة إذا كانت كل جملة تقريباً تخرج من فمك أو من فم زوجك تقابل بكلمات من قبيل: "أنت دائماً تفعل كذا".
3. حينما تمشيان على قشر البيض:
قد تفكر في الأمر على أنه "إيثار للسلامة"، لكن ما تفعله حقاً هو تعزيز الوضع الراهن لخطوط التواصل المعطلة.. إذا كانت هذه استراتيجية لمحاولة ترتيب أفكارك ومشاعرك، فهذا شيء يحتاج إلى وضع حد زمني له، أما إذا كان الأمر تجنباً لمواجهة المشكلة، فهذا أمر آخر.
النساء (والرجال) الذين نشؤوا في أسر مسممة العلاقة هم الأكثر عرضة لتبني موقف التجنب، لأنهم تعلّموا سحق مشاعرهم في مرحلة الطفولة. لكن تجنب المشكلة، خاصةً إذا كان هناك أطفال في منزلك، لا يؤدي إلا إلى زيادة التوتر، وزيادة تآكل التواصل المتبقي بينكما، إنها في الحقيقة ليست خطة مناسبة في الأمد البعيد.
4. حينما تصبح طريقتكم المألوفة في التصرف مثيرة للغضب:
من الأسباب الأخرى للفشل الزوجي التي ذكرها جون جوتمان، هو الازدراء، إذ هناك خط دقيق يتحول فيه النقد - بغض النظر عن مدى قوته أو توجيهه - إلى ازدراء أو اشمئزاز، وعند هذه النقطة تصبح عادات أو شغف شريكك هي النقطة المحورية لردود أفعالك، ومثال ذلك سلوكه على المائدة أو عدم قيامه بتحميل غسالة الصحون بشكل صحيح أو أي شيء آخر.
كذلك الحال بالنسبة للزوجة، فقد ترى فيها الساحرة الشريرة عندما تمارس عادة الضحك في أوقات التوتر، الأمر الذي يثير انفعالك، ما يتسبب في تآكل العلاقة حقاً.
5. حينما يصبح الاعتداء اللفظي معتاداً:
تترافق الإساءة اللفظية مع شعور الاحتقار أو الاشمئزاز لشريكك، إلى جانب الانتقادات. وتكمن المشكلة في أنه بمجرد أن تقوم بالازدراء، فإن الكياسة وحدود اللياقة في العلاقة تخرج من النافذة. وكثير من البالغين، لاسيما أولئك الذين تستخدم عائلاتهم الأصلية الإساءة اللفظية لتهميش الأطفال أو السيطرة عليهم، غالباً يكونون بطيئين في التعرف على الإساءة اللفظية؛ لأنهم نشؤوا على التطبيع معها في أسرة المنشأ. كما أن الموقف الثقافي بشكل عام للمجتمع متصالح أكثر مع الكلمات لأنها مجرد كلمات.. وليست عصى أو حجارة، وهذه الفلسفة تحرض على التسامح الفردي مع الإساءات اللفظية.
6. حينما تصبحان كالغرباء:
إن مدى تباعدك الحالي عن شريكك هو أقل خطراً من الطريقة التي تفكرين بها وتخطط للمستقبل، وأعني بذلك المستقبل القريب والمدى البعيد. هل تتخذين قرارات مالية أو قرارات أخرى مفترضة أنك ستصبحين بمفردك؟ هل نادراً ما تفكرين في ما كانت يوماً أهدافكم المشتركة، وأنك بدلاً من ذلك تفكرين في حاجاتك ورغباتك وحدك؟ هل تتخيلين ما ستكون عليه الحياة، إذا لم تكوني متزوجة؟ يرتبط ذلك ارتباطاً وثيقاً بعدم الثقة بالشخص الذي يُفترض أنه الأقرب إليك.
7. حينما ينقطع الاتصال البصري أو الجسدي بينكما:
نعم، يرتبط هذا جزئياً بالعلاقة الجنسية بينكما، لكنه أيضاً يرتبط بانعدام الشعور بأي اتصال بشريك حياتك.. هل تتذكرين آخر مرة قمت فيها بإمساك يديه، أو وضع ذراعيك حوله؟ هل تجدين نفسك تخرجين من أي مساحة يوجد فيها؟ هل تتجنبان بعضكما؟ أم أنكما تمارسان الجنس لمجرد الحفاظ على السلام؟
8. حينما تتغير تصرفاتك عن صفاتك الأصلية:
لقد بدأت تلاحظين أن جميع صفاتك الحسنة تتوارى بسبب قلقك المستمر وتوترك، أو ربما بدأ الموقف الدفاعي الخاص بك بالتسرب إلى جميع علاقاتك مع ازدياد تعاستك. ويمكن أن يؤدي شعورك بالحصار أو العجز إلى إحداث فوضى في إحساسك بذاتك، وقد يكون النظر إلى التغيرات التي تطرأ عليك، وعلى سلوكك، علامة أخرى على أنه ربما لا ينبغي لهذا الزواج أن يستمر.
في بعض الأحيان، نقضي الكثير من الوقت في المضي قدماً، ومحاولة البقاء على قيد الحياة، عندما ينبغي علينا بالفعل الخروج من الماء. استشيري مستشاراً زواجياً إذا كنت بائسة ومشلولة، حيث يمكن للتحدث مع مستشار خبير أن يساعدك على الخروج مما تعانينه.
إقرأ أيضاً: نصائح للتخطيط لحفل الزفاف.. كيف تصنعين يوماً مميزاً