في ظل الثورة الرقمية التي اجتاحت العالم، كثيراً ما تتم مناقشة الدور الفعال والقوي لمواقع التواصل الاجتماعي، وبيانات الإنترنت، عندما يتعلق الأمر بالتأثير السياسي والتسويقي. لكن، لم يتطرق الكثيرون لفوائد مواقع التواصل الاجتماعي، وما يتعلق بها على السلوك الصحي الإيجابي للأفراد، وهو الموضوع الذي تطرق إليه موقع psychologytoday، الذي يوضح فوائد التكنولوجيا، ومواقع التواصل على الصحة العقلية:
تكسر العوائق التي تعترض سبيل الوصول للرعاية الصحية:
قد توفر التكنولوجيا وصولاً أسهل إلى الرعاية، لأولئك الذين يعيشون في مناطق ذات تغطية محدودة للخدمات الصحية (مثل المناطق الريفية، حيث يكون مقدمو خدمات الصحة العقلية عملة نادرة)، وذلك عبر الرعاية الصحية والعلاج عن بُعد، وهو ما تم تطبيقه حرفياً أثناء جائحة "كورونا".
كما قد تشجع التقنية، أيضاً، أولئك الذين يفضلون طرح أسئلة طبية بأسماء مجهولة، وبطريقة وصول أكثر سهولة، من خلال الأطباء الافتراضيين، أو عبر نقاط أخرى للوصول إلى المعلومات. وفي حين يضحك البعض من فكرة مدرسة "غوغل" الطبية، إلا أنه لايزال هناك تأثير لا يمكن إنكاره للمصادر الإلكترونية في مجال المعلومات الصحية، والمفتاح هنا هو في توفير مصادر معلومات عالية الجودة، ومطلعة بشكل صحيح، وفحصها من خلال مواقع الويب، والواجهات سهلة الاستخدام وذات التصميم الجيد والسمعة الطيبة.
توفر أدوات تكميلية لتحسين الرعاية:
تزدهر تطبيقات المحمول والإنترنت في ما يتعلق بالطرق الإضافية، لرصد السلوكيات الصحية، وتشجيع الالتزام بنظم العلاج. فهناك التطبيقات التي تتابع جرعات الأدوية اليومية، أو تقدم تذكيرًا، أو تتابع النشاط البدني، أو أعراض القلق.. كلها وغيرها متوفرة الآن، وهناك غيرها في الطريق، وتوفر بعض التطبيقات الأخرى تمارين العلاج السلوكي المعرفي أو تقنيات الاسترخاء.
توفر بيانات كبيرة لحل أو الإبلاغ عن قضايا الرعاية الصحية:
قد يوفر تتبع وتجميع مجموعات كبيرة من البيانات، المتاحة عبر مواقع الويب أو التطبيقات الشهيرة عبر الإنترنت، إحصاءات قيّمة عن السلوكيات الصحية، حيث لاحظ بعض التحليلات التي تبحث في الكلمات المفتاحية أنماطاً غير معروفة سابقاً عن الأشخاص، الذين يرجح أن يكون لديهم اكتئاب، أو حتى أفكار انتحارية.
إقرأ أيضاً: علاقة غريبة بين الشمس والجوع لدى الرجال
تساعد في نشر الرسائل الصحية:
من خلال تسخير قوة الاتصال السريع والواسع، يمكن لمبادرات الصحة العامة على شبكات التواصل الاجتماعي الوصول إلى جمهور أوسع أو مستهدف لعوامل خطر أو رسائل معينة، وذلك عبر وسائل، مثل: المجموعات على الإنترنت، التي تناقش الاكتئاب، أو إدمان الكحول، أو مجموعات الفئات العمرية المعرضة لظروف معينة، كما يمكن لمشاركة القصص الشخصية للمرض، بشكل أكثر صراحة مما يظهر في وسائل الإعلام السائدة، أن يقلل من وصمة العار، ويعزز فهم الناس لما يحدث بالفعل مع هذه الأمراض.
تخلص الأبحاث إلى ضرورة وجود نقاش حول كيفية الحفاظ على الصرامة والنزاهة العلمية، عند تقييم وتنظيم التدخلات الصحية الرقمية وفائدتها وسلامة الناس، وهناك أيضًا حاجة إلى إجراء مفاوضات أخلاقية مستمرة حول كيفية تحقيق التوازن بين هذه المبادرات، ودوافع الخصوصية والربح، التي تمضي قدمًا في هذا العالم الجديد الشجاع.