هل أصابك يوماً ما شعور بأنك فشلت بتربية أبنائك، ولاحقتك الخيبة بناء على هذا الأمر بسبب تصرفاتهم المشاغبة والمتمردة، التي لا تروق لك ولوالدهم إطلاقاً؟
حسناً.. دعينا نبسط الأمر، ونمنحك شعوراً بالسرور إذا علمت أن علماء نفس الأطفال يقولون إن هذا التحول أمر إيجابي، لأنه يعكس مدى شعور الطفل بالأمان والحب ومدى ثقته بوالديه.
وقد وصفت عالمة النفس، إميلي لوب، من جامعة فيرجينا، المختصة بكيفية تأثير تربية الآباء على نمو الأطفال: "يتجلى هذا بوضوح حينما يكون الطفل أشد عناداً وتشبثاً برأيه، وأعتقد أن الصعوبة لا تكمن في تفسير هذه التصرفات بأنها سلبية، وإنما بأنها مهمة وضرورية"، وتشير إلى أن الطفل عندما يشعر بالحب والأمان، فإن قدرته تزيد على اكتشاف العالم بنفسه، والتعبير عن رأيه.
وفي تفسير قد لا يروق للبعض، تقول الدكتور إميلي إن الأطفال حينما يكونون مهذبين وخانعين في حضور الراشدين على الدوام، فهذا على الأغلب يعود لخوفهم منهم، ما يمنع تطور الأطفال.
وتضيف أن الآباء الذين يستخدمون أسلوب السيطرة النفسية عادةً تكون نواياهم حسنة، فهم يعتقدون أن السيطرة على أطفالهم ستجعلهم أكثر نجاحاً، لكن هذا الأسلوب يأتي بنتائج عكسية نوعاً ما، وفي النهاية يجدون صعوبة شديدة في التفكير لأنفسهم بعد خروجهم من سيطرة المنزل.
وفي تقرير مفصل، نشره موقع What to Expect، فإن السلوك السيئ عند الأطفال يكون دائماً مصحوباً بتفسير ونوبات الغضب والضرب والرد (أو قول لا)، وكسر القواعد أمر طبيعي تماماً ومناسب للعمر، ويشير التقرير إلى أن هذه السلوكيات ناتجة عن عدة عوامل، وجميعها ليست سيئة، وهي:
الفضول: بطبيعة الحال، إن الأطفال الصغار فضوليون بطبيعتهم، وغالباً يترجم هذا الفضول إلى سلوك سيئ كأن يسأل الطفل نفسه: ماذا سيحدث إذا ألقيت جميع الكتب على الرف؟ قد يفسر شخص بالغٌ هذه الأفعال على أنها شقية، لكن بالنسبة لطفل صغير فهو يجري تجربة علمية، ولا يقصد إزعاج أحد.
سوء الفهم: تنتج التصرفات السيئة لدى الأطفال كون التواصل يعتبر من الأمور البالغة الصعوبة بالنسبة لهم، وعلى سبيل المثال من السهل على الطفل الصغير أن يركل شقيقه، بدلاً من أن يقول له إنه متعب، لأن قيلولته لم تكن كافية.
عدم النضج: يعتبر الأطفال قبل مرحلة الروضة فاشلين في التحكم بدوافعهم، واستيعاب مفاهيم الصواب والخطأ، وذلك نظراً للقيود الكبيرة، التي يواجهونها في حياتهم (سواء عدم القدرة على زر قميص، أو قول ما يقصدون)، وبالتالي فإنهم يعبرون عن هذا الإحباط من خلال الغضب.
الرغبة في الاستقلال: في سنواته الأولى، يصر الطفل الصغير على اختبار جناحيه، وتجربة الأشياء بمفرده (تقطيع طعامه، وربط حذائه، وغسل يديه)، ما قد يؤدي إلى المقاومة والسلوك العدواني عند مساعدته، ويصاب غالباً بالإحباط في النهاية، وتعتبر تصرفاته التي نصفها نحن بالسيئة بأنها تعبير حقيقي عن قوله: "أريد أن أفعل هذا بنفسي!"، أو "أنا غاضب!".
إقرأ أيضاً: كيف تقوين شخصية طفلكِ من عمر 3 سنوات