وسط موجة الفيروسات التي يعيشها العالم، وبعد تجربة التعامل المريرة مع جائحة "كورونا"، أصبح أي فيروس أو وباء محتمل يسبب القلق لمعظم الناس الذين يخشون تكرار تجربة العيش في ظل وباء عالمي.
ومع تعدد الأخبار حول انتشار وباء جديد هو "جدري القرود"، ينصح الخبراء الآباء بعدم القلق لدرجة كبيرة على صحة أطفالهم، فليست هناك درجة مقارنة بينه وبين جائحة "كورونا".
ويمكنك أن تشعري بالراحة في معرفة الخطر الحالي لـ"جدري القرود" على أطفالك وعائلتك. وكما هي الحال مع كل شيء آخر، مع الاستمرار في مشاهدة الأخبار للحصول على التحديثات.
ويتفق الخبراء على أن خطر الإصابة بـ"جدري القرود" بالنسبة للغالبية العظمى من الناس منخفض. لكن، من المفهوم أن الآباء قلقون بشأن "جدري القرود"، ويريدون معرفة المخاطر التي يتعرض لها أطفالهم.. الآن أو في المستقبل.
هل توجد إصابات بـ"جدري القرود" بين الأطفال؟
تم تشخيص إصابة أول طفلين بـ"جدري القرود" في الولايات المتحدة: أحدهما طفل صغير في كاليفورنيا، والآخر ليس من الولايات المتحدة، لكن تم تشخيصه في واشنطن العاصمة، ويقال إن الطفلين يتلقيان العلاج وهما بصحة جيدة. ومازالت التحقيقات قائمة بشأن كيفية إصابتهما. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن انتشار "جدري القرود" يمثل حالة طوارئ صحية عالمية. ويسمح هذا الإعلان بمزيد من الاستثمار في مكافحة المرض، ويضمن أن يأخذ العالم الأمر على محمل الجد.
ما "جدري القرود"؟
"جدري القرود" هو عدوى يسببها فيروس الأورثوبوكس، وهو من عائلة الجدري نفسها. وبينما يسبب "جدري القرود" آفات، فهو ليس من عائلة الفيروسات نفسها، مثل جدري الماء، الذي يسببه فيروس الحماق. وتم اكتشاف فيروس "جدري القرود" لأول مرة في أفريقيا عام 1958. وعلى الرغم من اكتشافه لدى القرود، وهذا هو سبب تسميته، فإنه ليس من الواضح كيف نشأ لدى القرود. ويُلاحظ "جدري القرود"، أيضاً، بشكل شائع لدى الرئيسيات غير البشرية والقوارض، مثل: السناجب والجرذان.
وعادة يكون "جدري القرود" أقل خطورة وأقل عدوى من الجدري. ويمكن أن يعاني بعض الأفراد من مرض خطير من "جدري القرود"، خاصة الأطفال دون سن الثامنة، والحوامل، والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة. وتشير الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) إلى أن "جدري القرود" أقل عدوى بكثير من "كوفيد-19".
وينتشر "جدري القرود" نتيجة الاتصال المطول مع حيوان أو إنسان مصاب. وينتشر في الأغلب من خلال الاتصال الوثيق مع سوائل الجهاز التنفسي والآفات وسوائل الجسم. وبعد تعرضك لجدري القرود، قد يستغرق ظهور الأعراض حوالي 6-13 يوماً. واللقاح نفسه المستخدم للجدري فعال ضد "جدري القرود". وعلى الرغم من أنه لم يعد يتم تطعيم معظم الناس بشكل روتيني ضد الجدري، لكن إذا تعرضت لـ"جدري القرود"، فقد يوفر لك اللقاح الحماية، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض.
لقاح "جدري القرود"
في هذه المرحلة، لا يوجد لقاح ضد "جدري القرود" أو الجدري للأطفال. وهناك لقاح من جرعتين تمت الموافقة عليه لمن تزيد أعمارهم عن 18 عاماً في الولايات المتحدة يسمى Jynneos.
ويوجد لقاح ثانٍ يُعرف باسم ACAM2000، وهو أكثر شيوعاً للجدري. ومع ذلك، يقول مسؤولو الصحة إنه ينطوي على مخاطر أكبر من الآثار الجانبية، ولا يمكن إعطاؤه لأولئك الذين يعانون من نقص المناعة أو المصابين بأمراض القلب.
أعراض "جدري القرود" عند الأطفال
تتشابه أعراض "جدري القرود" لدى الأطفال والبالغين، كما يقول البروفيسور أوغونسيتان، أستاذ صحة السكان والأمراض في جامعة كاليفورنيا، ويوضح أن العلامات الرئيسية للعدوى هي آفات مملوءة بالسوائل على الجلد. ومع ذلك، فإن العدوى لا تبدأ بهذه النتوءات الواضحة، ويصف قائلاً: "تتميز فترة غزو الفيروس للجسم بالحمى والصداع وتضخم الغدد الليمفاوية، وآلام العضلات ونقص الطاقة".
ما مخاطر "جدري القرود" على الأطفال؟
تنحصر معظم حالات الإصابة بـ"جدري القرود" في وسط وغرب أفريقيا، ولكن في بعض الأحيان تحدث حالات تفشي المرض خارج المنطقة. وانتشر التفشي الحالي في جميع أنحاء العالم تقريباً، ويلاحظ مركز السيطرة على الأمراض أن الخطر على إجمالي السكان، بمن فيهم الأطفال، منخفض حالياً.
إقرأ أيضاً: لماذا يعاني الطفل الرضيع قشرة في رأسه؟
ويقول الدكتور سكوت بانجونيس، طبيب الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى أكرون للأطفال: "في هذا الوقت، من غير المرجح أن يصاب طفلك بجدري القرود، لكن الأطفال يشكلون عددًا كبيرًا من الحالات في أفريقيا حيث يكون جدري القرود أكثر شيوعاً".
هل يحتاج الآباء إلى اتخاذ الاحتياطات ضد "جدري القرود"؟
على الرغم من أن خطر إصابتك أنت أو طفلك بـ"جدري القرود" منخفض حالياً، إذا كنت على اتصال بشخص مصاب بـ"جدري القرود"، فمن المهم أن تتخذ الاحتياطات. ويجب على أي شخص يعتقد أنه مصاب بـ"جدري القرود" أو تم تأكيد إصابته أن يتبع أسلوب الحجر الصحي نفسه، واعتماد الممارسات الصحية نفسها التي اعتدنا عليها الآن استجابة لـ"كوفيد-19"، بما في ذلك غسل اليدين والتباعد الاجتماعي.