كثيرات هن السيدات اللاتي تعرضن للطلاق أو الانفصال، وقررن المضي بحياتهن قدماً وتجاوز آلام الماضي وخيباته وعثراته، بحثاً عن حياة جديدة وسعيدة ومستقرة مع شريك جديد.
طرحت "زهرة الخليج" سؤالاً على خبيرة علم النفس، ختام عمر، حول حق الشريك الجديد بمعرفة ماضي شريكه؟ فأجابت: "الحقيقة إن موضوع الشفافية والصدق والحقوق في مثل تلك المساحة تحتاج لتريث، لأن لكل حالة مقاماً ومقالاً، ومن يرغب بالتجاوز لا يلتفت لماضيه أو ماضي شريكه، إن كان فعلاً قرر البدء في حياة جديدة".
وتشير خبيرة علم النفس إلى أن الماضي به مساحة كبيرة من الحرج لمن يحمل "سراً"، وقدر كبير من التعارض "الظاهري" مع بعض القيم النبيلة، وما ينتج عن "البوح غير الناضج" من توتر، وألم وفقدان ثقة أحياناً، وفقدان توازن أحياناً للطرف الآخر. وتضيف: "لذلك أجد أنه من الأفضل للطرفين النظر للأمور بواقعية شديدة، وقياسها من منظور الصالح العام".
وتنصح خبيرة علم النفس باتباع الخطوات التالية:
- التواصل الحقيقي بين الزوجين نفسياً وعاطفياً وفكرياً هو حائط الصد في استقرار الحياة الزوجية ونجاحها، حتى مع وجود درجة من "الخصوصية" فيها لا يعلم أحدهما عدة أسرار عن الآخر.
- الأسرار ليست بالضرورة مساحة "شر"، فأنت تعلم جيداً أن هناك صلاة سر، وصدقة سر، فالخصوصية أمر مشروع جداً لك، ولشريكك مادامت لا تحمل شراً.
- رباط الزواج رباط عميق متين، فهو علاقة بينك وبين شريكك كإنسان قبل أن يكون زوجاً/ زوجة بكل ما تحمله من معانٍ وقيم، وكلاكما قد انتمى لعالم "المحبين"، فصارت بينكما مشاعر دافئة واستئناس وغزل وقرب نفسي ورعاية نفسية، ويربط بينكما كذلك رباط الزواج وما يحمله من حقوق وواجبات، فأين حق شريكك المزعوم في حياتك السابقة التي لم يكن فيها من الأساس؟ لقد بدأ الرباط والميثاق الغليظ فقط منذ لحظة التعهد بينكما بالزواج، وليس قبله.
- حين يأتي زوجان بينهما مشكلات حول التربية أو المال أو الصفات التي يحملها أحدهما وترهق الآخر، نجد حلولاً تجعل العلاقة أكثر استقراراً من ذي قبل، ولكن هناك "أعمدة" أصيلة تستند إليها العلاقة بين الزوجين، لا يمكن في غيابها استقرار العلاقة هي "الثقة"، ففقدان الثقة من طرف تجاه الآخر يجعل الاستقرار صعب المنال، فهل بوحك بحبك القديم الذي أخذ من قلبك وروحك وكيانك الكثير في مصلحة استقرار زواجك أم لا؟
- ما درجة الأذى الحقيقي الذي سينال شريك حياتك إن لم يعلم، هل يمكن أن تقارن بين كونه قد علم أو لم يعلم؟
- إن كنت أنت من يشعر بأنه كان هناك حب قديم أو علاقة عاطفية قديمة عند شريكك، فلا تظل تنخر في ماضيه/ ماضيها، لأنك أنت من سيتألم ألماً لا يغني ولا يسمن من جوع، وتذكر/ي أنه "اختارك" أنت ليكمل معك مشوار حياته، ووثق فيك كشريك، ومحاربة ماضٍ انتهى وذكرى تهدأ بفعل الزمن حماقة غير مبررة.
- إذا اضطررت أو كان الواقع قد جعلك تتحدث عن ماضيك، فلا تتحدث عن تفاصيله، فالتفاصيل مهما قيلت، سيتبعها المزيد من السؤال عن تفاصيل أدق، والتفاصيل الأدق ستؤلم وتربك شريك حياتك فانتبه، وحاول عدم الإسهاب في التفاصيل.
- المنطق يتطلب أن تبوح - دون تفاصيل - عن علاقة من الطبيعي أن يعلم بها شريكك، مثلاً إن كنت على علاقة عاطفية سابقة مع ابنة خالك/ابن عمك، وكانت العلاقة معروفة وسط العائلة، أو حدثت خلالها خطوة معلنة كالخطوبة أو ما شابه، فلا يتسق مع حديثي معك اليوم أن تخفي ذلك، فالأشخاص الذين ستضطرنا الحياة للتعامل معهم، وكانوا ماضياً لنا، وكانت العلاقة معلنة فلا مجال لعدم الحديث عنها، لكن على أن يذكر أمر العلاقة دون تفاصيل، حتى لو اضطررت للقول صراحة: "لن أتحدث في أي تفاصيل"، فأنت تعلم أن هذا من أجل سلامة واستقرار علاقة زواجك التي صارت واقعاً، وصارت هي الأهم والأبقى، وبطيب العشرة والطمأنة، والإصرار على عدم الخوض في التفاصيل ستزول تلك الزوبعة.
- راجع/ راجعي نفسك إذا كنت مازلت راغباً في الإفصاح عن ماضيك بعد كل ما أوضحته لك؛ لأنك في هذه الحالة تحتاج لمراجعة نفسك، أو مراجعة حقيقة ما بينك وبين من تزوجت، فهناك من يفصح ليتفاخر أو ليؤذي مشاعر شريكه، أو كرد فعل لخطأ شريكه في علاقة ما أو لخلل في الإشباع العاطفي أو بسبب الوقوع في حالة "تثبيت نفسي" للماضي، فإن وجدت ذلك أو غيره، فلا تتردد في سؤال من يمكنك استشارته وتثق بنصائحه، ودعمه.
إقرأ أيضاً: نصائح للتوقف عن الشك في شريككِ