الشيح هو نبات ذو سيقان مخملية بيضاء وقد تكون فضية مخضرة، وتعلوه أوراق صفراء وخضراء وزهور منتفخة ذات لون أصفر فاتح أو شاحب أحياناً، ويطلق عليه بالإنجليزية اسم WormWood، كما أن له اسماً علمياً خاصاً به هو (Artemisia absinthium)، ويتميز كذلك برائحته الفريدة والقوية ومذاقه العشبي، وتعتبر قارة أوروبا موطنه الأصلي لكنه بات اليوم ينمو في مختلف أرجاء العالم.

وسبق أن استخدمت جميع أجزاء الشيح في العلاجات التقليدية والطب البديل، إلا أن هذه النبتة اكتسبت سمعة سيئة للغاية بسبب استخدامها قديماً بتحضير أحد المشروبات الكحولية التي كانت تعرف باسم "الأفسنتين"، وهو مشروب كحولي فرنسي فضله الكثير من فنّاني القرن التاسع عشر، وكان من أشهرهم الرسام (فنسنت فان جوخ)، وعرف هذا المشروب بأنه يسبب الكثير من الأضرار الصحية والعقلية بنفس الوقت.

وقديماً، اعتبر الشيح مادة مهلوسة كذلك مع احتمال سميتها، لهذا السبب تم حظره كلياً في الولايات المتحدة الأميركية لحوالي قرن كامل من الزمن، لكن عام 2007 شهد رفع هذا الحظر عنه والسماح به، وفق ما نشر موقع Healthline الطبي.

قيمة الشيح الغذائية

بداية، لا بد من الإشارة إلى أن الشيح يوجد غالباً على شكل مستخلص شبيه بالشاي، وتتكون نبتته من سيقان وأوراق، ويتم استخدام كل هذه المكونات في صناعة هذا المستخلص.

ورغم خلو الشيح من السعرات الحرارية والفيتامينات والمعادن، فإنه يحتوي على العديد من المركبات النباتية المهمة مثل الثوجون.

ويربط مركب الثوجون غالباً بإثارة العقل عن طريق منع حمض جاما أمينوبيوتيريك (GABA) في الدماغ، وهو ناقل عصبي له تأثيرات مهدئة على الجهاز العصبي المركزي.

ولهذا المركب الكثير من الفوائد، إلا أن الجرعات الزائدة منه قد تنتهي بالإنسان إلى التسمم، كما أنه ارتبط بالنوبات الخطيرة حتى الموت، لذلك لا ينصح بشربه أو تناوله إلا باستشارة طبية.

فوائد الشيح

للشيح فوائد صحية جمة، من أبرزها ما يلي:

1. يحارب الالتهابات الطفيلية 

استخدم الشيح في مصر قديماً لمعالجة الديدان المعوية، ونسب المصريون القدامى خاصية مكافحة الطفيليات إلى مركبات الثوجون الموجودة بكثرة في الشيح، ولم يتم توثيق صحة هذه النظرية علمياً.

وسبق أن أجريت دراسات كثيرة على الحيوانات وأنبوب الاختبار، وأشارت إلى أن هذه العشبة قد تقاوم الديدان الشريطية والطفيليات الأخرى، لكن لم يتم تطبيق هذه الدراسات على البشر بعد.

2. يحارب الالتهابات

بسبب وجود مادة الأرتيميسينين داخل الشيح، فإنه يساعد في مكافحة عدد من الالتهابات داخل الجسم.

وقد فسر هذا الأمر بأن مادة الأرتيميسينين تثبط السيتوكينات، وهي بروتينات يفرزها جهاز المناعة لدى الإنسان وتعزز الالتهاب.

وفعلاً أشارت بعض الدراسات لقدرة الشيح على التخفيف من مرض كرون، الذي يتسبب بالتهاب بطانة الجهاز الهضمي، وتشمل أعراض هذا المرض الإسهال والتعب وتشنجات البطن، وغيرها من مشكلات الجهاز الهضمي.

3. مضاد للأكسدة 

يحتوي الشيح على مركب آخر يسمى الكامازولين، ويعمل كمضاد للأكسدة، ويتركز أكثر في الزيوت الأساسية في مرحلة ما قبل الإزهار لنبات الشيح.

وحسب موقع Medical News Today، فإن مضادات الأكسدة، مثل كامازولين، قد تحارب الإجهاد التأكسدي في الجسم، المرتبط بالسرطان وأمراض القلب والزهايمر وأمراض أخرى. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول خصائص هذا المركب.

4.  يخفف الألم

أجريت الكثير من التحليلات لعشبة الشيح، نظراً لخصائصها المسكنة للألم والمضادة للالتهابات. وعلى سبيل المثال، قد تساعد نبتة الشيح في تخفيف التهاب المفاصل.

وفي دراسة استمرت 4 أسابيع وأجريت على 90 بالغًا يعانون هشاشة العظام في منطقة الركبة، ساعد استخدام مرهم جلدي من خشب الشيح على تحسين مستويات الألم والقدرة الجسدية بنسبة 3%.

  لكن يجب التحذير بشكل كبير من وضع النبات مباشرة على موضع الألم، خاصة الجلد، كون مركباته شديدة، وقد تتسبب بحروق في الجلد.

إقرأ أيضاً:  كل ما تريدين معرفته عن حمية البطيخ
 

هؤلاء يمنع تناولهم للشيح

وضع موقع Healthline قائمة تتضمن الأشخاص الذين يمنع تناولهم للشيح؛ كونه سيكون ضاراً جداً لهم وهؤلاء هم: (المرأة الحامل، النساء المرضعات والأطفال، مرضى الصرع، من يعاني مشاكل في الكلى ومرضى الحساسية ومرضى القلب).

وأخيراً.. لا بد من الإشارة إلى أن تناول كميات كبيرة جداً من الشيح، وأي مادة تحتوي على الثوجون قد تكون قاتلة، رغم عدم تحديد هذه الكميات، لذلك لابد من التذكير بضرورة استشارة الطبيب.

كما أنه لا يجب تناول أي شكل من أشكال الشيح بانتظام لمدة تزيد على 4 أسابيع؛ لأن الآثار الجانبية لهذا الأمر غير معروفة لغاية الآن.