رغم أن الموسم الرابع من مسلسل "سترينجر ثينجس" (أمور غريبة)، الذي تعرضه شبكة نتفليكس، عبر منصتها، استطاع تكسير كل الأرقام القياسية للمسلسلات الناطقة باللغة الإنجليزية، فقد تجاوز عدد ساعات مشاهدة الموسم الرابع بنصفيه الجزء الأول والجزء الثاني رقم 1.32 مليار ساعة في أول 28 يوماً من عرضه، مبتعداً بفارق كبير عن المسلسل الناطق بالإنجليزية الذي حل بالمرتبة الثانية ضمن الأكثر مشاهدة، وهو "بريدجيرتون" (Bridgerton) في موسمه الثاني، الذي حقق 650 مليون ساعة مشاهدة.
ورغم كل هذه الإنجازات والأرقام التي يحطمها "أمور غريبة"، فإنه عجز تماماً عن الانتصار على الدراما الكورية، التي يمثلها في هذا السباق مسلسل "لعبة الحبار"؛ فقد سجل الأخير رقماً قد يصعب كسره لفترة طويلة، إذ حصد ما معدله 1.65 مليار ساعة في أول 28 يوماً من عرضه.
الدراما الكورية تتقدم
تقر الأرقام، بما لا يدع مجالاً للشك، بتقدم الدراما الكورية بشكل ملحوظ، ففي الخامس والعشرين من الشهر الفائت، احتل المسلسل الرومانسي "فيرجين ريفر" (Virgin River) رأس المسلسلات المشاهدة للشهر عبر "نتفليكس"، بعد أن حصد في أول أسابيع عرضه 87.9 مليون ساعة مشاهدة، لكنّ مسلسلاً كورياً جنوبياً آخر نافسه بشدة هو "المحامية الغريبة يونغ وو" (Extraordinary Attorney Woo) بعدد ساعات بلغ 65.5 مليون ساعة مشاهدة، لتصبح المسلسلات الكورية نقطة قوة للمنصة، ربما أكثر من أي لغة أخرى، وحتى الإنجليزية.
وقد نالت المسلسلات الكورية إعجاب المشاهدين خارج آسيا بصورة واسعة، كما بدأت تكتسب شعبية كبيرة في مختلف دول العالم، ولا تعتبر شعبية هذه الدراما مقتصرة على "نتفليكس"؛ فقد بدأت مختلف المنصات تتوجه لها. فعلى سبيل المثال، قام موقع "دراما فيفر" (DramaFever) المفضل لدى كثير من محبّي الثقافة الكورية ببث ما معدله 800 مليون دقيقة من المحتوى الكوري كل شهر.
إقرأ أيضاً: صناع "Moon Knight" يكشفون عن وجود جزء ثانٍ
لماذا يحبها الجمهور؟
قد يكون الفضول للتعرف على ثقافات جديدة عاملاً جاذباً لمتابعة الأعمال الكورية، إلا أنه ليس الأهم أو الوحيد لرواجها، فالكثيرون يفضلونها نظراً لاحترافيتها، وبراعة ممثليها، والأهم من كل ذلك أن أغلب المسلسلات الكورية أعمال ذات تصنيف "جي" (G)، أي مناسبة للعرض العام على الجميع، فهي خالية تقريباً من أي لغة بذيئة أو عنف، ونادرًا ما تظهر فيها قبلات، وذلك يجعلها أسهل في الانتشار، بحيث تتمكن العائلة بأكملها من متابعة هذه الأعمال، ويمكن للجميع مشاهدتها طوال الوقت ومع أي شخص من دون قلق، بعكس الدراما الأوروبية والأميركية.