في أي عائلة يمكن أن تكون العلاقات الأخوية محفوفة بالمنافسة والغيرة، لكنها أيضاً مليئة بالحب والضحك والمرح والولاء. وغالباً يكون أشقاء الأطفال ذوي الهمم أفضل أصدقاء لهم ومدافعين، ونماذج تحتذى، وداعمين لهم. لذلك، من المستحيل تقديم الدعم الكامل لرعاية هؤلاء الأطفال، دون دعم رفاهية أشقائهم.
موقع qicreative الطبي يناقش التحديات التي يتعرض لها ذوو الهمم، ويقدم نصائحه لأشقائهم حتى لا يقع العبء الأكبر عليهم.
يطور بعض الأشقاء بعض الخصائص الخاصة جدًا استجابة للعيش مع الأشقاء ذوي الهمم، ففي دراسة أجريت عام 2020 باستخدام الأعمال الفنية والاستبيانات، وجدت أن أشقاء الأطفال ذوي الهمم سجلوا درجات أعلى في التعاطف والتعليم والقرب، وسجلوا درجات أقل في الصراع والتنافس، مقارنة بأولئك الذين لديهم أشقاء طبيعيون، كما يميل أشقاء الأطفال ذوي الهمم أيضاً إلى إظهار مستويات أعلى من: السيطرة على النفس، والنضج، والتسامح تجاه الاختلاف، والمسؤولية، والإيثار والصمود.
وهذه الخصائص الإيجابية ناتجة عن التجربة الفريدة، للمشاركة في رعاية طفل من ذوي الهمم.
ولكن هناك بعض التحديات المشتركة بين أشقاء الأطفال ذوي الهمم. مثلاً، قد يعانون مزيجاً من المشاعر المتضاربة، بما في ذلك الحب والغضب والاستياء والشعور بالذنب والخوف والإحراج والقلق والغيرة. وقد يشعرون بالاستياء من الوقت والموارد التي يكرسها الآباء، ومقدمو الرعاية لشقيقهم المريض، أو قد يشعرون أيضاً بالحرج من مظهر أو سلوك شقيقهم، خاصة في الأماكن العامة. وقد تؤدي هذه المشاعر غير المريحة، مثل: الغضب والاستياء تجاه الأخ المصاب، إلى الشعور بالقلق أو الذنب، لأنهم يتمتعون بصحة جيدة. وما يزيد تفاقم هذه المشاعر أن شقيق الطفل ذي الهمة، قد لا يشعر بالقدرة على التعبير عن هذه المشاعر للآباء أو مقدمي الرعاية؛ لأنهم لا يريدون زيادة العبء عليه.
ويمكن للوالدين ومقدمي الرعاية تخصيص وقت فريد للأشقاء، حتى لو كان بضع دقائق. شجع طفلك على التحدث عن مشاعره، واسمح له بالتعبير من دون إصدار أحكام. ويمكن أن يكون هذا الوقت ضمن نشاط أسبوعي خاص أو مجرد وقت تقضيه مع طفلك قبل النوم. والأهم من ذلك، أخبر طفلك بمدى حبك له، وأنك تشعر بخصوصيته وتقدره. وحافظ على الأنشطة الترفيهية العائلية التي تشمل جميع الأعضاء، مثل: التخييم، وأيام المرح في الخارج، وحفلات الشواء الصيفية، وما إلى ذلك. ويجب على الوالدين تطوير شبكة الدعم، وتشجع أفراد الأسرة والأصدقاء على قضاء الوقت مع طفلك.
في بعض الحالات، قد يشعر أشقاء الطفل من ذوي الهمم بالعزلة والوحدة. وتنبع هذه المشاعر من مجموعة من العوامل، مثل عدم شعورهم بالراحة عند مناقشة مخاوفهم؛ لأنهم لا يرغبون في إثقال كاهل الوالدين.
أو قد يعبر بعض أشقاء الأطفال ذوي الهمم عن الحاجة إلى أن يكونوا "مثاليين"، لتعويض الوالدين عن التعامل مع احتياجات الدعم المتزايدة التي يتمتع بها أشقاؤهم الآخرون، ويمكن أن يؤدي هذا أيضًا إلى الشعور بعدم الكفاءة والعزلة.
أو قد لا يتعرف أصدقاؤهم أو يفهموا تجربة العيش مع أخ أو أخت من أصحاب الهمم، وهذا يمكن أن ينفر الأطفال الآخرين منهم، فتقل فرص تكوين صداقات.
أو قد تُحجب المعلومات المتعلقة بحالة الأخ المصاب والتشخيص والعلاج، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى قضاء الطفل أو المراهق بعض الوقت بمفرده في غرف الانتظار، أو الاستماع إلى المحادثات الهادئة، وتخيل أسوأ السيناريوهات.
يجب تحديد مشاعر العزلة والوحدة لدى الأطفال والمراهقين، وحلها في أسرع وقت ممكن، لمنعهم من التطور إلى مشكلات أكثر تعقيداً، مثل: الاكتئاب، واضطرابات القلق في المستقبل.