قبل اختراع الأدوية الحديثة التي تعالج الأمراض، قضت العلل على أعداد هائلة من البشر، لذا فإن الأدوية أصبحت شيئاً مهماً في حياتنا.
لكن موقع medicalnewstoday ينبه إلى أن الأدوية كما تحمل فوائد جمة، تتسبب أيضاً في زيادة الوزن! كيف ذلك؟
يشير الموقع إلى أن للأدوية الموصوفة عادة أعراضاً جانبية، لذا يُنصح دائماً باستشارة الطبيب قبل تناول أي دواء، لكننا بذات الوقت لا يمكننا اتهام الأدوية بأنها السبب الوحيد لزيادة الوزن لدى المرضى، لكن هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية مثل النظام الغذائي والرياضة ومواعيد النوم، وعوامل أخرى متعددة تلعب دوراً في زيادة الوزن.
وتتسبب الأدوية الموصوفة في زيادة الوزن عن طريق عدة عوامل، ويمكنك ملاحظة تأثير بعض هذه الأدوية بطريقة سريعة وواضحة، في حين أن بعضها قد يكون تأثيره غير مباشر، كأن يسبب الكسل والخمول قلة الحركة والنشاط، وبالتالي زيادة الوزن.
وبعض الأدوية قد تزيد الشهية للطعام، وتبطئ عملية التمثيل الغذائي للجسم، أو تسبب الأرق، وكلها عوامل تساعد في زيادة الوزن أيضاً.
ولوحظ، أيضاً، ارتباط بعض الأدوية بزيادة وزن المريض، من دون أن يتمكن الباحثون من تحديد سبب مباشر وصريح لذلك، وهذا قد يؤرق المريض، خاصة إذا كان يسعى لضبط وزنه أو إنقاصه. فإذا لاحظت مثل هذه الأعراض أثناء تناولك دواءً ما، فعليك إخبار الطبيب ومناقشته في ذلك.
وهناك أدوية عديدة يمكنها أن تزيد وزن المريض، نذكر في ما يلي بعضها:
مضادات الاكتئاب ثلاثي الحلقات مثل: الأميتريبتالين، ومضادات الذهان مثل: الأولانزابين والكلوزابين، والكورتيزون ومشتقاته، مضادات مستقبلات البيتا، مثل: ميتوبرولول والأتينولول، وأدوية السكر مثل: غليبريد وبيوغليتازون والإنسولين، وأدوية الصداع النصفي مثل: الغابابنتين وحمض الفالبرويت ومضادات الهيستامين، مثل: الستريزين والفيكسوفينادين، إضافة إلى أدوية منع الحمل.
وعندما نتحدث عن الأعراض الجانبية لأي دواء، علينا القول بأن الأعراض والتأثيرات تتفاوت بين مريض وآخر، فبعض المرضى قد يزيد وزنهم عدة كيلوغرامات بسبب علاج معين؛ فيما لا يتغير الوزن تقريباً لدى مريض آخر يأخذ نفس الدواء بنفس الجرعة في نفس المدة.
وبعض الأدوية يمكن أن نطلق عليها لفظ "التساوي في التأثير على الوزن"، فمن الممكن أن تؤدي لزيادة الوزن، لكن ذلك يحدث فقط إذا تهيأت ظروف معينة مؤاتية.
فعلى سبيل المثال: مجموعة الأدوية النفسية من عائلة "مثبطات امتصاص السيريتونين الانتقائي"، مثل: سيتوبرام، سيرتالين، والفلوكستين، ليس لها تأثير واضح على الوزن بشكل عام؛ إلا أنها، وطبقاً لطول فترة استخدام هذه الأدوية وجرعتها، يمكنها أن تسبب زيادة في الوزن، وواحد من هذه المجموعة كثيراً ما تصاحبه زيادة ملحوظة في وزن المريض، وهو باروكستين.
ولنستعرض معكم بعضاً من المخاطر المصاحبة لزيادة الوزن: ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، أمراض الكبد، السكتة الدماغية، السكر من النوع الثاني، إضافة إلى متلازمة توقف النفس أثناء النوم.
وإذا سبب لك الدواء المحفز لزيادة الوزن بعض مخاوفك، فهناك سبلٌ عدة لتهدئة هذه المخاوف، والكثير من الأطباء يصفون لمرضاهم حل هذا الأمر بزيادة ممارسة الرياضة وتغيير نظامهم الغذائي، خاصة إذا كان العلاج فعالاً في علاج المرض الذي تم تناول الدواء بهدف علاجه.