رغم أنها اشتهرت من خلال تقديمها برنامج "مع رابعة"، إلا أن الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات أقرت بأن هذا البرنامج أحزنها كونه لا يشبهها ولم يمثلها دائماً، كما أنه ليس الأقرب إلى قلبها، مقرة بذات الوقت بأنه كان السبب الرئيسي في شهرتها الواسعة في مختلف أرجاء الوطن العربي.
وبينت الزيات خلال استضافتها من قبل شبكة نساء النهضة التابعة لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية في الأردن أن برنامج " شو القصة" كان الأقرب والأحب إليها، كونها كانت تستمع خلاله لضيوفها بكل حواسها، وتهتم بجميع تفاصيله دائماً، وخلق لها مساحة أكبر في الحوار.
ورفضت رابعة اختيار ضيف بذاته ليكون أكثر الشخصيات التي استوقفتها، لأن جميعهم تكلموا الحقيقة كاملة وفق قولها، وكانوا حقيقيين تماماً بكل ما تحدثوا به، وكانت حلقاتهم مؤثرة بشكل كبير، ذلك أن طبيعة البرنامج سهلت هذا الأمر.
مشيرة إلى أن بدايتها بالإعلام جاءت متأخرة شيئاً ما، وقد صعدت السلم درجة درجة، دون أن يكون وصولها للشهرة سهلاً أبداً، فقد حفرت الصخر، دون تقديم أي تنازلات ما جعل طريقها طويلاً جداً.
فوق 18
وعن برنامجها المثير للجدل "فوق 18"، ترى الزيات أنه يحق لأي إعلامي طرح المواضيع الجريئة والسعي للحصول على السبق الصحافي شريطة أن يترافق الأمر مع احترام إنسانية الآخرين، وأن الأهم هو كيفية الطرح، ومراعاة الخلفيات الثقافية والاجتماعية، والتعامل مع المادة باحترام، وعندها يكون بالإمكان الغوص في القضايا الجريئة والمثيرة للجدل.
وأكدت أن فكرة البرنامج قائمة بحد ذاتها على طرح مواضيع جريئة، لكنها لم تكن تتوقع هذا الكم من الرفض والاعتراض عليه، مشددةً على أن هذا الأمر لم يزعجها إطلاقاً فهي ابنة مجتمع شرقي، وشخصيتها محافظة وتؤمن بالمرجعيات الدينية والأخلاقية.
وكررت أن رفض الجمهور للقضايا التي طرحتها فاق توقعاتها، رغم أنها كان تنقل واقعاً حقيقياً، وقد تكون طريقة الطرح قاسية بعض الشيء، وهو ما جعلها تعترف بخطأها وتدركه بسرعة، فعملت على تصحيحه وهي على الهواء مباشرة.
وتتقبل الزيات النقد بكل صدر رحب وفق قولها، لكنها تعيد وتؤكد أنها تنقل ما هو موجود في الحقيقة ولا يمثلها إطلاقاً، كما أنها لا تقوم بالترويج له، لذلك ساءها الهجوم على شخصها وليس على المادة المقدمة، مستغربة بذات الوقت استمرار الخوف من الحديث بقضايا واقعية.
وأقرت الزيات مرورها بتغيرات كثيرة في حياتها، فرابعة في إفريقيا ليست هي التي ابتدأت الإعلام، كما أنها الآن لا تشبه نفسها في بداياتها، وقد شكلت وفاة والدتها نقطة تحول في حياتها وأعادت بعدها جميع خياراتها الاجتماعية والسياسية.
وعن علاقتها بزوجها الشاعر والإعلامي زاهي وهبة، بينت أنها كانت من المعجبين به قبل أن تتعرف عليه، لكنهما مختلفان جداً في المجال الإعلامي، فهي تذهب نحو البرامج الشعبوية، بينما يفضل هو تلك النخبوية، وفق وصفها.
وتصف نفسها بأنها كيان مستقل، فيما يشكل زاهي كياناً آخر، ولكل منهما مواقفه في الحياة.
استغلال الشهرة
تقول الزيات: "يختلف توظيف الشهرة من شخص لآخر، فهناك مشاهير لا يستطيعون استغلال شهرتهم بما هو مفيد ويروجون لكل ما هو سخيف، فيما يستثمرها آخرون بشكل إيجابي، ويوجهون هذا الحب نحو قضايا إنسانية، ويقومون بالمبادرات الخلاقة دائماً".
ولا تنفي الإعلامية الشهيرة أنها كأي فتاة تحب تتبع خطوط الموضة، وكل ما هو جديد في الجمال، ولا تنكر حبها لاستمرار شهرتها، وإيمانها بأن وقت التلفزيون بات قريباً من النهاية، ويجب التفكير بمشاريع أخرى تبقيها على تواصل مع جمهورها.
وزادت أن الإعلام الموازي بات واقعاً، ولم يعد من المنطقي ولا المقبول الاعتماد بشكل كلي على الإعلام التقليدي الذي تراجع بشكل كبير، وبدأت "السوشال ميديا" تحل مكانه، لذا لا بد من متابعتها وأخذ مكانة فيها للبقاء على تواصل مع الجميع، موضحة أن مواقع التواصل الاجتماعي كشفت الكثيرين وأسقطت الأقنعة عنهم.
وتقول إنها ترفض الفكرة النمطية عن المرأة المثقفة بأنها لا تهتم بشكلها وجمالها، فالمرأة بجميع الأحوال يجب أن تغذي فكرها وروحها وجمال شكلها.
وفاجأت رابعة الحضور الكثيف للقائها بالكشف عن عمرها، وأنها اليوم في بداية الخمسينيات.
فشلت هنا
لا تخفي رابعة فشلها في تقديم الأخبار، وترجع ذلك لأنها إنسانة لا تقتنع بأن تقرأ ما يكتب لها، وبالرغم من أن مهنيتها حتمت عليها الاستمرار بتقديم الأخبار، إلا أن عاطفتها كانت أكبر وأجبرتها على التوقف.
وتشير لوجود إعلاميين كثر لا يمانعون في التنازل عن مبادئهم وقناعاتهم، وأن للجميع خياراته التي يختارها وهو حر بها، لذلك كانت حريصة دائماً على اختيار مؤسسة تشبهها، وفي حال عملها بمؤسسة لا تشببها بكل شيء فإنها لن تتحدث بما يخالف قناعاتها إطلاقاً.
وختمت بوصف نفسها بأنها كأي إنسان آخر فيها خليط من الخير والشر، كما أنها تضعف وتبكي أحياناً وتقوى في أوقات أخرى، لكنها عموماً امرأة قوية.
إقرأ أيضاً: فهرية أفجان حامل بطفلها الثاني.. فهل تنتظر فتاة؟