يتسلل الإحباط إلى الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية لإنقاص أوزانهم، لكنهم يلاحظون أن أوزانهم تبقى كما هي على الميزان دون تغيير، رغم تغير مقاسات الجسم لديهم.
خبيرة التغذية، لبنى شنيص، تشير إلى عدة أسباب تمنع تناقص الوزن، رغم حدوث تلك التغييرات.
وتوضح: "عندما لا يتحرك الوزن على الميزان؛ فقد يكون السبب خسارة دهون الجسم الزائدة واكتساب العضلات، وبالتالي يتغير تركيب الجسم، وتصبح نسبة العضلات أكبر، ونسبة الدهون أقل".
وتشير إلى أن هذه التغييرات تلاحظ بشكل خاص في مناطق الساقين والبطن والأرداف والفخذين، التي تشهد كلها تغيراً جذرياً في المقاسات، نتيجة تحول الدهون إلى عضلات.
وتضيف: "الميزان يعطي وزن الجسم فقط، بينما الحمية غالباً تؤدي إلى تغيرات في تفاصيل الجسم من العضلات والدهون والماء والعظام والأعضاء، فقد يمتلك لاعب كمال الأجسام وزناً مرتفعاً بسبب العضلات الزائدة، لكن هذا لا يعني أنه يعاني زيادة الوزن أو الدهون".
في بعض الأحيان، قد لا يتغير الرقم على الميزان، بسبب احتباس الماء، نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة المملحة، مثل: الأطعمة المعلبة والمصنعة، وأنواع الحساء المختلفة، والمكسرات المملحة والمخللات في اليوم السابق، أو بسبب تغير الهرمونات، خاصة أثناء فترة الدورة الشهرية عند السيدات، لذلك ينصح بشرب كثير من الماء وتقليل تناول الملح.
كما أن الجلوس لفترة طويلة قد يساهم في تراكم الدم بالأطراف السفلية، وبالتالي زيادة تراكم السوائل فيها. وهنا تأتي أهمية النهوض والحركة وممارسة النشاط الفيزيائي، للحفاظ على نشاط الدورة الدموية، وزيادة إفراز العرق، ما يقلل احتباس السوائل في أنسجة الجسم.
وتؤكد شنيص أن انخفاض الوزن لا يعني بالضرورة التمتع بصحة جيدة، فقد يتمتع الشخص الأثقل وزناً بصحة عامة أفضل، بسبب اتباع نمط الحياة الصحي، مثل اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة. لذلك، الميزان ليس مقياساً للصحة، ولا بد من التركيز على ممارسة العادات الصحية، والالتزام بها مدى الحياة، ما يساعد في المحافظة على ضغط الدم ومستويات الدهون والكوليسترول، وهذه هي المؤشرات الحقيقية التي تدل على صحة أفضل.
كما توجد عوامل أخرى تؤثر في وزن الجسم الحقيقي، مثل قياس الوزن في وقت مختلف عن الوقت المعتاد، إذ يفضل إجراء الوزن في الصباح الباكر. كما أن تناول كمية من الكربوهيدرات أكثر من المعتاد يؤثر على الأمر، خصوصاً الأطعمة المصنوعة من الحبوب المكررة، مثل: الخبز الأبيض، والكعك، والبسكويت، إذ تسبب هذه الأطعمة احتباس السوائل بشكل كبير.
إقرأ أيضاً: حقن «أوزمبيك».. ما هي وبماذا تفيد النساء؟
إلى جانب ذلك، إن النوم الذي يقل عن خمس ساعات يومياً يمكن أن يؤثر سلباً على خسارة الوزن، لذا لا بد من الحرص على النوم لساعات كافية. وعدم إفراغ المعدة بشكل منتظم يؤثر على الوزن أيضاً! إذ إن الطبيعي للجسم إخراج براز بوزن يراوح بين 72 و470 غراماً يومياً، وكذلك إخراج كمية من البول، تراوح بين كيلوغرام وكيلوغرامين، وفقاً لعدة متغيرات، تتعلق بنوعية الطعام الذي يتناوله الشخص، وكمية السوائل المتناولة، وتختلف أوقات إخراج الفضلات والبول، ما قد يتسبب في اختلافات بمقدار وزن الجسم خلال اليوم الواحد.
ولخسارة الدهون والوزن، ينصح بالتحلي بالصبر، فالتغيير يستغرق الكثير من الوقت، ويعتمد بشكل أساسي على تغيير العادات والسلوك، من خلال اتباع أسلوب حياة صحي، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بمعدل خمس مرات أسبوعياً (تمارين القوة + تمارين كارديو)، واتباع نظام غذائي متوازن، يتألف من البروتينات والكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية والكثير من الخضار.