يعتبر وادي رم من أكثر المناطق السياحية في الأردن، التي يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم، نظراً لطبيعة الموقع، والتي لم يصنعها أي إنسان، على الرغم من وجود نقوش ثمودية وإسلامية.
ولا يغفل السائح، الذي يزور الأردن، أن يمر بوادي رم على بعد 70 كيلومتراً شمالي مدينة العقبة الساحلية. ووادي رم هو الاسم الدارج والمستخدم في الإعلام، لكل المنطقة، رغم أن الباحثين الأجانب أطلقوا عليه مسمى "وادي القمر"، لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر.
وتمتاز "رم"، ذات الجبال الشاهقة والرمال الذهبية، بوجود أعلى القمم الجبلية في جنوب بلاد الشام، وهي: "جبل أم الدامي"، و"جبل رام"، كما أن الطريق الرئيسي إلى وادي رم وقرية رم الصغيرة، ينحدر شرقاً من الطريق الصحراوي عند حوالي خمسة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة القويرة، وخمسة وعشرين كيلومتراً إلى الشمال من العقبة، ومن هناك يمتد الطريق بطول يصل إلى حوالي 35 كيلومتراً عبر الصحراء، وينتهي حتى وادي رم.
وعلى الرغم من التزايد المهول في أعداد السياح العرب والأجانب لمنطقة وادي رم، فإنها تفتقد للفنادق، ويكتفي المستثمرون فيها بإقامة المخيمات السياحية التي تتناسب وطبيعة المنطقة، فضلاً عن أن القانون لا يسمح ببناء فنادق، بحكم اعتبار المنطقة محمية طبيعية.
والوادي هو جزء من منطقة حسمى، وهذه المنطقة تتميز بوجود جبال صخرية عالية، متناثرة في سهل رملي واسع.
و"حسمى" هو الاسم الشائع عند سكان البادية لكل المنطقة، التي تمتد بشكل مستطيل، من جنوب مرتفعات الشراة ورأس النقب في الأردن، إلى جنوب غرب تبوك في السعودية. وجبال هذه المنطقة هي جبال من الصخر الرملي، أخذت شكلها المميز بسبب العوامل الطبيعية من نحت وتعرية في العصور القديمة.
وسكنت في التاريخ الحديث هذا الوادي قبائل بدوية كثيرة، أهمها قبيلة الحويطات. واليوم تسكنه قبيلتا الزلابية والزوايدة، اللتان تعودان في الأصل إلى قبيلة عنزة الوائلية، إضافة إلى عائلات من قبائل أخرى من الحويطات. وتوجد في منطقة وادي رم مدرسة عسكرية، ومركز أمني تابع لقوات البادية الأردنية. وأنشئ، أخيراً، في بلدة الديسة، مضمار رسمي لسباق الهجن (الإبل).
ويتميز سكان المنطقة بأنهم مازالوا يحتفظون بالعادات والتقاليد البدوية، واللباس العربي وتربية الجمال، وكل هذا كان قد اختفى من الكثير من باقي مناطق الأردن.
وتسوق وزارة السياحة الأردنية وادي رم على أنه جزء من مثلث السياحة الذهبي، الذي يشمل وادي رم والبتراء والعقبة. وتشمل النشاطات السياحية في هذه المنطقة: التخييم، وجولات سياحية بين الجبال على ظهور الخيل والإبل، أو باستخدام سيارات الدفع الرباعي، وأيضاً تشمل تسلق الجبال. ويمكن للزائر المبيت في المخيمات التي تقدم وجبات الطعام والخدمات الأخرى.