تشير إحدى الدراسات الصادرة عن جامعة ولونغونغ، في أستراليا، إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية أو النائية أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.
وحسب الدراسة، التي شملت أكثر من 26 ألف شخص بالغ، فإن خطر الإصابة بمرض الزهايمر انخفض بنسبة تصل ما بين 6-19%، لدى القاطنين في المناطق الريفية والنائية، خلال آخر أحد عشر عاماً.
وفسرت هذه الدراسة نتائجها بالقول إن تلوث الهواء في المدن يؤثر بشكل كبير في الإصابة بمرض الزهايمر، كون هذا الهواء الملوث يحمل جزيئيات صغيرة جداً لا يمكن رؤيتها، وتدخل إلى الجسم من خلال عملية الاستنشاق، ثم تصل للعديد من أعضائه ومنها المخ، وكون المدن أكثر تلوثاً فإن سكانها أكثر عرضة لهذا المرض.
النوم والرياضة
يؤيد عدد من العلماء فكرة أن الإصابة بالزهايمر تحدث بسبب تراكم غير طبيعي لنوع محدد من البروتين "أميلويد بيتا ببتيد"، وكلما كثر تراكم هذا البروتين، تبدأ بعض الصفائح بالظهور مسببة الالتهابات، وتعمل على تدمير نقاط الاشتباك العصبي، وتقتل العديد من الخلايا العصبية؛ ليظهر على أثر ذلك كله مرض الزهايمر.
إقرأ أيضاً: هل جربت ريجيم البيض المسلوق؟ تعرفي إلى مميزاته
كما تشير بعض الاختبارات، التي أجريت على الفئران، إلى أن النوم يساعد في إزالة هذا البروتين، وكذلك ممارسة الرياضة بانتظام، والحرص على التواصل الاجتماعي، يشكلان عاملين مهمين في التقليل من احتمالات الإصابة بالزهايمر.
ويحلل هؤلاء العلماء هذا الأمر بأنه يصعب النوم في المساء داخل المدن، بسبب الضوضاء الكبيرة فيها، وغالباً لا يكون هذا النوم لساعات كافية، كما أن وجود السيارات بكثرة لدى ساكني المدن يحرمهم ممارسة رياضة المشي بشكل منتظم، خاصة في المدن الكبرى والمزدحمة.
وأيضاً، إن الأشخاص في المدن الكبرى يعانون قلة التواصل الاجتماعي، وتأتي كل هذه العوامل بالإضافة لتلوث هواء هذه المدن كأسباب مباشرة لزيادة فرص حدوث الزهايمر.
إقرأ أيضاً: خطوات عليك اتباعها عند حدوث حالة تسمم.. هذه أهمها
الطبيعة
ينصح الأطباء بالتواصل مع الطبيعة، والعيش قرب المساحات الخضراء؛ بهدف تخفيف الضغط والتوتر، وخفض ضغط الدم، فمن شأن هذه العوامل تقديم خدمات صحية، مثل: تحسين النوم، وتوفير مساحات للترفيه، وتقوية مبدأ التواصل الاجتماعي، وهو أمر يتسق تماماً مع نتائج الدراسة، فهذه الأماكن غير موجودة بكثرة في المدينة، كما أن الطبيعة تغيب بشكل كبير عن معظم المدن.
لكنّ رافضي هذه النظرية يؤمنون بأن صعوبة وصول الأشخاص في المناطق البعيدة إلى المراكز الصحية المتخصصة، وعدم وجود فحوص مخبرية وصحية دقيقة في القرى، يؤخران اكتشاف الزهايمر، وهو الأمر الذي يفسر قلة الإصابات، ويؤكدون وجود دراسات سابقة تشير إلى عكس هذه النتائج تماماً.