الاهتمام أو الانتباه مطلب إنساني أساسي ينشأ من التعلق، وبالتالي يتوق كل طفل إلى الاهتمام، خاصة من والديه. لكن، لصعوبة الحياة واضطرار الأب والأم للعمل لساعات طويلة لتلبية متطلبات أطفالهما، فإن معظم الآباء غير قادرين على قضاء وقت ممتع وكافٍ مع أطفالهم. نتيجة لذلك، يمكن أن يشعر الطفل بأنه مهمل ويؤدي الشعور بالإهمال إلى سلوك يعرف بـ"سلوك البحث عن الاهتمام"، أو يعززه.
يطرح موقع parenting.firstcry الصحي سؤالاً على الآباء: هل سبق أن واجهتم مشاكل مع طفلكم، مثل: أن يستلقي في المتجر لأنه يريد لعبة معينة، أو التنمر لأطفال آخرين؟ هذان مثالان على سلوك البحث عن الاهتمام، وأحياناً يذهب إلى أقصى الحدود، لدرجة أنك تحصل على نظرات سيئة من الغرباء والآباء الآخرين.
ومن الأمثلة الأخرى على سلوك طلب الاهتمام في الأطفال ما يلي: ادعاء المرض للحصول على بعض من وقتك، والتسبب في الدراما، ونوبات الغضب في المنزل، أو في الأماكن العامة، وإلحاق الأذى بالآخرين، ومحاولة لعب دور البطل، خلق مشاكل تجعل أحد الوالدين يتجادل مع الآخر، لعب دور الضحية من خلال تضخيم نسبة المشاكل اليومية البسيطة، ومجادلة الوالدين بشأن أنهما مشغولان للغاية، ولا يحبانه.
ويعتمد مقدار الاهتمام الكافي لطفلك على شخصية الطفل وسلوكه وروتينه اليومي. وقد يشعر طفلك بالرضا عن الاهتمام الذي يتلقاه في المنزل، لكن قد يصاب بخيبة أمل في الفصل الدراسي، وفي هذه الحالة قد تحتاج إلى التحدث إلى المعلمين المعنيين لإفساح المجال وإعطائه فرصة من خلال طرح الأسئلة وتشجيع المشاركة في مناقشات الفصل الدراسي. ويوصى بشدة بإعطاء طفلك 100% من انتباهك في المنزل لبعض الوقت على الأقل من اليوم، بشكل كامل ودون انقطاع. والسبب وراء ذلك هو أنك إذا لم تدر انتباهك لأطفالك، فقد ينتهي بهم الأمر بالإصابة بسلوك البحث عن الانتباه وتبعاته.
ومن مظاهر الاهتمام الإيجابي، إنك إذا وجدت أن طفلك يفعل شيئاً جيداً، فامنحه كلمات تشجيعية، أو عزز هذا الإجراء بمكافآت إيجابية. ويسمى هذا بالاهتمام الإيجابي، مثل: التربيت على الظهر، والعناق اللطيف، وكلمات المديح، والرسومات المبتسمة الصغيرة أو الملاحظات في دفاتر ملاحظاتهم أو حاويات الطعام التي يأخذونها للمدرسة لها مفعول جيد جداً في تشجيعهم ليصدقوا أنك مهتم بهم، وتتذكرهم حتى وهم خارج المنزل.
أما الاهتمام السلبي، فينتج عندما يسيء طفلك التصرف، وتنزعج نتيجة لذلك، وقد تؤنبه. ويسمى هذا الاهتمام الذي توليه لطفلك الآن بالاهتمام السلبي. ويمكن أن يكون هذا في شكل توبيخ أو محاضرات أو عقوبات. إذا كان طفلك يسعى بنشاط للحصول على الاهتمام منك، فإن هذا النوع من الاهتمام السلبي لن يعمل على تقليل حالات سوء سلوكه، بل سيزيدها بدلاً من ذلك. وبالتالي، ستتحول إلى حلقة من الأذى المستمر والاهتمام السلبي المستمر منك.
لكن المشكلة الأساسية، عندما لا تنتبه بعد قيام طفلك بعمل جيد، وتنتبهين فقط عندما يسيء السلوك. على سبيل المثال، هناك شقيقان كانا عادة فوضويين أو مدمرين، ومرة جلسا بهدوء ليشاهدا التلفزيون معاً، أنت هنا لم تشد بعملهما وهذه الألفة بينهما ولم تقر بهذا التغير الإيجابي، وهذا مثال على عدم الاهتمام. من ناحية أخرى، إذا أساء الأخوان التصرف مرة أخرى، يسارع الوالدان إلى الملاحظة والرد بتوبيخ.
في ما يلي نصائح للتعامل مع سلوك البحث عن الانتباه، أو تعلم كيفية إيقاف هذا السلوك عند الأطفال:
1. أعطِ المزيد من الاهتمام الإيجابي: مثلاَ، ساعد أطفالك على مد يد العون لأعمال مطبخك، أو امدحهم لقضاء الوقت مع أنفسهم بهدوء، مثل: مشاهدة التلفزيون أو الرسم. وإذا كانت لديهم مواهب، فاطلب منهم ممارستها، وامدحهم على بذل الجهد في ذلك.
2. تجاهل السلوك السيئ خلال أنين طفلك ونوبات غضبه. بمرور الوقت، سوف يدرك ذلك، ويغير سلوكه ببطء نحو الأفضل.
3. أعطِ خيارات لطفلك، الأمر الذي سيجعله يشعر برؤيتك. ويساعد تقديم الخيارات، أيضاً، في إدارة نوبات غضبه البسيطة، مثل: ارتداء الملابس، أو تناول وجباته. ويمكنك أن تسأله عما يود أن يرتديه اليوم، أو الحلوى التي يرغب في تناولها بعد أن ينهي تناول الخضار.
4. خصص من 10 إلى 15 دقيقة على الأقل، من الوقت غير المنقطع الذي يمكن لطفلك أن يقضيه معكما. ويمكن قبل النوم بقراءة قصة، أو المكوث بجانب الطفل وسؤاله عن يومه، أو ما يود عمله يوم غدٍ.
إقرأ أيضاً: هل تملكين شامة على جسدك.. إليك دلالتها حسب مكان ظهورها