إرادة صلبة، وعزيمة لا تلين، وعشق كبير للإمارات، وطموح إلى التفوق لا يهدأ؛ لتحقيق مستوى عالمي في رياضة الترايثلون.. إنها السمات الأبرز في شخصية البطل الإماراتي بسباقات الترايثلون، عبدالله البلوشي، عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات للترايثلون، ورئيس لجنة المسابقات، ومؤسس فريق «درع الصحراء».
يعد البلوشي نموذجاً إماراتياً فريداً للرياضي الطامح إلى اجتياز جميع التحديات، التي تمكنه من إحراز بطولة تلو أخرى، ويطمح إلى اقتحام عدد أكبر من الإماراتيين - من مختلف الفئات العمرية - رياضات ترايثلون.
عبدالله البلوشي تحدث إلى «زهرة الخليج» عن بداياته مع رياضة الترايثلون، وطموحاته التي يسعى إلى تحقيقاتها لبلده الإمارات؛ فكان الحوار التالي:
• لماذا اخترت رياضة الترايثلون، رغم مشقة ممارستها وتدريباتها؟
- الترايثلون تعتمد على رياضات ثلاث، هي: الجري، والسباحة، والدراجات. في السباحة، كانت لديَّ خبرة سابقة، والجري كنت أمارسه بحكم لعبي رياضة الحواجز، والدراجات كنت أمارسها أثناء فترة جائحة «كورونا».. وهكذا تمكنت من الرياضات الثلاث. وأثناء فترة الإغلاق، كنت أتابع اتحاد الإمارات للترايثلون، الذي كان ينظم فعاليات افتراضية، ومن هنا كانت نقطة الانطلاق، فما إن خفت قيود «الجائحة»؛ حتى بدأت المشاركة في أي سباق أو فعالية ترايثلون يُعلن عنها؛ فازداد شغفي باللعبة يوماً تلو آخر؛ لأنها رياضة شيقة وممتعة، رغم أنها تتطلب الكثير من الالتزام والتمرين.
دعم.. وبدايات
• من الداعم الأكبر لك في رحلة صعودك الرياضي؟
- أبي شفاه الله، هو الداعم الأكبر لي في جميع مراحل صعودي الرياضي؛ فقد علمني صغيراً السباحة، ودربني على الجري، وأثناء فترة مرضه بلندن، وعبر مشاهدتي المرضى في المستشفى؛ انتبهت إلى دور الرياضة في تعزيز الصحة البنية. لذا، ما إن عدت حتى قمت بتأسيس الفريق الرياضي المجتمعي، والاتجاه إلى الرياضة المجتمعية عامة، والترايثلون خاصة.
• حدثنا عن أبرز إنجازاتك التي حققتها، منذ أن بدأت ممارسة هذه الرياضة؟
- أول سباق شاركت فيه كان الـ«آيرون مان 70.3»، وهو أصعب السباقات وأطولها مسافة، تقريباً 1.9 كلم سباحة، و90 كلم بالدراجة، و21 كلم جرياً، تقريباً أكملته في 6 ساعات و15 دقيقة. بعد هذا السباق أصبح لديَّ هدف، وأحسست بأن هذه الرياضة شاملة، وأنها ليست فقط جسدية، لكن أيضاً ذهنية، فضلاً عن كونها ممتعة. فبدأت أركز في التمارين، وأدخل في سباقات مجتمعية مختلفة، مثل: سباق «سوبر سبرنت» الذي هو أقل مسافة، وسباق «أولمبيك سبارك»، وشاركت في سباقَيْ «آيرون مان 70.3»، وفي السباقات المجتمعية بأبوظبي في «ياس مارينا سيركل»، وبطولة أبوظبي في الـ«آي تي أورسو»، وغيرها.
استعداد للبطولات
• ما أقرب البطولات، التي تستعدون للاشتراك فيها؟
- لقد وضعت هدفاً أمامي، يتمثل في المشاركة في سباق «فل آيرون مان 4»، فهل أنا مستعد حالياً؟ لا أعرف.. لكن روح الإصرار والعزيمة والمغامرة موجودة للدخول في هذا العام إلى سباق «فل آيرون مان 4»، الذي يقام في نوفمبر وديسمبر 2022.
إقرأ أيضاً: أسطورة الملاكمة العالمية يشعر بقرب موته.. ومسلسل عن حياته
• ما الشروط التي يجب توفرها في لاعب الترايثلون؟
- المستوى المجتمعي يتيح لأي شخص، من 7 سنوات وحتى 70 سنة، أن يشارك في لعبة الترايثلون؛ لأنها رياضة مجتمعية ممتعة، فبمجرد أن يستطيع الإنسان الجري 5 كلم، والسباحة 700 متر، وركوب الدراجة، توفرت لديه شروط اللعبة. إنها رياضة سهلة وسلسة ومتوفرة للجميع، لكن هناك مستويات أخرى، تتطلب المزيد من الجهد والتمرين، والالتزام بأوقات التمرين. أما الاحتراف، فيحتاج إلى مدربين وأدوات وتقنيات، والكثير من الدعم المالي واللوجستي، وجهود أخرى. لكن إذا نظرنا إليها كرياضة مجتمعية؛ فلدينا أكثر من 40 سباقاً في الدولة.
• هل «ترايثلون الإمارات» تستطيع المنافسة في السباقات الأولمبية؟
- مؤخراً، حصدت الإمارات 8 ميداليات (4 ذهبيات، و4 فضيات)، في اليوم الافتتاحي للبطولة العربية والأفريقية للترايثلون التي أقيمت في مصر، بمشاركة 120 لاعباً، يمثلون 12 دولة. نعم هناك أبطال إماراتيون محترفون حققوا إنجازات عدة عربياً وآسيوياً وعالمياً، وشاركوا في الأولمبياد، وهناك طموح لبطل أولمبي. وهنا لا أتحدث كرياضي، لكن أيضاً كعضو مجلس إدارة في اتحاد الإمارات للترايثلون، فالاتحاد لديه خطط طموحة للرياضيين الإماراتيين للوصول إلى الأولمبياد.
استثمار صحي
• كم ساعة تدريب تحتاج إليها الترايثلون؟
- على الجانب المجتمعي من 10 إلى 12 ساعة أسبوعياً، بين الرياضات الثلاث: الجري والسباحة والدراجات. أما على مستوى الاحتراف والمنافسة، فهنا نتحدث عن 23 ساعة أسبوعياً أو أكثر، بالإضافة إلى ممارسة رياضات أخرى لتقوية العضلات.
• ماذا أضافت إليك رياضة الترايثلون؟
- مارست العديد من الرياضات غير الترايثلون، وأرى أن كل رياضة لها طابعها الخاص، لكن رياضة الترايثلون تعطي لاعبها العزيمة والإصرار والصمود، فضلاً عن أن استثمارها بالطريقة الصحيحة يعود بالفائدة على الصحة جسدياً ونفسياً وذهنياً.
• تستضيف أبوظبي بطولة الترايثلون العالمية في نوفمبر المقبل، كيف ترى ذلك؟
- اعتادت أبوظبي استضافة فعاليات ومسابقات رياضية عالمية، مثل: التنس، والسباحة، والحواجز، وغيرها. لكن هذا العام، تحديداً في ثلاثة أسابيع، ستكون هناك بطولة سبارتن للعالم في الوثبة، وسباقات فورمولا 1، وماراثون أدنوك، ونهايات بطولة العالم للترايثلون. وهذه الأخيرة حدث عالمي، وفخر كبير لرياضيي الترايثلون أن يكون هذا الحدث في أبوظبي هذا العام، ما يؤكد أهمية رياضة الترايثلون التي تتوسع وتنتشر، واستثمار الدولة في الرياضة، وتنمية حضورها في المجتمع. وسوف أشارك في هذا الحدث ضمن الفئة المجتمعية، كما أن اتحاد الإمارات للترايثلون مستعد ومشارك بقوة، وهناك أيضاً إطلاق فريق الإمارات «أي يو تي»، وهو الفريق الذي ستتاح فيه مشاركة جميع فئات المجتمع، متى توافرت فيهم الشروط.
«درع الصحراء»
• حدثنا عن فريق درع الصحراء؟
- فريق رياضي مجتمعي، يشمل كل أنواع الرياضات، تأسس عام 2016؛ بهدف التوعية، ونشر الرياضة في أبوظبي والإمارات كافة. بدأنا برياضة سباقات الحواجز، وكنا نمارس تماريننا في الأماكن العامة، وكانت الفكرة أن نوصل رسالة إلى أفراد المجتمع بأهمية الرياضة. وقد شاركنا ومثلنا الدولة في الكثير من البطولات. والآن، لدينا فريق لسباقات الحواجز والترايثلون، والجري، وآخر لأصحاب الهمم، ونتعاون مع المؤسسات الحكومية والهيئات، ونطلق المبادرات؛ لنشر اللعبة بين مختلف فئات المجتمع.
• ما نصيحتك للشباب في ما يخص ممارسة رياضة الترايثلون؟
- نصيحتي لجميع أفراد المجتمع والرياضيين أن يغامروا، ويجربوا، ويستمتعوا، ويكتشفوا شغفهم وهواياتهم من باب الحب؛ لكي يتميزوا في حال واصلوا اللعب. ورسالتي إلى أولياء الأمور أن يأخذوا صغارهم ليجربوا ويشاركوا في رياضات الترايثلون؛ لأنها استثمار في اللياقة الجسدية والذهنية والصحية. ورسالتي إلى الشباب: غامروا، وجربوا، واستمتعوا.
• ما الذي تطمح إلى تحقيقه في المستقبل؟
- بعدما أنجزته من ميداليات وبطولات، طموحي دخول بطولة عالمية، وفي صحبتي خمسون من الشباب الإماراتيين الناشئين ليمثلوا الإمارات، وأن تغطي رياضة الترايثلون جميع الفئات، بما فيها فئة أصحاب الهمم. كما أطمح لأن أشارك بفريق من «درع الصحراء» في بطولات الترايثلون.. محلياً وعربياً وعالمياً.