إنه شعور شائع، الشعور بأنكِ أصغر أو أكبر من عمركِ الحقيقي، حيث قد يبلغ عمر الشخص 42 عاماً، ولكن خلال فترة ما بعد الظهيرة من لعب لعبة مع أطفالهم، يشعرون كأنهم قد بلغوا 12 عاماً مرة أخرى. أو بعد يوم شاق من الاجتماعات والعمل الجاد، يقعون في السرير، ويشعرون بأنهم أقرب إلى الـ70.
وعندما يتعلق الأمر بأدمغتنا، يُظهر العلم أن الانفصال عن العمر أمر حقيقي، حيث يمكن لأدمغتنا أن تتقدم في العمر بمعدل مختلف عن سنواتنا الزمنية.
واعتمادًا على صحتكِ ونمط حياتك وشخصيتك، يمكن أن تكوني أصغر أو أكبر بكثير في سنوات عقلك مما تتخيلين، لكن كيف يمكنك معرفة ما إذا كان عقلكِ نشطًا وحيويًا، أو أنه كبير ويعاني الشيخوخة؟
في هذه السطور سنخبركِ ببعض العلامات، التي يمكن أن تساعدكِ على تحديد عمر عقلكِ الحقيقي.
3 علامات تدل على أن عقلك يظل شاباً
تشعرين بأنكِ أصغر
يُعرف العمر الذي تشعرين به، على عكس عمرك البيولوجي، باسم "عمرك الذاتي"، وإذا كان عمرك الشخصي أصغر من عدد السنوات التي قضيتها بالفعل هنا على الأرض، فهذا شيء جيد!
ووجدت دراسة من جامعة سيؤول الوطنية، وجامعة يونسي في كوريا الجنوبية، أن الأشخاص الذين يشعرون بأنهم أصغر من سنهم تظهر عليهم علامات أقل لشيخوخة الدماغ الجسدية مع مرور السنين. وبعبارة أخرى، يمكن أن يكون للعمر الذاتي الشاب تأثير إيجابي في الواقع على آلية عمل الدماغ، ومدى سرعته بنيوياً.
تتحدثين أكثر من لغة
أفاد باحثون كنديون وإسبان بأن الأشخاص ثنائيي اللغة لديهم اتصالات عصبية أكثر مركزية وتخصصًا، لأن التحدث بلغتين يجعل عقلك "يختار" المعلومات بشكل أكثر كفاءة، وهذا يوفر طاقة الدماغ، ما يساعد على إبقائه شابًا.
أيضًا، لا يستخدم الأشخاص ثنائيو اللغة قدرًا كبيرًا من المناطق الأمامية في أدمغتهم، وهذا ما يساعد في تقليل احتمالية الإصابة بالشيخوخة المعرفية والخرف.
تعيشين اللحظة
يمكن أن تساعد ممارسات اليقظة التي تساعدك على البقاء في الوقت الحاضر أيضًا في الحفاظ على المادة الرمادية بالدماغ، والتي تعد ضرورية للذاكرة الجيدة.
ووفقًا لدراسة من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والجامعة الوطنية الأسترالية، فإن التأمل مثالي، حيث من الممكن أن يساعدكِ في الحفاظ على المادة الرمادية بدماغك عن طريق تقليل التوتر، والذي يمكن أن يضر بأذنك عن طريق إتلاف استجابتك المناعية.
وقد يحفز التأمل أيضًا التفرع الشجيري، حيث تشكل الخلايا العصبية فروعًا شجرية جديدة، وتخلق مشابك عصبية جديدة، ما يساعد الخلايا على التواصل مع بعضها بعضاً، وهذا يزيد المادة الرمادية.
علامات تدل على أن دماغك قد يتقدم في العمر بمسار سريع:
أنت شخص ساخر
نشر باحثون فنلنديون دراسة رائعة، وجدوا فيها أن كبار السن الساخرين جدًا ليس لديهم معدل أعلى من التدهور المعرفي فحسب، بل يميلون أيضًا إلى الموت في سن صغيرة.
لماذا؟ قد يكون الضغط السلبي هو الجاني، حيث نعلم أن الكورتيزول، هرمون التوتر، له تأثير غير صحي للغاية على الدماغ، ويمنعك من التفكير بوضوح.
انتباهك يتشتت كثيراً
نعلم جميعًا مدى صعوبة التركيز عندما نكون متحمسين أو متوترين، وإذا وجدتِ أنه من الصعب حقًا التركيز أثناء الإجهاد على أساس ثابت، فقد ترغبين في التحدث إلى طبيبك.
ووجد فريق بحثي من جامعة جنوب كاليفورنيا أن سهولة التشتت هي علامة على الشيخوخة المعرفية، ويمكن أن تظهر هذه السمة في الدماغ في وقت مبكر من سن الثلاثين، ويمكن أن تكون إحدى علامات مرض الزهايمر في نهاية المطاف.
يذكر أصدقاؤك أنكِ نسيتِ الأشياء
إذا ذكر أصدقاؤك أن سلوككِ يبدو مختلفًا، فخذي ملاحظاتهم على محمل الجد، حيث يقول الأطباء إن المرضى الذين يعانون مشكلة في الذاكرة لا يدركون عادةً أن لديهم مشكلة، لذلك إن ما يقوله أصدقاؤك علامة مهمة للغاية يجب الانتباه إليها.
أنتِ متعبة في النهار
إنها علامة رئيسية تمت ملاحظتها في العديد من الدراسات، فالنعاس في النهار لا يعني فقط أن عقلك لا يحصل على الراحة المناسبة التي يحتاجها في الليل، بل يمكن أن يسبب تغيرات جسدية مباشرة في الدماغ مرتبطة بالشيخوخة.
وأظهرت الأبحاث أن توقف التنفس أثناء النوم يمكن أن يجعل الحُصين (وهو جزء أساسي من دماغك له علاقة بالتعلم والذاكرة) أصغر.
ويسبب توقف التنفس أثناء النوم نقصاً في الأكسجين، ما قد يؤدي إلى تلف الدماغ، لكن تظهر الأبحاث أيضًا أن علاج انقطاع النفس أثناء النوم يمكن أن يعيده إلى طبيعته، أي أنت بحاجة إلى سبع ساعات ونصف إلى ثماني ساعات من النوم الجيد كل ليلة من أجل صحة الدماغ.
إقرأ أيضاً: 5 توصيات خاصة بتغذية الأطفال وتزويدهم بفيتامين (د)