بمهارات متعددة، وبعقل لا يتوقف عن الإبداع، انطلق رجل الأعمال الإماراتي يحيى محمد صالح، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لـ«منصة بقشة للأزياء الخليجية»، في رحلة رائعة واصل فيها شغفه لتحقيق أهدافه، حيث بدأ حياته المهنية في القطاع الخاص، ثم قام تدريجياً بتحويل وتوسيع براعته إلى ريادة الأعمال، التي قرر أن يخوض فيها غمار التجربة للازدهار والنمو، فأثرى خبرته بإدارة وتشغيل مراكز التسوق، بالإضافة إلى خبرته بعالم التجزئة والخدمات اللوجستية والتسوق الإلكتروني.. «زهرة الخليج» حاورته؛ للتعرف إلى تجربته الملهمة:
• ما الذي جعلك مهتماً بعالم ريادة الأعمال في سن مبكرة؟
- عملي في القطاع الخاص، وبشكل خاص في «مجموعة ماجد الفطيم»، فتح لي أبواباً كثيرة من حيث التجربة والمعرفة والاحتكاك بأصحاب المال والأعمال. فعلى سبيل المثال، هناك نجاحات كبيرة على مستوى الشركات والأفراد اليوم، كانت في السابق مجرد أعمال بسيطة، كبرت مع مرور الوقت ومع الطفرة التي نشهدها في دولة الإمارات بفضل الله، وحنكة القيادة الرشيدة. فمتى ما توفرت الرؤية والعمل والعزيمة هناك دائماً فرصة، والحياة عبارة عن فرص.
• إلى أي مدى استطعت في «بقشة» أن ترسخ أسلوبك في المزج بين التراث المحلي والعالمي؟ وهل أنت راضٍ عن النتيجة؟
- لدى العالم شريحة كبيرة يفضلون الأزياء الساترة لمختلف المناسبات، فنسبة المسلمات في العالم اليوم تقارب الـ25%، وبحكم التطور الهائل في منطقة الخليج خلال العقود الماضية من حيث الحداثة والعمران؛ أصبح العالم يرى الأزياء الخليجية - التي كانت في يوم ما محلية - إطلالة راقية تناسب ليس فقط أهل الخليج، بل أيضاً من تريد التفرد بالأناقة في الدول الغربية.
أول الطريق
• عندما تنظر إلى ما أنجزته في هذا الوقت القصير.. كيف تلخص لنا هذه الرحلة الملهمة؟
- مازلنا في أول الطريق، والقادم أفضل! فعلى سبيل المثال باتت هناك شريحة كبيرة من الجاليات العربية والإسلامية في الدول الغربية تفضل أن تتألق بموضة أهل الخليج، وهذا ما لمسناه في «بقشة»، ولدينا مصممات من مختلف دول الخليج والمغرب العربي، حيث إن 90% منهن يمثلن شريحة الشباب من عمر 18 إلى 35 عاماً. ونفخر بوجود مواهب، ونساهم في تدريبهم وتمكينهم عن طريق توفير أدوات تكنولوجية، تساعدهم في النمو نحو العالمية.
• هل فكرت يوماً في احتمالية الفشل؟ وما الذي دفعك إلى الاستمرار بدلاً من التوقف؟
- الفشل جزء من منظومة ريادة الأعمال، بل جزء من منظومة الحياة؛ فلا شيء مضموناً؛ فهناك متغيرات كثيرة في أمور لا نملك السيطرة عليها، لكن على الإنسان أن يطمح ويعمل ويأخذ بالأسباب، ويتوكل على الله. هناك تحديات كثيرة واجهناها في «بقشة» منذ انطلاقتنا، لكن متعة الرحلة والتعلم والطموح للعالمية هي التي تدفعك باستمرار بدلاً من التوقف.
منصة «بقشة»
«بقشة» هي منصة للسوق الإلكتروني الأول والأكبر في عالم الأزياء الخليجية، والكلمة تشير في اللهجة الخليجية إلى قطعة من القماش، كانت تستخدم قديماً من قبل النساء لحمل المنتجات (الملابس، والعطور، والإكسسوارات)، لغرض بيعها، إما في الأسواق، أو البيوت.
وأسست المنصة عام 2018 بأيدٍ إماراتية، وتحتضن اليوم أكثر من ألف مصممة خليجية. وتوفر «بقشة» للمصممات مجموعة واسعة من الخدمات؛ لتمكينهن من التحول الرقمي بسهولة ويسر، ودون أي استثمار في التقنية.
وتوفر «بقشة»، اليوم، أكثر من 30 ألف منتج، تمثل الطابع الخليجي من عبايات وفساتين وقفاطين وملابس تراثية، وعطور عربية وإكسسوارات وحقائب.
لكل منتج قصة
• ما مفتاح نجاح أعمالك في «بقشة»؟
- فريق العمل، فلدينا اليوم فريق عمل متميز، مؤمن بدور «بقشة» الريادي في تمكين المصممات، ونقلهن من النطاق المحلي إلى العالمي، والدور المهم الذي نقوم به في «بقشة»؛ لجعل الأزياء الخليجية واجهة راقية للموضة العالمية، بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي باستقطاب المواهب، وتشجيعهم على خوض غمار ريادة الأعمال، بطريقة لا تتطلب أي استثمار مسبق من قبلهم، ولكن فرص نمو وإيجاد مصادر دخل ممتازة.
• ما الذي يميز أعمالك المختلفة في سوق العمل؟ وكيف تصفها باستخدام 3 صفات فقط؟
- التصاميم المعروضة في «بقشة» تختلف عن التي تعرض بشكل عام في مراكز التسوق، ومحال الماركات العالمية؛ فلكل مصممة ولكل منتج قصة مميزة.
• ما مدى أهمية الأسرة في تطورك الشخصي والمهني؟
- الأسرة المستقرة نعمة من الله، ولقد تلقيت تشجيعاً مستمراً من أسرتي. وبفضل هذا المناخ الصالح، أكملت دراستي، وحصلت على درجة البكالوريوس من الجامعة الأميركية في الشارقة، والماجستير من جامعة موناش الأسترالية، ومارست هواياتي حيث توجت بطلاً في مسابقة العرب للشطرنج للشباب سابقاً.
إقرأ أيضاً: أسبوع موضة ميلانو للرجال يعود بقوة مع "Versace" و"Moschino"