كشف متحف اللوفر أبوظبي عن تفاصيل موسمه الثقافي الجديد 2022 – 2023، الذي يتضمن برنامجاً حافلاً بالأنشطة والتجارب المُلهمة مع افتتاح 3 معارض من ضمنها أكثر المعارض شمولاً عن الانطباعية في المنطقة "الانطباعية: على درب الحداثة"، وذلك قبيل الاحتفال بالذكرى الخامسة لتأسيسه.
ويفتح الموسم الجديد آفاقاً جديدة لاستكشاف العديد من المسارات الجغرافية والأصوات الفردية التي نسجت روابط فنية وثقافية مهمة في شتى أنحاء العالم، من خلال برامج وفعاليات تبرز علاقات التبادل والتواصل التي نسجتها الإمارات مع العالم.
بدوره، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: "في إطار احتفالنا بالذكرى الخامسة لتأسيس المتحف خلال شهر نوفمبر المقبل، نسعى إلى الحفاظ على ارتباطنا العميق مع المجتمع، وتكريس التزامنا بسرد قصص الروابط بين مختلف الثقافات العالمية خلال هذا الموسم، بداية من أحدث معارضنا (الانطباعية: على درب الحداثة)، وصولاً إلى معرض (كبار نجوم بوليوود)، ومعرض (فن الحين 2022) في اللوفر أبوظبي، الذي يعد منصة للفنانين الإماراتيين والخليجيين لعرض أعمالهم في متحفنا".
من جهتها، قالت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي: "تنبع قوة مقتنياتنا والأعمال الفنية المعروضة في اللوفر أبوظبي من نموذجنا الفريد شبه الدائم وقدرته على سرد القصص التي يجسدها؛ إذ إن هناك دائماً سمة سردية آخذة في التطور نتعرف من خلالها على الترابط العالمي، إضافة إلى السمات المشتركة المتعددة. ولقد كانت مهمتنا، منذ إنشاء المتحف، ترتكز إلى الاحتفاء بقصص الروابط الثقافية لكي يتسنّى لزوّارنا التعرف على القواسم المشتركة من خلال الفن وعبر الثقافات والمكان والزمان. وما كان لنا أن نحقق ذلك الهدف دون مجموعتنا من المقتنيات المتنوعة التي استحوذ عليها المتحف أو المُعارة لتقديمها في معارضنا، وهو ما يبرهن على قوة شراكاتنا، التي تمتد من منطقتنا مروراً بباريس ووصولاً إلى مناطق أخرى حول العالم. وتساهم هذه الشراكات في تعزيز قدرتنا على إتاحة المجال أمام زوارنا للاستمتاع بتلك اللحظات الملهمة التي يستكشفون فيها المتحف بينما نحتفل بذكرى تأسيسه".
المعارض:
يتناول معرض "الانطباعية: على درب الحداثة" (الذي يستمر من 12 أكتوبر 2022، حتى 5 فبراير 2023) هذه الحركة الفنية الطليعية التي نشأت خلال ستينيات القرن التاسع عشر في باريس، وأحدثت ثورة في تصوّر ورسم العالم. يُذكر أن المعرض من تنسيق كل من سيلفي باتري، كبيرة أمناء المتحف/نائبة مدير المجموعات وشؤون أمانة المتاحف بمتحف أورسيه، وستيفان غيغان المستشار العلمي لرئيس متحف أورسيه ومتحف دى لا اورانجيريه. ويركز هذا المعرض، الذي تم تنظيمه بالشراكة مع متحف أورسيه ومؤسسة متاحف فرنسا، ويضم حوالي 100 لوحة فنية من الحركة الانطباعية، على الفترة من منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر حتى نهاية القرن ذاته، مع إبراز رؤية هؤلاء الفنانين تجاه ظهور عالم جديد، فضلاً عن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي عاصروها.
وينظم اللوفر أبوظبي بالشراكة مع العلامة التجارية السويسرية لصناعة الساعات "ريتشارد ميل"، النسخة الثانية من معرض "فن الحين 2022"، وجائزة ريتشارد ميل للفنون في اللوفر أبوظبي، خلال الفترة من نوفمبر 2022 حتى فبراير 2023. ويستقبل معرض "فن الحين 2022" مشاركات الفنانين المعاصرين (من المواطنين والمقيمين) في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث سيصبح الفنانون الذين سيجري اختيارهم وأعمالهم الفنية جزءاً من القصة العالمية للمتحف، وستُعرض أعمالهم في رواق المتحف الذي يُعد منصة تفاعل وتبادل الفن المعاصر. وينصب الموضوع الرئيسي لمعرض "فن الحين 2022"، الذي تشرف على تنسيقه ريم فضة، مديرة المجمع الثقافي، على مفهومي "أيقونة.. أيقوني"، ويسلط المعرض الضوء على تأثيرات مفهوم الأيقونة في ممارسات الفن المعاصر، ويفتح آفاقاً رحبة أمام وجهات نظر فنية جديدة.
وفي ظل عصر تهيمن عليه الصبغة الرقمية، غالباً يلتقي ويفترق مفهوما الأيقونة والأيقونية، حيث تمثل الأيقونة كياناً مادياً وصورة ودلالة في آن واحد. وفي إطار معرض “فن الحين 2022”، سيجري تشجيع الفنانين على إعادة التفاعل مع مفهوم الأيقونة بهدف إحياء هذا التأثير. وستتولى لجنة تحكيم عالمية اختيار الفنانين المرشحين، إلى جانب الفائز بجائزة ريتشارد ميل للفنون، التي تبلغ قيمتها 60 ألف دولار. وتساهم هذه المبادرة في توفير منصة للفنانين بالمنطقة، إضافة إلى التوسع في عرض أعمال الفن المعاصر في اللوفر أبوظبي والتفاعل معها. ويستمر استقبال العروض حتى 31 يوليو 2022، عبر الموقع الإلكتروني للمتحف.
إقرأ أيضاً: خولة أبوصالح: أتحدى الخيال في أعمالي
يأتي تنظيم معرض "كبار نجوم بوليوود" بالشراكة مع متحف دو كاي برانلي – جاك شيراك، ومؤسسة متاحف فرنسا (ويستمر من 25 يناير حتى 4 يونيو 2023). ويشكل هذا المعرض نافذة للتعرف على الإرث الفني والحضاري الثري لشبه القارة الهندية من خلال تاريخها الحافل في مجال صناعة الأفلام. واليوم، تتبوأ الهند الصدارة في مجال الإنتاج السينمائي على مستوى العالم بفضل سجلها الحافل بإنتاج أكثر من 1500 فيلم سنوياً، تُترجم إلى 20 لغة لتجوب مناطق عدّة، مثل: آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا. ويسلط المعرض الضوء على تاريخ السينما الهندية منذ نشأتها في نهاية القرن التاسع عشر، وصولاً إلى القرن الحادي والعشرين. جدير بالذكر أن جولين روسو، رئيس قسم المقتنيات الآسيوية بمتحف دو كاي برانلي – جاك شيراك، تتولى تنسيق معرض "كبار نجوم بوليوود"، بالتعاون مع هيلين كيسوس، عالمة الأنثروبولوجيا، والمتخصصة في السينما بدول جنوب آسيا.