كشفت مبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد، التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، عن إرسال مساعداتٍ ودعم طبي حيوي لآلاف المتضررين بأفغانستان، في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب الدولة، والذي يُعد الأعنف خلال العقدين الأخيرين.
ونشرت المبادرة فِرقَها الطبية المتنقلة على الأرض، لمساعدة القُرى الأكثر تضرراً في شرق أفغانستان، حيث بلغ عدد ضحايا هذه الكارثة أكثر من ألف حالة وفاة، إلى جانب الآلاف من الجرحى الذين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة.
ووصلت فرق المبادرة مع نهاية الأسبوع إلى أجزاءٍ من ولاية بكتيكا الأكثر تضرراً بالقرب من الحدود مع باكستان، حاملةً معها المساعدات الغذائية الأساسية، إلى جانب خيم الإيواء والأدوية.
ويعمل أطباء المبادرة على تزويد الأطفال والنساء والرجال بخدمات الرعاية الصحية الأساسية، نظراً للمخاوف المتزايدة من انتشار مرض الكوليرا. وتزداد الحاجة إلى المساعدات الطبية العاجلة يوماً بعد يوم، مع افتقار المنطقة إلى مرافق الصرف الصحي الأساسية ودمار مئات المنازل.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال مايواند جبارخيل، الرئيس التنفيذي لمبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد: "يعاني الناس من تردي الوضع على الأرض، حيث يفتقر الكثيرون لوجود الطعام ومياه الشرب، كما تضررت بعض المستشفيات والعيادات الطبية، ما يرفع مستوى المخاوف من انتشار مرض الكوليرا في الأسابيع المقبلة".
وأضاف جبارخيل: "تُعد المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال نائية ويصعب الوصول إليها، كما أنها بعيدة عن المُدن الرئيسية. ويشكلُ النقصُ الكبير في أسرّة المستشفيات واحدةً من المشكلات الرئيسية التي يعاني منها سكان المنطقة، فضلاً عن التقارير التي تشير إلى الحاجة الشديدة للطبيبات من النساء".
وأوضح جبارخيل: "تعمل مبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد على تزويد المجتمعات، خاصة النساء والأطفال، بالخدمات الاجتماعية الضرورية على أساسٍ يومي. وقد عزمنا على المساهمة في جهود الإغاثة، وقمنا بنشر فرق الرعاية الصحية المتنقلة بالمناطق الرئيسية في غايان وبرمال بولاية بكتيكا، حيث نقدم الخيام والرعاية الطبية للعائلات المتضررة والنساء والأطفال الذين يعانون الإسهال بشكل أساسي، ما يتطلب معالجتهم في أسرع وقتٍ ممكن".
وقد تأسست مبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد عام 2010، بهدف إحداث تغيير في ظروف الحياة القاسية التي يعيشها الأطفال والسيدات في أفغانستان. وتستثمر المبادرة محلياً في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم، وفي مجموعة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى توفيرها الكثير من فرص العمل الكريمة. وتضم المبادرة النساء والسيدات الأرامل بنسبة 70% من موظفيها. ويتلقى موظفو المبادرة تدريباً مهنياً ورعايةً طبيةً وتعليماً مجانياً لأطفالهم.
وأطلقت مبادرة الشيخة فاطمة علامة التجزئة "زولية" لبيع السجاد والأشغال اليدوية المصنوعة في أفغانستان؛ ومؤسسة "ميرا"، التي تضم مزارعين مستقلين من مختلف أنحاء أفغانستان، يتشاركون رؤية تحقيق الاستدامة. كما أنشأت سوقاً لبيع منتجاتهم الطبيعية في الإمارات. ويذهب كامل أرباح العلامتين للاستثمار في المبادرة، والحفاظ على الإرث الثقافي الأفغاني، وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات المحتاجة.