من المهم أن تعي الحامل ما تأكله أثناء الحمل، لأن بعض الأطعمة قد تكون غير صحية لها أو لجنينها أو كليهما. ولحسن الحظ، لا يحمل العسل ذات المخاطر مثل العديد من الأطعمة الأخرى غير المطبوخة أو غير المبسترة. وبشكل عام، يعتبر العسل آمناً أثناء الحمل. لذا، إذا كنتِ ترغبين في تناول العسل وأنت حامل، فاستخدميه وأنت مطمئنة. ويمكن أن يحمل العسل البكتيريا، لكن لا ينبغي أن تواجه جسمك مشكلة في معالجته مادمتِ سليمة. لكن، إذا كنت تعانين سكري الحمل، أو مشكلة في الجهاز الهضمي، أو تتناولين المضادات الحيوية، فمن الجيد مناقشة تناول العسل مع الطبيب لتكوني أكثر أماناً.
يؤكد موقع verywellfamily الصحي أن تناول العسل أثناء الحمل آمن بشكل عام للحامل ولطفلها الذي لم يولد بعد. لكن، هناك بعض الاحتياطات اللازمة، التي يجب على الحامل أخذها بعين الاعتبار عند تناول العسل.
منذ العصور القديمة، كان الاستمتاع بالعسل طعاماً لذيذاً وعلاجاً منزلياً لبعض الأمراض. وقبل الحمل وأثناءه وبعده، قد تعمد السيدة إلى تناول العسل عن طريق تذويبه بالماء أو استخدامه مُحلّى بدل السكر، أو تناوله مع الخبز المحمص والأجبان. والسبب الذي يجعل البعض يشكك في سلامة العسل أنه يحتوي أحياناً على جراثيم بكتيرية تسمى Clostridium botulinum، وقد تنمو هذه البكتيريا بسرعة في أمعائك، وتنتج سموماً عصبية تؤدي إلى التسمم الغذائي، وهو مرض نادر لكنه خطير يمكن أن يسبب ضعفاً وشللاً في الذراعين والساقين ومنطقة البطن والجهاز التنفسي. مع ذلك، فإن هذا الخطر لا يمثل مصدر قلق لمعظم الأطفال والكبار.
تقول ساندي بروكتر، أستاذة التغذية في جامعة ولاية كنساس: "يمكن للأطفال فوق سن الواحدة والبالغين الأصحاء، بمن فيهم النساء الحوامل، أن يستهلكوا العسل بأمان، لأن أجهزتهم المناعية تحمي من أي بكتيريا قد يحتويها العسل". لكن لأن كل حمل يختلف عن الآخر، تأكدي من استشارة الطبيب، واطلبي الرعاية الصحية حول ظروفك، إذا كانت لديك أسئلة عن تناول العسل في أثناء الحمل.
والعسل آمن للطفل في بطنك أيضاً. وحتى في الحالات النادرة عندما أصيبت الحوامل بالتسمم الغذائي، لم يجد الباحثون أي دليل على أن أطفالهم ولدوا بمشاكل. ولم تكن عدوى التسمم الغذائي عند الحوامل مرتبطة بمشاكل الحمل أو التشوهات الخلقية أيضاً. وأي شيء يؤذي الحامل يجب أن يتمكن من العبور من المشيمة؛ لكي يتمكن من إيذاء الطفل أيضاً. ولحسن الحظ، إن توكسين البوتولينوم يتمتع بوزن جزيئي مرتفع، ما يجعل من غير المحتمل أن يمرّ عبر المشيمة، ويصل إلى طفلك. وهذا يعني أنه حتى لو تناولت العسل، الذي يحتوي على جراثيم التسمم الغذائي، فإن طفلكِ بمأمن.
لكن بمجرد أن يولد طفلك ولم يعد محمياً في رحمكِ، يصبح عرضة لهذه البكتيريا، خصوصاً في العام الأول من العمر، حيث يعتبر العسل مصدر قلق للأطفال الصغار بسبب عدم تطور جهاز المناعة لديهم، فهم غير قادرين على مكافحة جراثيم التسمم الغذائي التي توجد أحياناً في العسل. لهذا، احفظي العسل الخام بعيداً عن متناول طفلك حتى بعد عيد ميلاده الأول. وسنوياً، يجري الإبلاغ عن حوالى 110 حالات من التسمم الغذائي في الولايات المتحدة، وحوالى 70% من المصابين هم من الأطفال حديثي الولادة.
تحدثي إلى طبيبك إذا كنت تعانين تشوهات في الجهاز الهضمي، فقد يواجه الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية في الأمعاء أو المعدة أو يعانون مرض "كرون" صعوبات أكثر في معالجة البكتيريا بأمعائهم. ونظراً لأن العسل قد يحتوي على جراثيم بكتيرية، من المهم أن تسأل الحامل طبيبها عن استهلاك العسل إذا كانت تعاني هذه الحالات.
ويمكن المضادات الحيوية القوية أن تقضي على البكتيريا النافعة "الجيدة" في أمعائك التي عادةً تقاوم الجراثيم البكتيرية. فإذا كانت الحامل تتناول جرعة من المضادات الحيوية، تجب استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان يجب عليها الحد من تناول العسل.
في حالات الحمل المعقدة بسبب سكري الحمل، من الأفضل تقليل أي مواد تحلية مضافة، بما في ذلك العسل، لأنها قد ترفع مستوى السكر في الدم.
ونعود للقول والتأكيد أنه بمجرد أن يولد طفلكِ، يصبح العسل ممنوعاً عنه حتى يبلغ عامه الأول، ويراوح عمر الأطفال الذين يصابون بالتسمم الغذائي عادةً بين 3 أسابيع و6 أشهر، لكن من الآمن إبقاء العسل الخام بعيداً عن طعام الطفل حتى بلوغه السنة.
إقرأ أيضاً: واجهي إفراطك في تناول الطعام.. بهذه الخطوات