العلاقة مع الحماة يمكن أن تكون محنة شديدة الصعوبة بشكل خاص، لأن النساء يملن إلى إبراز مخالبهن عند التعرض للأذى أو التهديد، وهذا يتفاقم عندما تحب امرأتان نفس الرجل، ولو بطرق مختلفة.
إذا تمكنت من تقبّل ما في هذا المقال للكاتبة الأميركية أودري لانشو Audrey Lancho، والذي لا يسعى إلى أن ينمّق الكلمات، ويقدم الحقائق التي ربما يصعب ابتلاعها، والتي من شأنها أن تساعدك كثيراً، فقد تكونين في طريقك إلى إصلاح علاقتك مع حماتك.
فما الذي يمكن للمرأة القيام به؟ إذا كنت ناضجة بما فيه الكفاية، وصادقة بما فيه الكفاية في رغبتك بوجود علاقة جيدة مع حماتك، فسوف ترين على الأقل القليل من التغيير.
- اعملي على إثبات إخلاصك:
إذا كنت متزوجة حديثاً، فيجب عليك أن تبذلي الوقت والجهد، على مدار فترة زمنية طويلة، لإثبات أنك موجودة في العائلة الجديدة التي انضممت إليها للتو لفترة طويلة، وأنك على استعداد لأن تكوني عقلانية ومرنة، وأنك ستقومين بعمل ما عليك في الأسرة للمساهمة في سعادتها ورفاهيتها، وكل عائلة تختلف عن الأخرى، ومن ثم عليك أن تعرفي مكانك وأن تثبتي نفسك.
أنت الآن المرأة الأولى في حياة زوجك، لكن ليس دورك أن تعلّمي حماتك دروساً في الحياة بإعلامها بحقيقة وضعك بطريقة تؤذي مشاعرها. العديد ومن الحموات من الصعب عليهن قبول حقيقة تغيّر الأوضاع هذه، ومن ثم يصعب عليهن التخلي عن مكانة المرأة الأولى في حياة أبنائها، فالحب الذي تشعر به المرأة لابنها قوي، وطوال حياتها ستتذكر كل لحظة لطيفة مرت بها مع ابنها، وفجأة تأتي امرأة أخرى، وتملأ الصورة فتشعر هي بالتهديد، وقد يؤدي هذا إلى أعمال مؤذية من جانبها، مثل: التعليقات الانتقادية، أو الغضب تجاه ردود أفعالك نحوها، أو تواجهك بأشياء لا تحبينها، أو الأسوأ من ذلك، قد تتحدث مع زوجك من خلف ظهرك حول ما لا يعجبها منك.
لذا.. أفضل شيء يمكنك القيام به خلال هذه الأوقات هو عكس المنطق، وهو أن تحافظي على إغلاق فمك واستمري في كونك ثابتة وهادئة، وفي الوقت المناسب ستدرك حماتك مدى اعتدالك، وستثبتين لها أنك عضو في فريق العائلة مدى الحياة، وسوف ينمو احترامها لك شيئاً فشيئاً، لأنها ترى أنك شخص مستقر ومتسق، وأنك غير منزعجة في وجه تدفقها العاطفي، وسوف تشعر بسعادة وتتعلم دروساً قيمة.
- دعي زوجك يقوم بالدفاع:
الدفاع عن نفسك سوف يؤخذ على أنه سلوك صبياني وغير ناضج، فلا تعطها المزيد من الأسباب التي تضيفينها إلى ما لا يعجبها فيك. فالحب الذي تشعرين أنت وحماتك به تجاه زوجك هو السبب في أن كل هذا الصراع يأتي في المقام الأول، ومن ثم فإن زوجك هو الشخص المثالي لتلطيف الأمور، وعليه هو أن يكون قادراً على الوقوف والدفاع عنك تجاه والدته، كما عليه أن يطمئنها بأن حبه لك لن يزيح حبه لها من قلبه، وأن لكل منكما مكانته.
- اعلمي أنها ليست منافسة:
لا يوجد شيء للفوز به، ولا شيء للقتال عليه، هناك امرأتان تقومان بأشياء مختلفة، إحداهما مستاءة من الطريقة التي تتصرف بها الأخرى، والأخرى محبطة، لأنها تشعر بأنها غير مقبولة. فكل واحدة منكما يجب أن تتنازل وتعطي القليل لكي تسير السفينة.. ولا يمكنك التحكم في ما تفعله، لكن يمكنك التحكم في ما تفعلينه أنت، يمكنك أن تجامليها عندما تقوم بعمل جيد، أو تفعل شيئاً يبدو لطيفاً، أو تقول فكرة جيدة، اشكريها على كل ذلك، وأحسني استقبالها وملاقاتها، استرخي وكوني مرحة معها، ولا تجعلي مشاعرك تجاهها تظهر عليك فتبدين كأنك لا تريدينها ولا تستطيعين أن تقولي لها كلمة طيبة. ضعي كل شيء داخلك يغريك بالانتقام أو العراك، لتدركي أنها ليست منافسة. وعليك الالتزام بالرغبة في إصلاح علاقتك معها، وإذا لم تكن لديها مشكلة نفسية، فإن الأمور سوف تتحسن، وهذا لن يحدث بين عشية وضحاها.
- توقفي عن الحساسية المفرطة:
إذا شعرت بالإهانة من كل شيء وأصاب مشاعرك الأذى طول الوقت، فإنك ربما تكونين سبب غالبية مشكلاتك الشخصية. فإذا كنت تريدين أن تنجحي في هذا العالم فيجب أن يكون لديك جلد أكثر سمكاً. وفي الواقع، من الممكن أن تدعي الأشياء تمر بأن تتجاهليها، ومن الممكن أيضاً أن تغلقي فمك عندما تتأذين، أو تواجهين الشخص الذي يؤذيك مباشرة بطريقة لبقة، بدلاً من الالتفاف والتحدث بشكل سيئ عنه من خلف ظهره. وإذا كنت تشعرين بأن حماتك قد أضرت بمشاعرك عندما قالت لك مثلاً إنك تبدين سمينة، فعليك أن تخبريها بكل احترام بأنك شعرت بالألم عندما قالت ذلك، ويمكن لزوجك أن يدعمك. خلاف ذلك، تقبلي تعليقاتها الصغيرة ومضايقاتها، لقد كانت تقوم بالشؤون المنزلية، وتدير شؤون الحياة، وترعى الآخرين لفترة زمنية أطول منك، ويمكنك أن تتعلمي منها الكثير من هذه الأمور.
- افترضي دائماً حسن النية:
الناس غالباً يحكمون على الآخرين من خلال ما يفعلونه وعلى أنفسهم من خلال نواياهم، وهذا يؤدي إلى إيذاء المشاعر. تهاتفك حماتك في وقت مبكر من صباح يوم ما لتقول إنها ستجلس مع ابنكما حتى تتمكنا من الخروج سوياً، لكن عندما تصلان إلى منزلها تجدانها في المتجر ولا تعود إلا بعد 30 دقيقة، وهو ما قد يربك مواعيد يومك، وقد اعتذرت عن تأخرها، فلماذا لاتزالين غاضبة؟ تعلّمي افتراض حسن النية، وعليك التماس الأعذار، فربما تكون قد تعطلت في المرور أو كان الطريق طويلاً، أو ربما ذهبت إلى المتجر لتشتري لطفلك ما يحتاجه، حيث لم يكن لديها ما يكفي لإطعامه، وربما وجدت المتجر مزدحماً عندما ذهبت، بما يعني أن حماتك تبذل قصارى جهدها في مساعدتكما لأنها تحبكما. فلا تجعلي أفكاراً غير صحيحة تملأ رأسك من مثل: ياللعجب.. إنها تعد لإبقائه معها، وهي ليست هنا، سوف تربك يومنا كله، كيف تخبرنا باستعدادها لاستقبال الطفل، ثم لا تكون حتى في المنزل عندما نصل إليها.. إنها شريرة، وقد فعلت هذا عن قصد فقط لإغاظتي.
- اقبليها كما هي بعيوبها وكل شيء:
كل شخص لديه عيوب، وهي وأنت كذلك. لذا يجب أن تتعلمي قبولها. إنها تهتم بكم، لكنها قد تكون كسولة بعض الشيء، ومنزلها ليس نظيفاً كما تحبين أن تحتفظي به. إنها مرحة للغاية، لكنها تواجه صعوبة في قول "أنا أحبك". إنها تبدو قاسية وخشنة، لكنها نشأت في منزل ليس به الكثير من المودة، لكنها تظهر إخلاصها لأنها دائماً موجودة عندما تحتاجينها. قومي بإعداد قائمة بالميزات الجيدة التي تتمتع بها حماتك، مع الاستمرار في الإضافة إليها عند اكتشاف ميزة جديدة. ضمِّني هذه الأشياء في بطاقة عيد الأم والأعياد. ويمكن للكلمات الطيبة أن تقطع شوطاً طويلاً في تهدئة الغضب وشفاء القلوب المؤلمة. اعلمي أنك أنت أيضاً تعانين من عيوب تزعجك كما تؤذي الآخرين من حولك، وأنت تقبلين تلك العيوب من نفسك وتتوقعين من الآخرين قبولها. لذا، يجب أن تكوني مرنة ومتفهمة للأمور التي لا تفعلها حماتك بشكل صحيح أو الأشياء التي ليس من السهل عليها التحكم فيها أو تغييرها.
إذا كانت حماتك شخصاً متزناً حريصاً على رعايتكم، فإن قيامك بتغيير عقليتك وسلوكك تجاهها بالشكل المذكور أعلاه، سوف يذهب بعيداً في تحسين علاقاتك معها.
إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتكوني سعيدة.. حتى لو بمفردكِ