يسعى الكثير من الناس للحفاظ على صحتهم، ومن أجل ذلك يحرصون على اتباع نظام صحي متوازن بين الكربوهيدرات (النشويات والسكاكر)، والبروتينات والشحوم، إضافة للفيتامينات والمعادن الأساسية، والخضار والفواكه والحبوب الكاملة ومشتقات الحليب قليلة الدسم.
لكن خبراء التغذية يعترفون بأن بعض الأطعمة أفضل من أخرى، وأنه ينبغي علينا أن نبتعد، بقدر ما استطعنا، عن أطعمة معينة، إذا أردنا أن نبعد عن أنفسنا أكثر الأمراض المزمنة.
تحدد خبيرة التغذية، لبنى شنيص، أكثر أربعة أنواع لها تأثير سلبي في صحة الجسم إن استهلكت بشكل مستمر، فتقول: "هذه الأصناف سبب مباشر للكثير من الأمراض الخطيرة، مثل: ارتفاع الضغط، ومرض القلب، وداء السكري، وحتى السرطان"، وهي:
1. السكر المضاف:
سواء كان ذلك السكر الأبيض أو البني الذي نضيفه للمشروبات، أو القطر (syrup) الغني بالفروكتوز، الذي تكاد لا تخلو منه الحلويات الحديثة، فكل أشكال السكر غير الطبيعي (غير الموجود في الفواكه، والخضار الطبيعي)، لا تحتوي أي عناصر غذائية نافعة (ولذلك يقال إنها مليئة بالسعرات الحرارية الفارغة)، وترفع سكر الدم بصورة مفاجئة (ما يرهق البنكرياس، ويؤهل لمرض السكري)، وتمنع عنا حس الشبع، ما يدعونا لتناول المزيد من الطعام، وتجنبنا تناول الأطعمة الأخرى المفيدة والحاوية العناصر الغذائية الضرورية والألياف.
ولعل أهم مصدر للسكر المضاف في عصرنا الراهن هو المشروبات الغازية المحلاة، التي يحمّلها المختصون (أكثر من غيرها) مسؤولية انتشار البدانة والسكري على نطاق لم يكن معروفاً منذ بضعة أجيال. أما المصدر الثاني، فهو كل أنواع الحلويات الشرقية والغربية التي تحوي، إضافة للسكر المضاف، النشويات المعالجة، والشحوم المشبعة، وغالباً الملح.
2. النشويات البيضاء:
مثل الخبز الأبيض، والمعجنات (pasta)، والأرز الأبيض، والطحين الذي تصنع منه الحلويات، فإذا كنت ممن يعشقون هذه النشويات التي تشترك مع السكر المضاف في رفع سكر الدم بسرعة، وتفتقر للألياف الغذائية الضرورية، فاعملي على تبديلها بنشويات من الحبوب الكاملة، كالخبز الأسمر المصنع من حبوب القمح غير المقشورة، أو معجنات الشوفان، واسعي خلال إعدادها لأن تكون قليلة السكر، وخالية قدر المستطاع من الشحوم.
3. الشحوم الحيوانية المشبعة:
توجد في اللحوم الحمراء، وقد ثبت أن لحوم السمك والدجاج (دون الجلد)، هي أفضل بكثير صحياً من لحوم البقر والضأن، لأن الأخيرة تزخر بالشحوم المشبعة المضرة بالصحة، كما أن باستطاعتنا أخذ حصتنا من الشحوم الجيدة من النباتات، كالبقول والحبوب الكاملة والمكسرات. أما الكوليسترول في الطعام (إذا أخذ بشكل معتدل) لم يعد متهماً بإصابة مستهلكيه بارتفاع الشحوم (كما كان يظن قبل بضعة عقود)، وأن الأطعمة الغنية به (كالبيض) أصبحت محبذة لغناها بالبروتين، والعناصر الغذائية المفيدة الأخرى، وأن ارتفاع الكوليسترول والشحوم في الدم يأتي، خاصة، من تناول الشحوم الحيوانية.
4. الملح:
يجب ألا تقل حصة الفرد اليومية من عنصر الصوديوم عن 1.500 مغ، وألا تتجاوز 2.300 مغ، لكن واقع الحال هو أن معدل استهلاكنا للصوديوم هو 3.400 مغ (ما يعادل 8.500 مغ من الملح)، ما يؤهب للإصابة بارتفاع الضغط، ومرض القلب، وحدوث السكتات الدماغية.
وهذا يحتم علينا أن نقتصد في تناول الملح ما استطعنا، وأن نمتنع نهائياً عن استعمال المملحة في مائدة الطعام، وأن نركز على الأطعمة الغنية بعنصر البوتاسيوم (وهي موجودة في أكثر الفواكه والخضروات واللبن)، لأن هذا من شأنه تعديل آثار الصوديوم على الجسم.