عرَّف العديد من الأبحاث الحديثة، المختصة بعلم الأعصاب والدماغ، اللياقة العقلية بأنها تدريب العقل على وظائف معينة مثل الذاكرة التي قد تضعف مع تقدم العمر، وأنها حالة من القدرة المثلى على التفكير والتذكر، والتعلم والتخطيط والتكيف.
وأكد العديد من الدراسات أن بعض التمارين العقلية تساعد بشكل كبير على تعزيز هذه اللياقة، وتغيير التركيب المادي للعقل عبر تعلم المهارات الجديدة.
وتبرز أهمية هذه اللياقة في منح الإنسان قدرة على اتخاذ القرارات، وحل المشاكل ومواجهة ضغوط الحياة، وبالتالي سيكون أكثر انفتاحاً على الأفكار الجديدة، وتأخير علامات الشيخوخة لسنوات طويلة، ومنها على سبيل المثال: (نسيان المواعيد، فقدان الإحساس بالاتجاهات، نسيان الأحداث الأخيرة، بعض أعراض الاكتئاب والقلق، وسهولة تفاقم المواقف البسيطة).
ومن أهم التمارين، التي تعزز وتنمي لياقة العقل، ما يلي:
اعتبر اللعب أمراً مهماً كالعمل.. ومارسه بجدية شديدة
يقول البروفيسور، لوني أرسن، عالم الأحياء بجامعة كوينز في كينجستون بالمملكة المتحدة، إن هناك علاقة قوية بين اللعب والعمل، فالدافع للنجاح في العمل هو ذاته الذي يحرك المرء كي ينجح في اللعب، معتبراً أن هذه العلاقة طردية، فكلما زاد الاستمتاع بأوقات الفراغ، تعاظم الإنجاز في وقت العمل.
ابحث عن الأنماط
حينما يواجه المرء صعوبة في التعرف إلى الأنماط؛ فإنه يعجز عن القيام بأعماله بشكل جيد، ومن ثم يجد صعوبة في اتخاذ القرارات.
ويمكن تنمية هذه المهارة من خلال مجموعة التمارين، وذلك بإنشاء تنبؤات حول الأحداث المستقبلية أو التطورات التكنولوجية، مثل: رسم صورة لمدينة المستقبل، وإيجاد حلول لمشكلة قلة المياه في العالم، وذلك بهدف زيادة القدرة على معرفة الأنماط، وتوقع ما سيحدث في المستقبل.
التجديد والابتكار
يكتفي الكثير من البشر بمعرفة الأمور الموجودة فعلاً، ولا يحاولون الغوص في تفاصيل الأمور الجديدة، والانخراط بأفكار مبتكرة، تساهم في مواصلة الاطلاع ومحاولة معرفة كل ما هو جديد والانخراط فيه بحفاظ الإنسان على لياقته العقلية والمعرفية بشكل أفضل.
التجربة
تترك التجارب المختلفة بصمة كبيرة على العقل، فكلما خضنا تجربة جديدة وتعلمناها تقوم الخلايا العصبية المشاركة في التعلم بتنمية روابط وتشكيلات جديدة، ويعتبر البعض أن التجارب الجديدة تدفع العقل لإنتاج خلايا عصبية جديدة، لها تأثير مشابه لما تحدثه مضادات الاكتئاب، معتبرين أن العكس يحدث تماماً في حال قلة التجارب والافتقاد للممارسات الجديدة، ما يتسبب في تحلل الخلايا العصبية، وبدء مظاهر الشيخوخة بوقت مبكر.
وضمن ذات السياق، وضعت كلية الطب في هارفارد، ست خطوات رئيسية، للحفاظ على لياقة العقل وصحة الدماغ، هي:
1. ضرورة الحفاظ على نظام غذائي نباتي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب.
2. ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم؛ لأن العقل السليم في الجسم السليم.
3. الحرص على النوم جيداً، ولأوقات كافية.
4. محاولة التحكم بالتوتر، والحد منه قدر المستطاع.
5. التفاعل الاجتماعي، الذي يحفز الدماغ، وينمي الكثير من المهارات، مثل: المعالجة البصرية المكانية للوجوه والإيماءات، واستنتاج دوافع الآخرين، واتخاذ القرار حول كيفية التصرف ضمن المجموعة المحيطة.
6. ممارسة تمارين تحدي العقل باستمرار، وهي تمارين خاصة لتنمية العقل، لكنها غالباً تكون في مواقع محددة، وتكون مدفوعة الأجر.