بشخصيتها الرزينة، وحديثها اللبق، ملأت الدكتورة بروين حبيب، الشاشة على مدار 21 سنة، لتقديم البرامج الثقافية الهادئة، قبل أن تنطلق من «نقطة تحول» في حياتها - كما تصفها - وتخرج من عباءة «الوظيفة» إلى عالم الإنتاج؛ لتطل من جديد ببرنامج حواري شامل، يحاكي الواقع، ويجاري التحول الذي فرضته سطوة وسائل التواصل الاجتماعي على المجالات كافة.. في حوارها مع «زهرة فن» تكشف بروين عن تفاصيل برامجها الجديدة، وعودتها إلى التمثيل، ورؤيتها لمستقبل البرامج الهادفة، وعلاقة الثقافة بوسائل التواصل الاجتماعي.
* أين قضيت عيد الفطر المبارك، وكيف كانت أجواؤه معك؟
- قضيت أيام عيد الفطر السعيد في أحضان والدتي وعائلتي، بمملكة البحرين، فهذه المناسبات بحاجة إلى دفء العائلة؛ فالأسرة بحد ذاتها - بعيداً عن ترف الاجتماعيات الصاخبة - هي أهم شيء.
نقطة تحول
* هل حضرت الحفل الذي أحيته المطربة الإماراتية أحلام، بمناسبة العيد في البحرين؟
- صحيح تزامن إحياء أحلام حفلاً كبيراً في البحرين مع وجودي هناك، لكن للأسف لم أحضر الحفل، لكنني لمست سعادة الناس بهذا الحفل؛ فصديقاتي وأهلي حضروا الحفل، ونقلوا إليَّ الأجواء الرائعة.
* بعد عقدين من احتراف البرامج الثقافية، تطلين اليوم في برنامجك الجديد «بروين شو»، الذي تقولين عنه إنه «نقطة تحول» في حياتك.. حدثينا عن هذا التحول!
- تغيرت شروط العمل التلفزيوني سواء في شكل المعلن، ونسبة المشاهدة، ولعبة «الريتنغ». والبرامج الثقافية لا تحظى بإقبال ومشاهدة عاليين، ودائماً تكون في ذيل الاهتمامات؛ لهذا ابتعدت في العامين الماضيين، واكتفيت بالعمل الإداري، وبالتفاهم مع الإدارة؛ توصلنا إلى صيغة متوسطة بين البرامج الاجتماعية والحوارية، إلى أن جاءتنا فكرة «بروين شو»، وهو برنامج حواري وتواصل مع الجمهور بشكل جديد. نحاول أن تكون عناوين الحلقات أقرب إلى الناس، خاصة في عصر «السوشيال ميديا»؛ لهذا قدمت فقرات «تيك توك» في البداية، وسلطنا الضوء على «السوشيال ميديا»، وكيف سرقت حياتنا، وحاولنا أن نخدم عناوين الحلقات المختلفة؛ لأن البرامج الحوارية منوعة، ونستضيف نجوم صف أول، ونجوماً شباباً؛ لذلك نجمع بين الطرب والتجارب المختلفة، وبين النجوم ونجوم الفن، وفقرات أخرى؛ حيث استحدثنا فقرات عن التنمية البشرية، وحلقة عن الطبخ، وحلقة عن طبلة الست، وحلقة لمي فاروق و«الكلثوميات»، وغالية بن علي، وحلقة عن الدراما العربية. كما تطرقنا إلى اختفاء المسلسلات التي كانت خالدة، واستضفنا عفاف شعيب وعبدالعزيز مخيون، ونحاول أن ننوع في اختيارات الضيوف والمواضيع.
نجوم شباب
* اعتمدتِ أسماء فنانين شباب.. هل هذا دعم لهم أم خوف من ميزانية نجوم الصف الأول؟
- لا.. ليس خوفاً، صحيح أننا اعتمدنا فنانين شباباً، مثل: هند البلوشي، وفايا يونان، وألماس، لكن لدينا نجوم من الصف الأول في برامج عدة؛ لذلك نحاول أن نوفق بينهم في البرامج كافة، ولدينا نجوم صف أول في الدورات القادمة. الهدف ألا يتكرر النجوم في البرامج كافة، ويجب ألا نتكئ على النجوم؛ فيجب ألا تقتصر الإضاءة على النجوم. فعلى سبيل المثال، فايا يونان هي نجمة في مجالها اليوم، رغم حداثة سنها. نحن نحاول أن ننوع وأن نخرج هذه الأسماء من النخبوية؛ لأنني استضفتها في برنامج نخبوي.. إن صح التعبير. أما اليوم، فأستضيفها بطريقة أخرى، وطرح مختلف.
* ألم تخافي من خطوة دخول عالم «تيك توك»؟
- كان لديَّ تردد وتخوف من «تيك توك»، ليس فقط بسبب العمر، بل بسبب الوسط الثقافي الذي أنتمي إليه، والجدية وطبيعة حضوري بالتلفزيون، وكنت أفكر كيف أن دكتورة وأديبة ملتزمة بخط ثقافي معين تقتحم «تيك توك»، إذ توجد به خفة ليس بقصد الطرافة، بل تلك الخفة التي قد تخدش هذه الرصانة. وفي النهاية، قلت يجب أن أغامر؛ فأنا أحب الحياة، وأضحك؛ فلماذا لا أشبه نفسي؟ لماذا أقيد نفسي بوقار طوال الوقت؟ فأنا أحب الضحك، وأحب أن أقوم ببعض الحركات على «تيك توك»، والفكرة أتت كدعابة من صديقة تستخدم التطبيق، وقالت لي دعينا نعمل «رقية وسبيكة»، وأنا أحب سعاد العبدالله كثيراً، وهي كانت مفتاح دخولي «تيك توك»، وأدينا المشهد، وصديقتي قامت بدور حياة الفهد، وأدرجت الفيديو على «إنستغرام»؛ ورغم تخوفي لاحظت أن الناس تفاعلوا معي كثيراً؛ ومنهم المثقفون الذين كنت أتخوف من ردود فعلهم، وهناك أشخاص لم يعجبهم الأمر ولاموني، لكن لم يكن هناك استياء منهم، وعندما قدمنا البرنامج قال لي المخرج: لماذا لا نستحدث شيئاً له علاقة بعنوان الحلقة؟ وأنا اقترحت مقاطع، وهم أيضاً اقترحوا، وكنت أرغب في أن تكون هناك مقاطع خليجية بـ«تيك توك»، وأستغرب حتى فترة ليست ببعيدة أن هناك أسماء كبيرة من الوسط الثقافي يبدون إعجابهم بـ«تيك توك» الذي أقدمه، وشعرت بأن هناك استحساناً أكثر من الاستياء، فأحببت الأمر، وكأني عندما أنتظر البرنامج أنتظر هذه الدقيقة قبل التتر، حينما ينزل «تيك توك».
أثر «السوشيال ميديا»
* ما تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الثقافة؟
- ليس بأحسن حالاته، إذ ألاحظ عندما أضع أي منشور ثقافي لا يكون التفاعل عالياً، بينما المنشورات الأخرى تحظى بالاهتمام، والمثقف العربي لا يتكئ على «السوشيال ميديا»، ولا يراهن عليها، ومن التطبيقات التي لا رهان عليها هي التي تمتلك خفة الطرح، وأشبهها بالعجلة، وليست كالصحافة المكتوبة؛ فهي كاليوميات «اللحظوية»، التي تموت كالتاريخ الذي يكتب على عجل.
* بجانب «بروين شو»، كنت تقدمين برنامج «الملهم» في رمضان.. فما حكايته؟
- هدفنا منه أن نقدم برنامجاً مثل الكبسولة الأدبية «البونبوناية» كما يصفها المصريون، بأن نضع معلومة مكثفة عن شخصية ألهمت البشرية، لكن بلغة مبسطة وبأسلوب مختلف، فحاولت أن أقول شيئاً مختلفاً عن «القص واللصق»؛ فكانت جرعة ثقافية من عشر دقائق، ويمكن أن نعرض البرنامج كحدث من هذا اليوم، وكنا يومياً نضع معلومة قريبة من الناس، وشعرت بأن الناس تفاعلوا أكثر مع «الملهم» رغم اختلاف ميولهم وأذواقهم، فقد كان لكل حلقة لونها.
* ما قصة «ثريا»؟
- «ثريا» فيلم قصير من تأليفي وبطولتي، صورناه في دبي، وهو يندرج تحت «سينما المرأة»، ومدته 15 دقيقة، وسنشارك به في المهرجانات. وقمنا فيه بـ«تكنيك»، وليس فقط قصة من حيث معالجة الصورة، كما أن الفيلم يخلو من الحوار، واعتمدنا الأصوات فقط، والوهم الأخضر، و«ثريا» هي الشخصية الوحيدة في الفيلم.
* هل أعجبتك تجربة التمثيل، وهل يمكن أن نراك ممثلة لاحقاً؟
- أعجبتني جداً، وأنا أحب التمثيل؛ لأن بداياتي كانت بالتمثيل؛ فكنت ممثلة مسرحية قبل دخولي الإعلام، وأحببت العودة ولو متأخرةً.