ميثاء بوغنوم: واجبنا الحفاظ على النظم البحرية للأجيال القادمة
برؤية بيئية مستندة إلى العلم والمعرفة والشغف والطموح، تعمل ميثاء بوغنوم الهاملي، عالم أحياء بحرية في هيئة البيئة أبوظبي، بجهد وتفانٍ؛ لتضع بصمتها المتميزة في مجال الحفاظ على الأنواع البحرية المهددة بالانقراض، والموائل البحرية عبر التقييم الميداني والمسوحات؛ لتستشرف بها آفاق مستقبل أفضل للكوكب، بمرجعية تؤطرها الخبرات العالمية في ميادين حماية البيئة.. وفي حوارها مع «زهرة الخليج»، كشفت عالمة الأحياء البحرية عن ملامح تجربتها الفريدة في المجال:
• كيف بدأ شغفك بالبيئة والحياة البحرية؟
- نشأت في جزيرة أبوظبي، وكنا نقوم بالعديد من الرحلات البحرية للغطس والصيد مع والدي وعمي. وأثار هذا اهتمامي بالحياة البحرية؛ فأصبحت شغوفة ومولعة بالحياة البحرية. ورغم أن شهادتي للبكالوريوس كانت في مجال التسويق؛ فإنني التحقت ببرنامج الماجستير بجامعة الإمارات، وتخصصت في مجال البيئة.
• من بين جميع الكائنات البحرية.. لماذا انصب اهتمامك على تلك المهددة بالانقراض؟
- أنا مهتمة بجميع الفصائل البحرية بشكل عام، لكن زاد اهتمامي بالفصائل المهددة بالانقراض؛ نظراً لحالتها، والمخاطر التي تواجهها هذه الفصائل. فمن المهم فهمها وإبرازها ودراستها، وتركيز الوقت والطاقة؛ للتمكن من الحفاظ عليها بشكل فعال.
• لماذا يجب أن يهتم الناس بالنظم البحرية.. من وجهة نظرك؟
- هذه النظم البحرية هي أحد أهم العناصر التي اعتمد عليها آباؤنا وأجدادنا في الماضي؛ حيث كانت مصدراً رئيسياً للغذاء والدخل والتجارة، ومن واجبنا الحفاظ عليها للأجيال القادمة. واليوم، هذه النظم الإيكولوجية توفر الكثير من الخدمات للعالم، أهمها أنها أحد الموارد الطبيعية الفعالة في مكافحة تغير المناخ.
• إلى أي مدى تجدين متعة في العمل الميداني البحري، وما أجمل لحظاتك فيه؟
- العمل الميداني دائماً ممتع؛ لأنك لا تعرفين ما الذي ستواجهينه. وهناك لحظات لا تُنسى بما في ذلك: السباحة إلى جانب سمكة قرش الحوت في مياه أبوظبي، والتجديف مع أبقار البحر في منطقة الظفرة، والاقتراب من السلاحف البحرية، ومواجهة «الفييمة»، التي تعتبر أكثر الثدييات البحرية مراوغة في المنطقة، وتصعب رؤيتها. كما أن هناك أيضاً شعوراً بالإنجاز في العمل الميداني، خاصةً عندما نتمكن من إنقاذ وصون الحياة الفطرية.
إقرأ أيضاً: الرمسة الإماراتية.. جسر للتواصل مع الشعوب
• كيف ترين منجزات المرأة الإماراتية وتطورها، وهي تحتفي بيومها؟
- منذ بداية الاتحاد، غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أهمية المرأة في بناء هذه الأمة، حيث قام بوضع حجر الأساس لتمكين المرأة الإماراتية، ومنحها كل الأدوات للنجاح، ولتكون جزءاً مهماً من نمو وتطور أمتنا.
وعزز المغفور له الشيخ خليفة بن زايد مسيرتها، من خلال تمكينها ودعمها في جميع المجالات، بما في ذلك المواقع القيادية. كما تحظى المرأة بدعم غير محدود من رئيس الدولة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله. فالمرأة، اليوم، أصبحت رائدة في جميع المجالات؛ بفضل من الله والنهج الذي غرسه الوالد.