يمكن القول بأن بعض القلق جزء نموذجي من الحياة، فهو نتيجة ثانوية للعيش في عالم مزدحم، ومع ذلك فإنه ليس بالأمر السيئ أحياناً، حيث يجعلكِ مدركةً للخطر، ويحفزك على البقاء منظمة ومستعدة، ويساعدك على حساب المخاطر.
لكن عندما يصبح القلق متكرراً يومياً، وتعانين منه بشكلٍ مستمر وفي كل أمر؛ فقد حان الوقت للتصرف قبل أن تتورطي أكثر فيه، حيث إن القلق غير المراقب يؤثر بشكل كبير على جودة حياتك.
ما القلق؟
القلق هو استجابة الجسم الطبيعية للتوتر، إنه شعور بالخوف قد تنجم عن مجموعة من العوامل التي يعتقد الباحثون أنها تراوح بين الجينات والكيمياء البيئية وكيمياء الدماغ، وتتضمن أعراضه الشائعة: زيادة معدل ضربات القلب، والتنفس السريع، والأرق، وصعوبة في التركيز.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن القلق يمكن أن يظهر بطرق مختلفة لأشخاص مختلفين، فبينما قد يشعر شخص ما بألمٍ في معدته، قد يعاني شخص آخر نوبات هلع أو كوابيس أو أفكاراً مؤلمة.
وهناك فرق بين القلق اليومي واضطرابات القلق، حيث إن الشعور بالقلق بشأن شيء جديد أو مرهق يختلف عن أن يصل الأمر إلى نقطة لا يمكن السيطرة عليها أو مفرطة، ويبدأ في التأثير على نوعية حياتك، إذ يصبح حينها اضطرابًا.
وتشمل بعض اضطرابات القلق ما يلي:
اضطراب الهلع.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
اضطراب الوسواس القهري (أوسد).
قلق الانفصال.
القلق من المرض.
الرهاب.
اضطراب القلق العام (GAD).
اضطراب القلق الاجتماعي.
كيف أعالج القلق؟
يمكن معالجة القلق بعدة طرق، منها العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يساعد في تزويد الأشخاص بأدوات للتعامل مع القلق عند حدوثه. وهناك أيضًا بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب والمهدئات، التي تعمل على موازنة كيمياء الدماغ ومنع نوبات القلق، حتى إنها قد تتجنب أكثر الأعراض حدة. وإذا كنتِ تتطلعين إلى السير في طريق أكثر طبيعية؛ فهناك طرق قليلة وكثيرة يمكنك من خلالها المساعدة في مكافحة القلق، وسنذكر لكِ أبرزها في السطور القادمة.
إقرأ أيضاً: كوني سعيدة.. وأضيفي هذه العادات إلى روتينك
ابقي نشيطة
لا تتعلق التمارين المنتظمة بالصحة البدنية فقط، بل يمكن أن تكون مساعداً كبيراً لصحتك العقلية أيضًا، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن الأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق، والذين أبلغوا عن مستوى عالٍ من النشاط البدني، يتمتعون بحماية أفضل من ظهور أعراض القلق. وقد يكون هذا لعدة أسباب، حيث يمكن أن تشتت التمارين الرياضية انتباهك بعيدًا عن شيء يجعلك قلقة، كما يؤدي رفع معدل ضربات القلب أيضًا إلى تغيير كيمياء الدماغ، لتوفير مساحة أكبر للمواد الكيميائية العصبية المضادة للقلق.
ضعي في اعتبارك الإقلاع عن تدخين السجائر
غالبًا يبحث المدخنون عن سيجارة خلال الأوقات العصيبة. ومع ذلك، فإن تناول السيجارة عندما تكونين متوترة قد يؤدي إلى تفاقم القلق بمرور الوقت، حيث أظهرت الأبحاث أنه كلما بدأت التدخين مبكرًا في الحياة، زاد خطر إصابتك باضطراب القلق لاحقًا. كما تشير الأبحاث، أيضًا، إلى أن النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى، الموجودة في دخان السجائر، تغير المسارات في الدماغ المرتبطة بالقلق.
الحد من تناول الكافيين
إذا كان لديكِ قلق مزمن، فإن الكافيين ليس صديقك، حيث يسبب الكافيين توترًا وكلاهما ليس جيدًا لحالتك. وأظهرت الأبحاث أن الكافيين قد يسبب اضطرابات القلق أو يزيدها سوءًا، وقد يتسبب أيضًا في نوبات الهلع لدى الأشخاص المصابين باضطراب الهلع، ولدى بعض الأشخاص قد يؤدي التخلص من الكافيين إلى تحسين أعراض القلق بشكل ملحوظ.
إعطاء الأولوية للحصول على قسط جيد من الراحة في الليل
لقد ثبت أن النوم، مرارًا وتكرارًا، جزء مهم من الصحة العقلية الجيدة، وعلى الرغم من أن دراسة استقصائية أجريت عام 2012، وجدت أن ما يقرب من ثلث البالغين ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة، إلا أنه عادة يوصى بأن يحصل البالغون على 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا.
التأمل وممارسة اليقظة
الهدف الرئيسي من التأمل هو الإدراك الكامل للحظة الحالية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالهدوء، والرضا عن طريق زيادة قدرتك على تحمل كل الأفكار والمشاعر. ومن المعروف أن التأمل يخفف من التوتر والقلق، وهو جانب أساسي من العلاج المعرفي السلوكي. وتشير الأبحاث إلى أن 30 دقيقة من التأمل اليومي، قد تخفف بعض أعراض القلق، وتعمل كمضاد للاكتئاب.
النظام الغذائي المتوازن
قد يؤدي انخفاض مستويات السكر في الدم أو الجفاف أو المواد الكيميائية الموجودة في الأطعمة المصنعة، مثل: المنكهات الاصطناعية، والتلوين الاصطناعي، والمواد الحافظة، إلى تغيرات مزاجية لدى بعض الأشخاص، كما قد يؤثر النظام الغذائي الغني بالسكر أيضًا على الحالة المزاجية.
تمرني على التنفس العميق
التنفس الضحل السريع شائع مع القلق، وقد يؤدي إلى سرعة دقات القلب، والدوخة، أو الدوار، أو حتى نوبة هلع. ويمكن أن تساعد تمارين التنفس العميق في استعادة أنماط التنفس الطبيعية، وتقليل القلق.
اشربي شاي البابونج
كوب من شاي البابونج علاج منزلي شائع لتهدئة الأعصاب المتوترة وتعزيز النوم. وأظهرت دراسة، أجريت عام 2014، أن البابونج قد يكون أيضًا حليفًا قويًا ضد القلق، ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا كبسولات البابونج، كان لديهم انخفاض أكبر في نتائج الاختبارات التي تقيس أعراض القلق من أولئك الذين تناولوا دواءً وهميًا.
إقرأ أيضاَ: تعرفي إلى أهمية نقع المانجو في الماء.. قبل تناولها